مرة أخرى تعود احتجاجات الشعوب إلى صدارة المشهد، لا يقتصر الوضع اليوم على البلاد العربية فحسب بل تشمل بلداناً مختلفة، وقد تنذر هذه التحركات باندلاع بركان ظل خامداً سنوات إلا أن غضبه اليوم قد يفوق التوقعات المحتملة والقدرة على الإطفاء.
كتب الرئيس الأميركي "ودرو ويلسون" بعيد انتهاء الحرب العالمية الأولى "1919" (لا أتردد في القول إن الحرب التي نخوض غمارها، والتي تحمل كل أشكال الرعب، لا يمكن أن تقارن بالحرب التي قد نواجهها في المرة القادمة).
لمحاولة تعقب مفهوم (الحريّة) لا بد من المرور، كل مرة، على الشرط التاريخي المحايث، لما له من تأثير في صياغة المفهوم العائد إلى حقبة زمنية بعينها من تاريخ البشرية.
تثور ضد فساد حكومتك، فتأتي قوة عظمى لقمعك وقتلك وإبادة كل من يشاركك المطالبة بحق بلدك في التحرر والتطور، إنه عهد جديد يرعاه كل من "الإمبراطور" الصيني و"القيصر" الروسي، وأتباعهما كالولي "الفقيه"، و"سيد الوطن"..
تتخذ الشعوب عدة وسائل للتعبير عن آرائها ومطالبها، من بينها اتخاذ لون محدد شعاراً لها، فكانت الثورة البرتقالية في أوكرانيا، والحركة الخضراء في إيران، والسترات الصفراء في فرنسا.
لعبت وسائل التواصل الاجتماعي الحديثة على أنواعها دوراً مهماً في التأثير على مسارات الحركات الاحتجاجية والثورات العربية عموماً وفي سوريا خصوصاً منذ البداية.
ليست الثورة السورية، كما ثورات الربيع العربي، خارج سياق الثورات عبر التاريخ. وإذا كان "ابن خلدون" قد تحدّث عن أعمار الدول، و"الكواكبي" قد فصّل لنا الكلام على الثورة وموجباتها ضد الاستبداد.
تعود بي الذكريات إلى بداية انطلاقة الاحتجاجات السلمية في شوارع المدن والقرى السورية، لأتوقف عند حزمة "اتهامات" صدرت عن مثقف معارض لأترابه من المثقفين ممن لم يتخّذوا موقفاً مسانداً لهذه الاحتجاجات بشكل علني وعلى رؤوس الأشهاد.