icon
التغطية الحية

هل ستشهد إدلب عمليات عسكرية محدودة؟

2018.12.04 | 13:12 دمشق

راجمة غراد لفصائل المعارضة تقصف مواقع النظام في إدلب (إنترنت)
فراس فحام - تلفزيون سوريا
+A
حجم الخط
-A

جددت قوات نظام الأسد المتمركزة في معسكر أبو دالي قصفها الصاروخي صباح الإثنين على بلدة جرجناز جنوب شرق إدلب، والتي ترزح مع بلدات أخرى تحت الهجمات المدفعية والصاروخية المكثفة منذ أكثر من أسبوع.

وأفاد حسين إبراهيم الدغيم رئيس المجلس المحلي في جرجناز لموقع تلفزيون سوريا أن عدد الضحايا من المدنيين منذ مطلع شهر تشرين الثاني وحتى يوم أمس بلغ 18 شخصاً منهم 6 طلاب تم استهداف مدرستهم "الخنساء" في الرابع والعشرين من الشهر الماضي، بالإضافة إلى عدة إصابات بينهم حالات بتر أطراف وشلل نصفي وأذيات مختلفة.

وأشار الدغيم إلى أن القصف يتم بصواريخ شديدة الانفجار شاهدوها للمرة الأولى، ويتم إطلاقها على شكل رشقات وتحتوي الرشقة الواحدة بين 4 و5 صواريخ.

وأدى القصف المكثف إلى حالة من الخوف لدى السكان المحليين والنازحين الذين يقطون جرجناز وتعدادهم بالآلاف الأمر الذي دفعهم إلى النزوح عنها، حيث قدر رئيس المجلس المحلي نسبة النازحين بـ 70% من السكان.

وناشد المجلس المحلي في بلدة "التح" بريف إدلب المنظمات الإنسانية بمساعدة قرابة 50% من سكان البلدة الذين نزحوا إلى المزارع المجاورة بسبب التصعيد والقصف المستمر للنظام.
 

تعزيزات عسكرية للنظام

واستقدم نظام الأسد خلال اليومين الماضيين تعزيزات تتبع للفيلق الخامس، فقد أكدت مصادر عسكرية لموقع تلفزيون سوريا توجه مجموعات تضم قرابة 60 مقاتلاً تتبع لفصيل أحمد العودة المتمركز في بصرى الشام بدرعا إلى ريف حماة، وجرى توزيع المقاتلين على خطوط القتال، كما وصلت تعزيزات بقيادة العقيد "غياث دلة" التابع للفرقة الرابعة بقوات الأسد إلى منطقة "كنسبا" بريف اللاذقية.

وعززت قوات الأسد من حضورها في منطقة أبو الضهور باستقدام 70 آلية مع عشرات العناصر ليتمركزوا بالقرب من المطار، وانتشرت قرابة 30 آلية مع عناصرها في المنطقة الممتدة بين بلدة الذهبية وتل عزو بالقرب من تل الطوقان جنوب شرق إدلب.

وأكدت مصادر في الجبهة الوطنية للتحرير – طلبت عدم ذكر اسمها – لموقع تلفزيون سوريا أن وفداً عسكرياً تركياً أجرى اجتماعاً مع فصائل الجبهة قبل أربعة أيام، وطمأنهم بأن اتفاق "سوتشي" المتعلق بإدلب لايزال مستمراً وأن العمل به سارٍ ولم تحدث أية تغييرات بخصوصه.

وأبدى المصدر تخوفه من قيام قوات نظام الأسد مدعومةً من روسيا بإطلاق عملية عسكرية محدودة هدفها السيطرة على مرتفعات "كبانة" بريف اللاذقية بحجة وجود فصائل بالمنطقة غير موافقة على اتفاقية "سوتشي" وعلى رأسها تنظيم "حراس الدين" و "جبهة أنصار الدين" ، بالتزامن مع محاولة توغل قوات النظام في ما يشبه القوس بمناطق جنوب وشرق إدلب، متذرعين بوجود خروقات في الاتفاقية من طرف الفصائل العسكرية.

 

الفصائل تجهز

واتهم "جابر علي باشا" قائد أحرار الشام والقيادي في الجبهة الوطنية للتحرير كلاً من النظام وروسيا وإيران بأنهم "ليسوا من أهل الوفاء بالعهود والمواثيق"، مؤكداً على أنهم كفصائل جاهزون للدفاع عن أرضهم.

وقال "باشا" في تدوينة له على قناته الرسمية في تطبيق تلغرام: "في ظل اشتداد قصف النظام المجرم للمناطق المحررة والمخاوف من عمل عسكري بري للنظام لا بد من تبيان أمر لشعبنا وهو أن النظام وحلفاءه الروس والإيرانيين لم يكونوا يوماً من أهل الوفاء بالعهود والمواثيق وقد ثبت ذلك قطعاً بما لا يدع مجالاً للشك وقناعتنا أن الاتفاق الأخير ليس بدعاً من الاتفاقات السابقة التي تم نقضها في بقية المناطق".

وقامت "هيئة تحرير الشام" أمس بتفجير الجسور الفرعية التي تربط بلدة الحاضر الخاضعة لسيطرة الميليشيات الإيرانية بتلة العيس جنوب حلب، تحسباً لاستخدام تلك الجسور من قبل الميليشيات بعمليات مباغتة للتقدم إلى المنطقة المحاذية لطريق دمشق – حلب الدولي.

وأطلق "خالد المحاميد" نائب رئيس هيئة التفاوض السورية السابق، وصاحب الصلات القوية مع روسيا تصريحات مثيرة في وقت سابق أكد فيها أنه تم وضع خطة دولية للقضاء على "جبهة النصرة"، وستنطلق العمليات العسكرية في شهر كانون الأول بموافقة كل من تركيا والولايات المتحدة الأمريكية، دون ذكر المزيد من التفاصيل عن الجهة التي ستقود تلك العمليات.

 

قمة تركية - روسية حول إدلب

وتركت روسيا الباب موارباً أمام احتمالية تنفيذها لهجمات على محافظة إدلب، وذلك عندما نقلت وكالة "انترفاكس" عن رئيس الوفد الروسي المشارك في مباحثات "أستانا" نهاية الشهر الماضي نفيه التجهيز لـ "عملية واسعة النطاق في إدلب"، مع التأكيد على ما أسماه " ضرب مصادر استهداف المدنيين بردود قاسية".

واقترح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على نظيره الروسي فلاديمير بوتين خلال اللقاء المشترك بينهما على هامش قمة العشرين في الأول من شهر كانون الأول الحالي، إجراء قمة جديدة لنقاش الخطوات الواجب اتخاذها في إدلب.

وترك المطلب التركي انطباعاً بأن تنفيذ اتفاقية "سوتشي" يعاني من عقبات دفعت أردوغان لطلب عقد محادثات جديدة لنقاش أوضاع المحافظة التي تتعرض أطرافها الجنوبية الشرقية لهجمات صاروخية بشكل شبه يومي.

ورغم خضوع الوضع العسكري في إدلب لبنود تفاهمات "سوتشي" الثنائية بين روسيا وتركيا، لكنه كان لافتاً في ختام جولة أستانة الأخيرة نهاية الشهر الماضي التأكيد على المحافظة على العمل بـ "خفض التصعيد" في شمال سوريا، الأمر الذي يثير الشكوك حول رغبة حلفاء النظام ( روسيا وإيران) بإعادة الاعتبار لاتفاقية "خفض التصعيد" الناتجة عن "أستانا" والتي تتيح استمرار العمليات العسكرية ضد "جبهة النصرة"، الأمر الذي يزيد من احتمالية القيام بعملية عسكرية قد لا تكون واسعة في ظل الوجود العسكري التركي المباشر في إدلب وريف حماة وغربي حلب.