استقالة جورج قرداحي صديق نظام الأسد بطلب فرنسي

2021.12.06 | 05:11 دمشق

197300.jpg
+A
حجم الخط
-A

بعد نكات سمجة ومحاولات تخفيف دم في المؤتمر الصحفي الذي عقده جورج قرداحي.. أخيرا تقدم وزير الإعلام اللبناني باستقالته من الحكومة إثر الأزمة التي تسببت بها تصريحاته عن حرب اليمن والتي اعتبرها عدوانا سعوديا على الشعب اليمني، وأنه من حقه رد العدوان ومقاومته.. وكما يحدث في بلادي العربية كما يقول كل الجلاوزة قال قرداحي "إن موقفه الجديد واستقالته هذه من أجل لبنان والشعب اللبناني"!! علما أن موقفه السابق بالتمسك بالحقيبة الوزارية ورفض الاستقالة كان أيضا من أجل لبنان والشعب اللبناني وسيادة لبنان!.

وعلل استقالته بأنها جاءت استجابة لطلب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عشية زيارته للسعودية وأن رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي أبلغه رسميا بطلب ماكرون وتمنى عليه تقديم الاستقالة مراعاة لمصلحة لبنان ..

إنها مصلحة لبنان التي صرح بسببها القرداحي تصريحاته المسيئة للسعودية وبسبب مصلحة لبنان لم يستقل واعتبر الاستقالة انتقاصا لسيادة لبنان وهيبته.. سيادة لبنان المحكومة بالتسلط الإيراني وهيبته التي يرتع فيها حزب ميليشيوي غصبا عن الجيش والحكومة.. بل سيادة لبنان التي تعطل فيها اجتماع حكومته التي هو عضو فيها بسبب عرقلة الثنائي (أمل –حزب الله) وهي سيادة ما بقي من لبنان التي استقال من حكومتها القرداحي بطلب فرنسي ماكروني.. هذه السيادة التي انخدشت بعد مطالبة السعودية باستقالة معاليه لم تتأثر مطلقا بل تألقت عندما جاءت الأوامر الفرنسية بالاستقالة ..

إنه منطق قرداحي في زمن اللامنطق، في بلاد يحكمها القرداحيون ممن يؤيدوه ويؤيدون النظام السوري ويدافعون عنه.. ولابد أن يُمهر تعليقي على الاستقالة بالختم العربي الاستبدادي القرداحي وهو أن الاستقالة تمت بعد مناشدات الآلاف وتمنيات الآلاف من الجماهير وتصفيقهم.. ولا أعرف لماذا لم يقل الملايين كما تعودت الأنظمة أن تشنّف آذاننا.. مع أنه مذيع المليون..

إنها حرية البراميل التي تتيح لرئيس البراميل أن يلقيها على الأبرياء من السوريين وتفرض على السوريين المدنيين تلقي البراميل في الوقت ذاته بصدور عارية..

ولطالما اعتبر القرداحيون أن من حق الوزير التعبير عن رأيه وبحرية، وأن حرية الرأي والتعبير مكفولة في الدستور اللبناني الذي لم يأكله حمار مسرحية غربة، ومنصوص عليها في مواثيق حقوق الإنسان الدولية في أول صفحة منه، وتحت البند المتعلق بجرائم الحرب وتجريم استعمال الأسلحة الكيماوية والبراميل وعدم التدخل في شؤون دولة أخرى وإرسال عصابات طائفية لذبح الناس.. لكن يتناسى القرداحيون أنه من حق الدول أيضا وسيادتها أن تقطع علاقاتها مع دولة أخرى إن اعتبرت أن تلك الدولة تهدد مصالحها أو أن أحد قياديها كَال لها اتهامات اعتبرتها من وجهة نظرها عارية عن الصحة ..

إنها حرية البراميل التي تتيح لرئيس البراميل أن يلقيها على الأبرياء من السوريين وتفرض على السوريين المدنيين تلقي البراميل في الوقت ذاته بصدور عارية..

لكن سؤال المليون هل سيبقى اسم وزير البراميل القرداحي مزيناً لأحد شوارع العاصمة اليمنية صنعاء بعد أوامر الحوثي .

وإن كان ماكرون سيزور السعودية لبيع طائرات وحل ملفات فقد بدأت رحلته قبل بدايتها برأس القرداحي.