حين حكم البعث سوريا لم يكن له محبُّون عاشقون، إلا بما يُعدُّ ضئيلاً قليلاً. ولم يكن له مريدون مؤمنون به ذلك الإيمان العميق الراسخ. هذه المنطقة كلها، منطقة الشرق الأوسط، لم تشترط يوماً على من يريد الاستيلاء عليها أو أن يحكمها..
كنت قد بدأتُ بأرشفة حوادث القرصنة الدولية التي ظهرت مع انشغال العالم بمعالجة أزمة انتشار فيروس كورونا، معتقداً أنها حوادث عرضية، يمكن المرور عليها من زاوية الطرافة على هامش انشغال الدول بأزمة الوباء الراهنة، غير أن تتاليها الصادم وضمن فترة زمنية ..
هكذا عاش السوريون وكذلك شعوب الشرق الثائرة في مواجهة الشيطان الذي يمكن لنا وبكثير من الدراية بأساليب الأنظمة في إفساد البشر، أن نرى تجليه -أدبياً على الأقل- في صورة القادة الديكتاتوريين.
يحدث أن بلداً يتعرض لصدمة تاريخية هائلة، ضربة ظالمة ومدمرة، طغياناً أو احتلالاً أو استعماراً أو حرباً كارثية. ما من شعب إلا وتعرض لهكذا محنة، لنقل: إنها سيرة بشرية ولا تخلو منها أحوال العالم، ماضياً وحاضراً ..
لا بد لكلّ بلد في هذا العالم من روائي يبني له ظلَّه الإنساني على مدار عقودٍ وروايات، فيصير الروائي، في هذه الحالة، معمارياً يبني وطنَهُ، ولكن ليس بالحجارة، وإنما بالروايات.