icon
التغطية الحية

هل أصيب "الجولاني" فعلاً ونُقل للعلاج في تركيا؟

2019.02.20 | 11:02 دمشق

"الجولاني" زعيم "هيئة تحرير الشام" (أرشيف - إنترنت)
تلفزيون سوريا - خاص/ متابعات
+A
حجم الخط
-A

انفردت وكالة "سبوتنيك" الروسية، أمس الثلاثاء، بخبرين يفيدان بأن زعيم "هيئة تحرير الشام" (أبو محمد الجولاني) أصيب بانفجار مزدوج استهدف موكبه في إدلب، ونقل على إثر ذلك  إلى أحد المشافي التركية لتلقّي العلاج.

وقالت "سبوتنيك" في الخبر الأول - نقلاً عمّا قالت إنه مصدر خاص في إدلب - إن "الجولاني" أصيب بجروح خلال تفجير مزدوج استهدف موكبه، ظهر أمس، وأن اثنين مِن مرافقيه (مِن أوزبكستان) قتلا جرّاء الانفجار، الذي وقع في منطقة حي القصور جنوبي مدينة إدلب.

وأضاف المصدر، أن عناصر "تحرير الشام" ضربوا طوقاً أمنياً مشدّداً حول "المشفى التخصصي الجراحي" الذي تلقى "الجولاني" الإسعافات الأولية داخله، قبل نقله على وجه السرعة إلى مكان مجهول خارج إدلب تحت حراسة مشددة.

وفي خبر ثانٍ نشرته "سبوتنيك"، مساء أمس، قالت - نقلاً عن مصدر طبي تركي - إن "الجولاني" نقل مساء الإثنين الفائت، إلى المشفى الحكومي في ولاية هاتاي التركية الحدودية مع سوريا، بعد إصابته بجروج بالغة إثر التفجير الذي استهدف موكبه في إدلب.

ولفت المصدر في تصريح خاص للوكالة، أن "الجولاني الذي تم نقله إلى المستشفى كان مصاباً بشظايا في رأسه أدت إلى إصابته بارتجاج في الدماغ وقد خضع لعملية جراحية في رأسه"، وأنه "وُضع في وحدة العناية المركزة وحالته خطيرة، حيث دخل في غيبوبة".

والتفجير المزدوج الذي أشارت إليه "سبوتنيك"، هو انفجار سيارة ودراجة نارية "مفخختين" بالتزامن في حي القصور بمدينة إدلب، ظهر الإثنين الفائت، والذي أسفر عن مقتل 16 مدنياً، وجرح أكثر مِن 85 آخرين، وسط ترجيحات لـ ارتفاع عدد الضحايا نتيجة وجود جرحى حالتهم خطرة.

وحسب "سبوتنيك" الروسية، فإن التفجرين وقعا قرب أحد المقار الرئيسية لـ"تحرير الشام"، لافتةً إلى أنه كان مِن المقرر أن يُعقد اجتماع ضمن أحد المقار تلك، ويضم قياديين في الصف الأول من بينهم "الجولاني"، وأن الانفجارين تزامنا مع وجود موكبه لحظة مروره مِن المنطقة.

مسؤول العلاقات العامة في "تحرير الشام" (عماد الدين مجاهد)، نفى لـ تلفزيون سوريا، ما أوردته "سبوتنيك"، مضيفاً أن هذه الأنباء مصدرها "نظام الأسد" للتغطية على جرائمه التي ما تزال قواته ترتكبها في إدلب، متهماً إياه بالوقوف وراء التفجيرين أيضاً، وفقاً لقوله.

كذلك، لم تؤكّد المصادر والشبكات الإخبارية المحلية، مرور موكب في حي القصور لـ"هيئة تحرير الشام" لحظة الانفجار، فيما أكّدت فرق الدفاع المدني والمشافي في المنطقة، عدم مقتل أو إصابة أي قياديي "تحرير الشام" في التفجيرين، إنما بعض العناصر الذين كانوا في منطقة التفجير.

بدورهم، نفى ناشطون محليون، صحة الخبر جملةً وتفصيلاً، لافتين أن كل ما يُدار مِن أخبار سُرّبت مِن داخل "هيئة تحرير الشام" نفسها، والهدف منها "إرباك الشمال السوري (خاصة إدلب)، وإظهار الجولاني على أنّه بطل ثوري"، على حدِّ قولهم.

الجدير بالذكر، أن وزارة الدفاع الروسية ذكرت في وقتٍ سابق، أواخر العام 2017، أن قواتها الجوية نفّذت غارات عدّة استهدفت - بعد معلومات استخبارية - قيادات "هيئة تحرير الشام" في إدلب، وقتلت 49 مِنهم، مؤكّدة حينها إصابة "الجولاني" أيضاً ودخوله في حالة غيبوبة.

وبعد أيام مِن إعلان روسيا نبأ إصابة "الجولاني" ودخوله في غيبوبة، ظهر الأخير بالزي العسكري في مقطع مصوّر بثته مؤسسة "أمجاد" التابعة لـ"تحرير الشام"، متحدثاً عن المعارك التي انتصرت فيها "الهيئة" ضد قوات "نظام الأسد" والقوات الروسية في منطقة "أبو دالي" بريف حماة، ما ينفي الأنباء التي أوردتها وزارة الدفاع الروسية حينها.

يذكر أن "أبو محمد الجولاني" أعلن في أول ظهور له، يوم 28 من شهر تموز 2016، فك ارتباط "جبهة النصرة" بتنظيم "القاعدة" وتغيير اسمها لـ"جبهة فتح الشام" تلبية لـ"رغبة أهل الشام في دفع ذرائع المجتمع الدولي" حسب قوله، ليبدأ بعدها التوتر والخلاف داخل مكونات "النصرة" بين مؤيد لفكرة فك الارتباط لما فيها من مصلحة استمرار مشروع الجبهة، وبين رافض ومُصرّ على الاستمرار في الارتباط بالقاعدة"، قبل أن يشكّل "هيئة تحرير الشام" مع فصائل عدّة، يوم 28 كانون الثاني 2017.

يشار إلى أن هذه التطورات تأتي بالتزامن مع تصريحات لـ روسيا تشير إلى "حتمية" العمل العسكري في محافظة إدلب، قائلةً على لسان المتحدث باسم الرئاسة الروسية (دميتري بيسكوف)، "يجب ألا نأمل في التوصل إلى اتفاق مع التنظيمات الإرهابية، هذا أمل كاذب فهم إرهابيون، هم (جبهة النصرة) التابعون للقاعدة مهما غيروا من أسمائهم"، فيما أكّد الرئيس التركي (رجب طيب أردوغان)، يوم السبت الفائت، بأن بلاده لا تمانع أي عمل عسكري مشترك مع "روسيا وإيران" ضد "الجماعات الجهادية المتطرفة" بمحافظة إدلب.