icon
التغطية الحية

"خلافة البادية".. كل من يدخل "مثلث الحماد" مفقود

2020.10.24 | 05:44 دمشق

ek-gbrmxeamtwbe.jpg
عناصر لـ "تنظيم الدولة" في البادية السورية (تويتر)
تدمر - خاص
+A
حجم الخط
-A

بعد انسحابات عناصر "تنظيم الدولة" وخروجهم من مدن محافظتي دير الزور والرقة وبلداتها وقراها، على إثر إطلاق التحالف الدولي ما وصفها بـ "الحرب ضد الإرهاب"؛ أضحت بادية سوريا الشرقية (الحماد) ميدان "التنظيم" الرئيسي وساحة نشاطه وانطلاق عملياته التي يشنها على محاور محافظات ديرالزور- دمشق- حمص/ حماة.

وبعد تنفيذه العديد من العمليات العسكرية ضد قوات النظام وتكبيدها خسائر على مستوى العناصر والآليات العسكرية ومختلف أنواع العتاد، تمكن "تنظيم الدولة" من التوسّع في البادية على حساب تلك القوات، وصولاً إلى نقاط تابعة لمنطقة "أثريا" بريف حماة الشمالي الشرقي والسيطرة عليها.

 

 

مصادر عديدة باتت تتحدث اليوم عن تحوّل منطقة "الحماد" في قلب بادية الشام، إلى بقعة أشبه بالرمال المتحركة التي تبتلع كل من يمر من فوقها، أو بـ "مثلث برمودا" الذي حيكت حوله قصص عن ابتلاعه لطائرات وسفن وبشر، فصار يُطلق عليها مسمى "مثلث الحماد".

اقرأ أيضاً: مقتل 20 عنصراً لـ"نظام الأسد" بهجومٍ لـ"داعش" في بادية حمص

اقرأ أيضاً: سلسلة هجمات لتنظيم الدولة ضد النظام في بادية الشامية

 

 

امتداد التنظيم بحسب الأهالي

مصادر محلية من الذين اتخذوا من البادية مع عائلاتهم، مسكناً ومقاماً خلال العقدين الأخيرين، ومنهم "شدهان ناوي اللسيسي"، يصف لموقع تلفزيون سوريا كيف تحوّلت الحماد "من مكان كنا نبحث فيها عن الكلأ والمراعي، إلى أخطر منطقة في سوريا على الإطلاق، فالداخل مفقود والخارج مولود" من جراء انتشار مقاتلي "تنظيم الدولة" وتزايد أعدادهم يومًا بعد يوم، خصوصاً وأنهم أصبحوا على اتصال بصحراء "الأنبار" العراقية التي تعد المصدر الرئيس لتزايد المقاتلين.

ويمتهن "اللسيسي" بالإضافة إلى تربية المواشي، مختلف أشكال التهريب، بحسب قوله، إلا أن تموضع التنظيم وانتشاره في مناطق "جليغم" و"الوعر" و"وادي السيل"، و"النجرة" وغيرها من مناطق الحماد الوعرة، "أوقف عملنا ليس في التهريب وحسب إنما في رعي الأغنام أيضاً".

ويشير اللسيسي إلى أن مخيم "الركبان" كان مصدراً مهما من مصادر رزقه "إذ كنا نهرب عشرات العائلات من المخيم على حدود الأردن نحو مناطق سيطرة (قوات سوريا الديمقراطية/ قسد) في شرق الفرات"، لافتاً إلى أن وجود التنظيم في المنطقة يعد أحد أهم الأسباب للجوء أهالي المخيم إلى عقد تسويات مع النظام والدخول إلى مناطقه، هرباً من المخيم والتنظيم.

ويؤيّد اللسيسي أحد أبناء قرية "العليانية" المحاذية لتدمر في ريف حمص الشرقي، "مصعب فيصل العيفير" الذي يضيف أن الحماد كانت من أكثر المناطق أماناً حتى خلال الاشتباكات في السنوات الماضي، نظراً لاتساعها، أما "بعد انتشار التنظيم فيها اليوم أمسى الدخول إليها بمثابة انتحار حقيقي".

اقرأ أيضاً: البادية السورية.. ثقب داعش الأسود لابتلاع جنود النظام وروسيا

ويروي "العيفير" لموقع تلفزيون سوريا بعض ما يجري من "متغيرات طرأت على الحماد بعد دخول  التنظيم" بحسب تعبيره، فيقول إن "الهجمات التي تتعرض لها قرانا وبلداتنا المتاخمة لهذا المثلث، من ديرالزور إلى تخوم حمص، لا يمكن تصوّرها، كما لا توجد وسيلة لإيقافها على المدى المنظور".

ويشير العيفير" إلى أنه فقد اثنين من أبناء عمومته أثناء محاولتهما العبور باتجاه مخيم الركبان، "ناهيك عن فقدان العشرات من عناصر قوات النظام في مناطق متفرقة من البادية، خلال كل عملية ينفذها النظام لتمشيط منطقة الوعر (80 كم جنوب شرق مدينة تدمر)".

و"دائماً ما يحذرنا النظام من دخول (مثلث الحماد) لأي سبب كان، وفي كل مناسبة، خوفاً من التنظيم" يضيف العيفير، مؤكداً أن الطيران الحربي الروسي والمروحي لا يتوقف عن استهداف مواقع في البادية "دون معرفته مواقع الاستهداف أو حجم الخسائر، لكن كل ما نعلمه هو أن المشاة يصعب عليهم دخول المنطقة". 

المثلث بحسب المصادر العسكرية

من جهته، أفاد مصدر عسكري تابع لسلاح الدبابات ضمن ما يسمى "الفيلق الخامس"، أن 3 حملات عسكرية كان من المقرر شنها على البادية لاستهداف مواقع التنظيم، إلا أن أوامر روسية كانت توقفها "نظرا لصعوبة التقدم والخوف من الخسائر الكبيرة التي من المتوقع حصولها، خاصة ونحن وسط صحراء قاحلة وبعيدون عن مراكز الإمداد والنقاط الطبية".

ونقل المصدر عن بعض القادة العسكريين داخل مطار دير الزور العسكري قولهم إن أحد المدربين العسكريين من الضباط الروس في المطار، اسمه (يورسلاف) أكّد لهم بأن دخول البادية في فصل الشتاء لضرب التنظيم لا يتم إلا جوًا، مذكرًا بمعارك الأنبار في العراق التي لا تحسم رغم كثرة الحملات العسكرية.

اقرأ أيضاً: التحالف الدولي يستهدف مواقع لـ"تنظيم الدولة" في البادية السورية

وذكر أن التنظيم هاجم  بشراسة خلال  شهر تشرين الأول الحالي، وبتخطيط يفوق التصور "فكان يستهدف بادية دير الزور الغربية والشرقية ويقيم الحواجز الطيارة على طريق بغداد، إضافة للهجمات التي يشنها في بادية تدمر وعلى طريق حمص- دير الزور الدولي، بالإضافة أيضاً لهجماته في منطقة الرصافة جنوبي الرقة، وفي البشري في جنوبها الشرقي.

ولفت المصدر إلى أن 9 من عناصر الفرقة الرابعة والدفاع الوطني، ما زالوا في عداد المفقودين منذ مطلع الشهر الحالي، وكانوا قد اختفوا خلال تنفيذ مهمة تمشيط بالقرب من "خنيفيس" في بادية حمص الشرقية.

القتلى والجرحى بحسب المصادر الطبية

 مصدر طبي أكّد بدوره أن مشفى تدمر العسكري استقبل خلال شهر تشرين الأول الحالي 17 قتيلاً في صفوف النظام، معظمهم سقطوا في بادية تدمر الشرقية، في محيط حقل "الهيل" النفطي وحقل "الضيبات". بينما شهد شهر  أيلول الماضي أكثر من 23 قتيلًا، بحسب ما تم تدوينه في سجلات المشفى العسكري، ويضيف المصدر أن معظم القتلى دفنوا قرب مطار تدمر العسكري دون تسليم جثامينهم لذويهم.

 وبلغت أعداد المصابين الذين دخلوا المشفى، بحسب المصدر، أكثر من 25 مصاباً، 7 منهم تعرضوا لبتر في الأطراف السفلية من جراء تعرضهم لكمائن وهجمات مختلفة، في المناطق المذكورة نفسها سابقاً.

وكشف المصدر عن وجود قتلى وجرحى في صفوف الميليشيات الإيرانية والروس، إلا أنه يجهل أعدادهم بشكل دقيق، نظراً لتمركز غالبيتهم بريف دير الزور الشرقي ويتم نقل قتلاهم ومصابيهم إلى مشافي دير الزور.