إبراهيم إبراهيم.. رجل من قضيتنا

2020.04.18 | 00:04 دمشق

annotation_2020-04-17_212649.png
+A
حجم الخط
-A

أراد السيد إبراهيم إبراهيم، المنسق الإعلامي لمجلس سوريا الديمقراطية، المُقال على خلفية تصريحات طالب بها بقتل مليوني سوري على الأقل في إدلب ضمن مداخلة تلفزيونية في برنامج ما تبقى على شاشة تلفزيون سوريا، أراد إخبارنا بأن الوطنية السورية هشة ضعيفة وتعرضت لطعنات ليس من المؤكد أن تخرج منها سالمة.

لم يكن إبراهيم أول من عبَّر عن هزيمتنا الجماعية بوضوح، سبقه من ذهب إلى ليبيا، ومن التقط صور الجائعين مع صناديق المعونة، ومن باع مواطنيه جوازات سفر غير صالحة.

في جانب من الجوانب كان إبراهيم محقاً، فقد طُحِنَ هو شخصياً والجماعة التي ينتمي إليها في المظلومية التي طالت الكلّ، يوم اكتشفنا جميعاً بأن مآسينا وأهدافنا وأحلامنا، الفردية والجَمْعية، كانت خارج حسبان من تحالفنا معهم على امتداد هذا الوجع المفتوح.

تذوقت الحركة الكردية السورية قبل مدة قليلة، طعم الخسارة التاريخية العلقمية، ولم تكتفِ بنتائج صفرية من حيث المكاسب، كما بقية الجماعات السورية الأخرى، بل إن تياراً داخلها نمت فيه العدوانية، بأنَّ شعور الهزيمة المؤلم حقاً، كفيل بأن يُحول المهزوم السوري اليوم على اختلاف الجرح الذي ينتمي إليه، إلى شريرٍ ناطقٍ يُعبّر عن وجعه بصلافة.

ترتدُّ الوطنية السورية المزعومة في هذه الأثناء إلى أصل الحكاية من الأول، وقت تفتت الهدف وأصبح لكل جماعة سورية ثائرة هدفها ومشروعها الخاص، وبالتالي خساراتها الخاصة، حيث إن الفوز كان مستحيلاً في ظل الاعتماد، أو الاتكال إنْ صحَّ التعبير، على حلفاء من نوعية التحالف الدولي بالنسبة للكرد، أو "أصدقاء الشعب السوري" بالنسبة لبقية السوريين.

لم يكن إبراهيم أول من عبَّر عن هزيمتنا الجماعية بوضوح، سبقه من ذهب إلى ليبيا، ومن التقط صور الجائعين مع صناديق المعونة، ومن باع مواطنيه جوازات سفر غير صالحة، وغيرها من البشاعات التي تخجل "الثورية الصرفة" أن تُلصق بها.

فشلنا بأن نكون قضية، بنفس مقدار الفشل من أن يكون وداعنا من على المسرح مُشرِّفاً، قادراً على إقناع إبراهيم وسواه بأن "الحقيقة" كما المدنيين في إدلب أو الحسكة أو اللاذقية، كانوا الضحية الوحيدة في المعجنة السورية، ولن يفيدَ الأمر قتلُ مزيد منهم أو التحريض ضدهم، ذلك أنَّ القسوة المفرطة لا تولِّد حلاً ناجحاً بقدر ما ستولِّد حيرةً كبيرة، عن المكان الذي يجب أن يكون فيه إبراهيم ومن يُشبهه من دعاة القتل والنزعات العدوانية، في محكمة خاصة بأشرار الملف السوري، أو في مصحة نفسية تقدم خدماتها بإشفاق للناجين الباحثين عن مكسب حتى لو كان جنونياً.

كلمات مفتاحية