قضت المصادفة أن يتزامن احتفال الجيش السوري بذكرى تأسيسه الثامنة والسبعين، في الأول من آب كالمعتاد، في يوم الثلاثاء الماضي، مع افتتاح عزاء اللواء أسعد ميني، المتوفى قبل ذلك بيومين.
بداية لا بد من الإشارة إلى أن هذا المقال ليس توثيقاً لتاريخ الجيش السوري، وهو ما كنت قد قمت ببحث مطوّل وموثّق عنه، نُشر قبل 3 سنوات في منصة شقيقة بعنوان: (الجيش السوري.. من التأسيس إلى حافظ الأسد)
يُعدّ هذا المقال استكمالا لسلسلة من مقالات ثلاثة كتبتُها في موقع تلفزيون سوريا سابقا عن أدوار الجيوش في المراحل الانتقالية بالتحديد ومواقفها من الثورات، في مسعىً للمشاركة في نقاش نظري عن سؤال: متى تحصل الانقلابات العسكرية؟
في نهاية الربع الأخير من عام 1954 سرعان ما حاول الضباط المعادون للبعث والمالكي وبإيعاز من شوكت شقير تنفيذ انقلاب يتخلصون فيه من عدنان المالكي، لكن شقير أدرك في اللحظة الأخيرة أن المحاولة ستكون على حساب التخلص منه أيضًا إذ ما علم السياسيون وضباط الجيش
في سوريا، تثير فترة 1954-1958 التي شهدت عودةً إلى الحياة السياسية التعددية والبرلمانية - أو الديمقراطية كما يصفها بعضهم - كثيراً من الأسئلة، إذا ما أخضعناها للبحث بأدوات حقل دراسات الانتقال الديمقراطي والعلاقات المدنية - العسكرية. ففي هذه السنوات لم
يعد "التفييش" من التقاليد التي ميزت الجيش الأسدي، الجيش الذي تحول من مدرسة في الوطنية، إلى مدرسة في العبودية، تعمل على إذلال شباب سوريا وابتزازهم واستغلالهم