icon
التغطية الحية

إيران حاضرة في ترشيحات عضوية "برلمان" النظام

2020.06.27 | 16:00 دمشق

sgwy-1.jpg
تلفزيون سوريا - خالد الخطيب
+A
حجم الخط
-A

من المفترض أن تجري انتخابات مجلس الشعب التابع لنظام الأسد في 19تموز/يوليو القادم، وذلك بعد تأجيل موعدها لمرتين في آذار/مارس وأيار/مايو الماضيين بسبب انتشار الوباء المستجد كورونا، ويبدو أن تأجيل الانتخابات لم يؤثر في حملات المرشحين عن حلب، فمنذ بداية حزيران/يونيو الحالي بدأت الحملات الدعائية للمرشحين وملأت صورهم ولافتاتهم شوارع المدينة وجدرانها، وبشكل عشوائي، الأمر الذي دفع بمجلس المحافظة إلى تعليق ألواح خشبية في أكثر من 10 قطاعات خدمية وأمر أنصار المرشحين بإزالة صور زعمائهم وإلا سيتخذ إجراءات صارمة ضدهم.

حلب الشرقية

لا تبدو قرارات مسؤولي النظام سارية المفعول في الأحياء الواقعة تحت سيطرة المليشيات الإيرانية في حلب (الأحياء الشرقية)، فموظفو الخدمات الفنية التابعين للبلدية والمكلفون بتطبيق قرارات المحافظة الخاصة بمتابعة المخالفات الدعائية لن يجرؤوا حتماً على إزالة صور مرشح "لواء الباقر"، عمر الحسن، من حي البلورة والأحياء المجاورة التي تعتبر منطقة نفوذ حيوية للمليشيا العشائرية التي يدعمها "الحرس الثوري الإيراني" في حلب. وبالتالي يمكن إدراج قرارات المحافظة في إطار الإجراءات التجميلية المخادعة لإسكات المطالبين بضبط عشوائية أنصار مرشحي المليشيات.

نجح ممثل "لواء الباقر" عمر الحسن، بدخول مجلس الشعب دورة العام 2016، وفي الغالب سيحظى بعضويته للمرة الثانية في الدورة الثالثة في العام الحالي 2020، فهو يمثل أكبر مليشيا عشائرية في سوريا لطالما قدمت وما تزال خدمات جليلة للنظام وإيران، شغل المرشح حسن منصب مسؤول المكتب السياسي في "لواء الباقر" منذ تأسيسه رسمياً في العام 2013، وهو من مؤسسي اللواء، وكان مقاتلاً في صفوفه إلى جانب قادته الأوائل، بينهم القائد الحالي للواء، خالد مرعي ولقبه "الحاج باقر".

يحب أنصار "الباقر" أن يطلقوا على مرشحهم لمجلس الشعب اسم "الحاج عمر"، وهو تقليد أخذوه عن "حزب الله" اللبناني، وهي صفة لازمة للقادة الكبار في المليشيات الإيرانية عموماً، يقول أنصارهم من عشيرة البكارة بأن مرشحهم "الحاج عمر حافظ على وجوده الدائم جنباً إلى جنب مع المجاهدين في الخطوط الأمامية في المعارك لرفع معنويات المجاهدين الأبطال في معاركهم ضد التكفيريين والإرهابيين في كل بقاع أرض الوطن وشهد انتصارات عظيمة في تحرير حلب وبعض المدن والقرى التي شارك لواء الباقر في تحريرها من رجس الأعداء وقدمت عائلة الحاج الحسن الكثير من الشهداء فداءً لسورية وأرضها جيشها وشعبها وقائدها".

قاسم سليماني وقائد لواء الباقر في حلب.jpg
قاسم سليماني وقائد لواء الباقر في حلب

 

احتلت حلب صدارة المحافظات في أعداد المرشحين المتقدمين لعضوية المجلس في دورته الحالية، وبقي العدد كبيراً برغم عرض قوائم المرشحين على الأفرع الأمنية و"حزب البعث" للدارسة الأمنية، ويرجع ذلك بطبيعة الحال إلى أن معظمهم يمثلون عشائر ومليشيات وتجاراً وعائلات لها باع طويل في موالاة النظام والقتال إلى جانبه ضد المعارضة منذ بداية الثورة في العام 2011، ولا يبدو النظام في ورطة توزيع المقاعد النيابية على المرشحين، فهو يتبع سياسة توزيع المقاعد على عدة دورات.

قادة الميليشيات

في الدورة الحالية صعدت شخصيات جديدة لأول مرة تظهر بزي مدني، وهم قادة بارزون في "مليشيا الدفاع المحلي" التي أسستها ودعمتها إيران منذ البداية بزعامة العميد، هيثم النايف، والذي قتل قبل أعوام، والتي تحولت فيما بعد إلى تشكيلات يتزعمها "فيلق المدافعين عن حلب" والذي يقوده "الحاج محسن".

يعتبر المرشح جلال ميدو، ممثلاً عن عائلة ميدو والتي يتركز انتشارها الأكبر في الشيخ سعيد بحلب، وهي من أبرز العائلات التي تطوع أبناؤها إلى جانب النظام، وكانت البداية من قمع المظاهرات ومن ثم تشكيل مليشيا تتبع "الدفاع المحلي" المدعومة من إيران، قاتلت عائلة ميدو في حي الشيخ سعيد حتى كانون الثاني من العام 2013، وهو تاريخ خروجها مجبرة أمام تقدم المعارضة حينها. قاد مجموعات آل ميدو، جمال أبو حسين، وأطلقت عليه المليشيات الإيرانية بحلب لقب "قائد المقاومة في الشيخ سعيد".

قاتل مرشح آل ميدو، واسمه الكامل، جلال درويش ميدو، وهو محامٍ، قاتل في صفوف المليشيا العائلية في العامين 2012 و2013، ويظهر في بعض الصور حاملاً بندقيته الروسية في أطراف الشيخ سعيد بحلب، وبعد انسحاب مقاتلي آل ميدو من الحي بداية العام 2013 تحول إلى العمل كممثل للمليشيا التي عملت مع القيادي في المليشيات الإيرانية، حسان يوسف منصور، من بلدة الفوعة، والذي قتل في المعارك مع المعارضة في ريف حلب الجنوبي في العام 2015. للمرشح ميدو ثلاثة أبناء في صفوف المليشيات، وخسرت العائلة منذ بداية قتالها إلى جانب النظام والمليشيات الإيرانية أكثر من 95 عنصراً.

وكما جرت عادة المليشيات الإيرانية المحلية و "الدفاع المحلي"، تكثر الروايات البطولية التي ترافق حملات المرشحين، يقول أنصار المرشح ميدو، إنه وبفضله أعيدت الحياة إلى حي الشيخ سعيد بحلب بعد أن سيطر عليه النظام أواخر العام 2016 بعد أن خرجت المعارضة من الأحياء الشرقية.

عمر الحسن عضو مجلس الشعب ممثلاً للواء الباقر بداية تشكيله يظهر الى جانب قائد الباقر ببدلته العسكرية وسلاحه بحلب.jpg
عمر الحسن عضو مجلس الشعب ممثلاً للواء الباقر بداية تشكيله يظهر الى جانب قائد الباقر

 

آل بري

أما بالنسبة لآل بري، وهم من عشيرة "الجيس"، فتنحصر المنافسة بين المرشحين، حسن بن شعبان بري، وعبد الملك بري، وفي الغالب سيحصل أحدهما على عضوية المجلس بعد أن قدم قريبهما، محمد شعبان بري، استقالته من عضوية المجلس في دورته السابقة، وجاء ذلك في تصريح له في موقع فيس بوك، في 8 من حزيران/يونيو الحالي، وقال "ببالغ الحزن والأسى ومن هذا المنبر أعلن استقالتي من منصبي في مجلس الشعب السوري لأسباب تتعلق بعدم الأخذ بمقترحاتنا تجاه الأزمة الاقتصادية التي نعاني منها".

كان لآل بري حظوة لدى النظام حتى قبل اندلاع الثورة السورية، ولطالما جمعت العائلة المال الفاسد والسلطة خلال عقود، وعزز انخراطهم إلى جانبه في قمع الثورة منذ بدايتها والقتال إلى جانبه فيما بعد من مكانتهم، لآل بري كما لمؤسسي الباقر ثأر مع المعارضة في منتصف العام 2012، والتي قتلت، زينو بري، وهو أحد أبرز شخصيات العائلة الموالية للنظام والتي اشتركت بشكل مباشر في قمع التظاهرات بحلب، وقاومت المعارضة أثناء اقتحامها للأحياء الشرقية منتصف العام 2012. وهو ما دفعها للانخراط بشكل أكبر في دعم النظام والانخراط في صفوف "الدفاع المحلي" المدعوم من إيران، وما تزال لآل بري سطوة واسعة إلى جانب المليشيات الإيرانية في الأحياء الشرقية، وبعد خروج المعارضة من المدينة نهاية العام 2016 شهدت العلاقة بين مليشيا بري والمليشيات الإيرانية تغيراً مفاجئاً، واندلعت عدة مواجهات بين الطرفين بعد أن تم توطين أعداد كبيرة من عائلات المليشيات الإيرانية في الأحياء الشرقية، بينها باب النيرب.

في ١٨ من أيار/مايو الماضي، اشتبكت دورية من الأمن العسكري بحلب، وهو فرع مقرب من المليشيات الإيرانية في سوريا عموماً، مع مجموعات من مليشيا آل بري، يقودهم، فضل شعبان بري وحمود أحمد شعبان بري، وتمكنوا من اعتقال كامل عناصر الدورية، وأجبروهم على خلع ثيابهم واحتجزوهم في مضافة آل بري، وبعد تدخل العميد إبراهيم عباس، رئيس فرع الأمن العسكري بحلب، وحسام قاطرجي، تم إطلاق سراح عناصر الدورية.

جمال ميدو قائد مجموعات ميدو في الشيخ سعيد.jpg
جمال ميدو قائد مجموعات ميدو في الشيخ سعيد

 

قائد مجموعة في ميليشيا النمر يترشح

ومن بين المرشحين عن حلب، العميد رمزي محمد اللولو، من مواليد حلب ١٩٥٨، وهو خريج الكلية الجوية، وكان مدرباً وقائد سرب بين العامين 1985 و2013، وشغل منصب رئيس فرع الملاحة الجوية في قيادة القوى الجوية من ٢٠١٣/٢٠١٦، ومستشار أمني في محافظة الحسكة من 2016 و2017. أما المرشح حسين الجمعة الحاج قاسم، عن منطقة السفيرة، ابن عشيرة العفادلة قبيلة البو شعبان الزبيدية، وهو أحد مؤسسي "لواء السفيرة" التابع للمليشيات الإيرانية، وأحد قادة العمليات العسكرية في العامين 2013 و 2014 لفتح طريق أثريا-خناصر وفك حصار المعارضة لحلب، أما المرشح وليد عمر البوشي، فهو قائد مجموعة سابق، لدى "قوات النمر" التي يقودها العميد في جيش النظام سهيل الحسن، وهو مؤسس جمعية وسام الخير، ورئيس مجلس إدارتها، والتي تعنى بجرحى المليشيات الرديفة بحلب.

المرشح وليد عمر البوشي الى جانب سهيل الحسن بريف حلب.jpg
المرشح وليد عمر البوشي إلى جانب سهيل الحسن بريف حلب

 

وعن السفيرة مرشحون كثر، من بينهم، جمانة أبو شعر، يقول أنصارها في حملتها الانتخابية، إنها "بطلة المقاومة في منطقة الواحة" جنوبي حلب والتي حاصرتها المعارضة قبل سنوات، وعن منبج بريف حلب ما تزال عائلة الماشي، من عشيرة البوبنا، تسيطر على مقعد دائم في مجلس الشعب، لكنها في هذه الدورة رشحت ثلاث شخصيات، محمد خير ذياب الماشي، ومحمد صالح ذياب الماشي، ومرشح الشباب، عبد الله أحمد الماشي.