icon
التغطية الحية

اختفاء أكثر من 1300 جثة دُفنت في مدينة الرقة

2020.10.02 | 20:14 دمشق

qqqq.jpg
اختفاء أكثر من 1300 جثة في مدينة الرقة
إسطنبول- كاترين القنطار
+A
حجم الخط
-A

في حادثة غريبة من نوعها فقد أهالي مدينة الرقة جثث موتاهم الذين قتلوا في صيف 2017 جراء المعارك التي دارت بين قوات سوريا الديموقراطية بدعم من التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة.

وصدر قرار من التحالف الدولي بالتنسيق مع قوات سوريا الديموقراطية، للبدء بنبش القبور في كانون الثاني عام 2018، بهدف توثيق ونقل الجثث إلى مقبرة خاصة في تل البيعة شرق مركز مدينة الرقة، ليتفاجأ المئات من السكان بعدم وجود جثث ذويهم رغم البحث عنها في المواقع التي دفنوا فيها.

"محمود عيسى البرهوم"، فقد جثتي زوجته وابنته اللتين قضتا جراء قصف منزلهم. ودفن محمود زوجته وابنته في حديقة "البانوراما" حيث دفنت مئات الجثث، وأكد محمود وضع نقطة علام على أكياس جثث ذويه.

وذكر محمود لـ موقع تلفزيون سوريا أنه عند قرر انتشال الجثث من حديقة البانوراما نهاية عام 2018، بدأ فريق الاستجابة الأولية بالحفر ولكن لم يتم العثور على الجثتين رغم يقينه من صحة موقع الحفر، وبعد انتهاء الفريق من انتشال الجثث الموجود في الحديقة لم تظهر جثتي الزوجة والابنة.

وأشار محمود إلى أن من تعرف إلى جثث ذويه هم قلة قليلة، متسائلاً "أين ذهبت الجثث؟".

القصة نفسها تكررت مع "نهى صياح شيخو" من أهالي حي الدرعية غرب مدينة الرقة، إذ فقدت ابنها وزوجها بقذيفة مدفعية أصابت منزلهم، لتقوم نهى بدفنهم بحضور شقيقها وأحد جيرانها في مقبرة التاج (حديقة الحيوان) الموجودة عند جسر الرقة القديم المعروف ب "جسر المنصور".

وقالت نهى لموقع تلفزيون سوريا إنها دفنت الجثث بالقرب من شجرة الصفصاف حيث حفرت المنطقة آن ذاك بخنادق من قبل عناصر تنظيم الدولة لدفن المدنيين الذين بلغت أعدادهم المئات.

وأضافت نهى أنه حين بدء فريق الاستجابة بنبش القبور توجهت مطالبة بنبش قبر ابنها وزوجها اللذين كانوا ضمن كيس واحد، وعند توجه الفريق إلى المقبرة في شهر كانون الثاني عام 2018 حيث كانت من أوائل المقابر الجماعية التي تم انتشال جثثها بعد مقبرة مدرسة الرشيد لم تجدهما.

وأكدت نهى عدم عثورها على جثة زوجها وابنها رغم يقينها بمكان الدفن، واستمرت بالبحث مع الفريق إلا أنها لم تعثر على شيء من بقايا زوجها وابنها.

خالد عماد السواس من سكان حي الشماس في مدينة الرقة، ذكر أن والده كان مدفوناً في مقبرة التاج في زاوية معينة، مشيراً إلى أنه أثناء الدفن وضع إسوارة فضة في يده ويتذكر جيداً الملابس التي دفن فيها، إلا أنه لم يتم العثور عليه أثناء عملية نبش القبور.

وتحدث مسؤول فريق الاستجابة الأولية، ياسر الخميس، لموقع تلفزيون سوريا، مؤكداً أن الفريق تلقى مئات التبليغات حول فقدان لجثث مدنيين بمختلف الأعمار والأجناس، مضيفاً أنه تم أخذ عينات من الشعر أو العظم للجثث التي عثر عليها لتبقى كمصدر توثيق، خاصة أن 90% من الجثث لم يتم التعرف إليها، في حين لم يعثر على نحو 1300 جثة رغم تأكيدات الأهالي بأماكن دفنها.

وأوضح الخميس أن فريق الاستجابة قد طالب التحالف الدولي بتزويده بأجهزة لاختبار عينات الحمض النووي بهدف توثيقها ضمن سجلات بغية التعرف إليها في المستقبل، مضيفاً أنه لم يتم إرسال أية أجهزة حتى اليوم.

وأشار الخميس إلى أنه تم العمل على 27 مقبرة جماعية في عموم محافظة الرقة، و3 مقابر لا زالت قيد العمل في قرية حزيمة شمال الرقة، و"الصفصافة" و"الكم الروماني" غرب الرقة.

وأشار الخميس إلى  أنه تم انتشال نحو 6300 جثة، منذ تاريخ 19 كانون الأول 2018 حتى منتصف شهر أيلول من العام الجاري، منها 700 جثة تم التعرف إليها.

طبيب شرعي رفض ذكر اسمه رجح في حديثه لـ موقع تلفزيون سوريا احتمالية أن يكون عناصر تنظيم الدولة قد نقلوا الجثث لسبب مجهول، حيث لم يجد الأهالي أي تفسير لفقدانها، أو أن الجثث مدفونة على عمق لم يتم الوصول إليه بالحفر أي إن احتمال العثور على مزيد من الجثث مازال موجودا في حال تم الحفر أكثر نحو العمق.

 

اقرأ أيضا: المقابر الجماعية بسوريا.. شهود عيان يكشفون فظائع جديدة لأول مرة

كلمات مفتاحية