icon
التغطية الحية

هل وصلت الحملة الروسية على حماة إلى طريق مسدود؟

2019.06.26 | 17:06 دمشق

فراس فحام - تلفزيون سوريا
+A
حجم الخط
-A

انخفضت وتيرة الهجمات التي ينفذها كل من الفيلق الخامس و قوات النمر والفرقة التاسعة بدعم جوي روسي على ريف حماة الشمالي والغربي، بل على العكس من ذلك فقد استمرت الفصائل الثورية بضرباتها النوعية ضد الأهداف التابعة للميليشيات المدعومة روسياً.

ودخلت المواجهات بين الطرفين في مرحلة المراوحة بالمكان في السادس من شهر حزيران الحالي، عندما تقدمت الفصائل الثورية إلى تلال استراتيجية مهمة قطعت من خلالها أهم طريق إمداد للقوات المدعومة روسياً.

 

ضرب غرف العمليات

عمدت الجبهة الوطنية للتحرير إلى ضرب غرف العمليات المسؤولة عن إدارة المعارك في ريف حماة، وذلك بهدف إحداث حالة إرباك وخلخلة في صفوف القوات المهاجمة، وإفقادها لتركيزها.

وتمكنت الجبهة من قتل وجرح العشرات من العناصر بعد ضرب غرفتي عمليات "بريديج" و "كرناز" في ريف حماة الشمالي.

وأفاد الناطق باسم الجبهة النقيب "ناجي المصطفى" في تصريح خاص لموقع تلفزيون سوريا أن الهجوم الذي جرى تنفيذه باستخدام صواريخ من طراز "غراد" استهدف غرف عمليات تابعة لـ "الفيلق الخامس"، وجاء بعد رصد واستطلاع دقيق، ونتج عنه مقتل أكثر من 10 عناصر وجرح عدد آخر.

وكانت " الوطنية للتحرير" قد قصفت قاعدة "بريديج" الروسية في الرابع والعشرين من الشهر الحالي، مما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى، كما استهدفت في الثامن عشر من ذات الشهر اجتماعاً ضم ضباطاً في النظام السوري وجنرالات روس في منطقة الجابرية بريف حماة، ونتج عنه إصابات.

 

قطع طريق الإمداد

نجحت الفصائل الثورية في إعاقة الحملة الروسية إلى حد كبير عن طريق قطع طريق إمداد عسكري ولوجستي هام.

وفي السادس من شهر حزيران الحالي، سيطرت الفصائل على تل ملح الاستراتيجي وبلدة الجبين، وهما منطقتان تشرفان على طريق محردة – السقيلبية، الذي تستخدمه الميليشيات المدعومة من موسكو من أجل نقل المقاتلين والعتاد العسكري.

وأكد الناطق باسم جيش العزة النقيب "مصطفى معراتي" في حديثه لموقع تلفزيون سوريا أن فائدة سيطرتهم على "تل ملح" و "الجبين" تمثلت في إطالة الطريق الذي ستسلكه الميليشيات من أجل إيصال التعزيزات إلى نقاطها وحواجزها العسكرية المتقدمة، الأمر الذي أعاق حركتها بشكل كبير.

ورأى "معراتي" أن روسيا استنفذت جميع الوسائل في الشمال السوري، فهي استخدمت منذ 4 سنوات وحتى يومنا هذا جميع أنواع الأسلحة، وسمحت للنظام السوري استخدام السلاح الكيماوي، وعرقلة إدانته في مجلس الأمن، كما أنها فشلت في تطبيق النموذج الشيشاني على القضية السورية،عن طريق استخدام أسلوب "المصالحات" في حلها.

 

الفصائل العسكرية تتخلى عن القتال بطريقة الجيوش

منذ أن امتلكت الفصائل العسكرية الآليات الثقيلة من مدرعات ومجنزرات ومدافع في منتصف عام 2013، تحولت إلى أسلوب قتال الجيوش، وتخلت عن تكتيك "حرب العصابات" الذي أرهق النظام السوري كثيراً خلال الأعوام الأولى، الأمر الذي أعطى للنظام وروسيا فرصة التفوق على تلك الفصائل، وذلك بسبب الفرق الهائل في حجم الترسانة العسكرية لصالح روسيا والنظام، وامتلاكهما سلاح الجو الذي ترتفع فاعليته عندما تكون أهدافه عبارة عن حشود عسكرية كبيرة للطرف الآخر على غرار ما تفعله الجيوش.

ومن اللافت أن الفصائل العسكرية تراجعت عن القتال بطريقة الجيش المنظم، وعادت مجدداً لأسلوب حرب العصابات الذي يعتمد بشكل كبير على نصب كمائن متقدمة، يتم من خلالها استخدام الأسلحة المتوسطة والصواريخ المضادة للدروع والقناصات، وعدم الاعتماد كثيراً على كثافة العنصر البشري.

وبرزت في معارك ريف حماة الأخيرة الوحدات الخاصة في الجبهة الوطنية للتحرير والتي تضم عدة سرايا قتالية خفيفة الحركة، وأبرزها الوحدة 82، التي نفذت سلسلة عمليات ضد أهداف تتبع للميليشيات الروسية في ريفي اللاذقية وحماة، حيث كانت تلك العمليات الخاطفة بمثابة ضربة استباقية لخطط هجومية أعدتها روسيا.

وكشف " أبو موسى الكناكري" المسؤول العام عن الوحدة 82 الخاصة بعض التفاصيل عن عملياتها العسكرية ونتائجها، مشيراً إلى أنها تشكيل مختص بالعمليات النوعية التي تتطلب مهارات قتالية عالية تشمل "التسلل" و "الانغماس خلف خطوط العدو".

وقال "كناكري" في تصريحات لموقع تلفزيون سوريا:" قامت الوحدة مؤخراً بتنفيذ ثلاثة أعمال نوعية، كانت الأولى في بداية شهر رمضان الماضي، حيث جرى اقتحام تلة أبو أسعد بريف اللاذقية، وقتل الضابط المسؤول عنها وباقي العناصر والاستحواذ على أسلحتهم، وتمكن جميع المقاتلين من العودة سالمين".

وأشار "الكناكري" إلى أن هذا التكتيك أدى إلى إعاقة تقدم العدو، وإفشال هجمات كان يخطط لشنها على محاور رئيسية، مضيفاً: "على سبيل المثال الإغارة على تلة أبو أسعد أفشلت هجوماً كبيراً كانت تجهزه روسيا على منطقة كبانة".

وكان تقرير أمني نشره "المرصد الإستراتيجي" تحدث عن خيبة الأمل الروسية بسبب فشل قوات النمر والفيلق الخامس في معارك ريف حماة، مشيراً إلى خسائر روسيا البشرية التي تمثلت بمقتل عقيد في القوات الخاصة وعدد من العناصر، بالإضافة إلى الإسراف الكبير في استخدام القوة الصاروخية من قبل تلك الميليشيات، مما تسبب لموسكو بخسائر مالية بلغت مليون يورو يومياً.