icon
التغطية الحية

29 يوما..سوري يعيش في مطار كوالالمبور

2018.04.05 | 22:04 دمشق

مضى29 يوما على احتجاز السوري حسان القنطار في مطار كوالالمبور(تويتر)
تلفزيون سوريا-خاص
+A
حجم الخط
-A

مضى29 يوما على احتجاز السوري حسان القنطار(36) عاماً في مطار كوالالمبور الدولي في العاصمة الماليزية، لاشيء يفعله حسان هناك سوى نشر قصته عبر وسائل التواصل الاجتماعي وطلب المساعدة لإطلاق سراحه من المطار.

ويقول القنطار لموقع تلفزيون سوريا إن سلطات المطار لاتسمح له بالدخول إلى مدينة كوالامبور ولا مغادرة المطار إلا إلى دولة يحصل على تأشيرتها أو إلى الأراضي السورية حيث تنتظره سجون النظام بسبب تخلفه عن الخدمة العسكرية في صفوفه.

 

جواز سفر سوري وسجن

عام 2006 بدأ القنطار العمل في الإمارات العربية المتحدة حتى عام 2011، حيث تم طرده من عمله بسبب رفض سفارة النظام تجديد جواز سفره.

ويتابع القنطار حديثه لموقع تلفزيون سوريا "قبل نهاية عام 2016 تم إلقاء القبض عليّ وتحويلي  إلى سجون الهجرة والجوازات لتسوية وضع الإقامة، تقرر تسفيري وطردي لعدم إمكانية إصدار تأشيرة دخول (فيزا) جديده’".

بعد سجن طويل ومتعب لم يجد القنطار أمامه حلا سوى المغادرة إلى ماليزيا باعتبارها تسمح باستقبال السوريين دون اشتراط تأشيرة سياحة مسبقا وذلك لمدة ثلاثة شهور دون أن يتمكن السوريون من العمل لاحقا.

ويضيف القنطار" في ماليزيا واجهت ظروفا مماثلة لما عانيته في الإمارات المتحدة لأني لا أستطيع كسوري استصدار إقامة عمل أو دراسة بسبب تكلفتها المرتفعة فقررت الرحيل الى الإكوادور في أمريكا اللاتينية لأنها لا تطلب فيزا مسبقة من السوريين".

 

الحياة في المطار

قرر بعد ذلك القنطار السفر إلى تركيا التي كانت خيارا وحيدا ممكنا للسوريين قبل اشتراط الحصول على فيزا، ويقول إنه في 28 من شباط الماضي ألغت الخطوط الجوية التركية التذكرة ومنعته من الصعود إلى الطائرة دون ذكر الأسباب ، مما أدى إلى خسارته لكل مايملك من مال (2300 دولار أمريكي).

"حتى لا اضطر لمخالفة المدة القانونية (للفيزا) في ماليزيا قررت الرحيل الى كمبوديا بتاريخ 07/03/2018 كونها تطلب (فيزا) وصول فقط  لقاء 20 دولا أمريكي، لكنهم لسبب ما وأجزم أنه جنسيتي قرروا إعادتي على نفس الطائرة وعدم السماح لي بالدخول".

منذ ذلك التاريخ  يعيش القنطار في منطقة "الترانزيت" بمطار كوالالمبور، دون أن يتوفر مكان للنوم أو الاستحمام أو لتناول الطعام، بالإضافة إلى مضايقات شرطة المطار المستمرة والتهديد بسجنه والاتصال بسفارة النظام وإرساله إلى سوريا.

ويضيف أنه حاول التوضيح للسلطات الماليزية أنه مطلوب للنظام في سوريا منذ عام 2011 لتخلفه عن الخدمة العسكرية، مشيرا إلى أنه لم يزر سوريا منذ عام 2009، ويتابع "سيكون إرسالي إلى سوريا بمثابة حكم الإعدام لأنني لن أشارك بقتال يقتل فيه السوري السوري ويدفع الأطفال الفاتورة".

ويؤكد أنه راسل منظمة الأمم المتحدة والسفارات والمنظمات الإنسانية غير الحكومية وبعض وسائل الإعلام، إلا أن الردود جاءت بالرفض أوعدم القدرة على المساعدة أوبالتجاهل كما يقول.

 

قصة كثير من السوريين

لم يفقد القنطار الأمل بعد كمعظم السوريين الذين شردوا من منازلهم وفروا من الحرب، لكن المأساة ترخي بثقلها عليه في سجنه البعيد" تنتهي الحروب لأولئك الذين قتلوا بسببها، تتوقف معاناتهم، ويحصلون أخيرا على سلامهم المنشود، لكنها ليست سوى بداية المأساة لأولئك الذين تركوا أحياء خلفهم" يقول القنطار.

ويتابع " السوري أصبح ملاحقا، مطرودا ومنفيا من بلد إلى آخر، مشردا ينام على الأرصفة وأدراج البنايات، جائعا لايلقى قوت يومه، عاطلا عن العمل دون أي نقود، سجينا لذنب لم يقترفه، غريبا في ديار بعيدة".

ويبعث القنطار رسالته دون أن يحدد وجهتها" كم من أم سوريّة تبكي الفراق؟ وأخت فقدت زوجها الشاب؟ وأب رحل عن هذه الحياة دون أن يرى ويودع وجه ابنه الذي فارقه لسنوات طوال، كل هذه تختصر مامررت به حتى الآن ولازلت بانتظار الأسوء".