icon
التغطية الحية

"نظام هلا" السري أنقذ مئات الأرواح في سوريا

2018.08.19 | 20:08 دمشق

طفل يلتقط صورة"سيلفي"في مدينة دوما(رويترز)
تلفزيون سوريا-متابعات
+A
حجم الخط
-A

صمم فريق من مطوّري برامج الحاسوب عام 2016"نظام هلا" لتحذير المدنيين في سوريا قبل دقائق من حدوث الغارات الجوية، واشتهر البرنامج بين السوريين باسم"النظام الحارس" حسب صحيفة واشنطن بوست الأميركية.

ويقول الأميركي ديفد ليفين صاحب الفكرة للصحيفة "إنهم استهدفوا إعاقة الحرب في سوريا حتى ولو بطرق صغيرة، كانت فكرة مجنونة لكننا رأينا أنه ليس من الأخلاق ألا نخضعها للتجربة".

ويضيف ليفن أنه ابتكر النظام مع جون جيغر وهو دبلوماسي أميركي سابق، ومساعد من المنطقة، ومشفِّر حاسوب سوري طلب عدم كشف هويته، وموّلت المشروع حكومات غربية ومانحون و بعض الأصدقاء.

وعمل لاحقا مع الفريق شبكة من الراصدين للمقاتلات الحربية، يعيشون قرب القواعد العسكرية الجوية للنظام وروسيا، إضافة لراصدين آخرين في داخل مناطق سيطرة المعارضة السورية، ويعمل بعض الراصدين كمعلمين ومهندسين ومزارعين.

وتوضح الصحيفة أن مهمة الراصدين مراقبة السماء ونشر معلومات عن الطائرات الحربية التي تغادر القواعد، مثل ساعة مغادرتها ووجهتها ونوعها إن أمكن، عبر تطبيق بسيط مزود بالهاتف الذكي.

 

آلية الإنذار

وتقوم مجسات حساسة مركبة بأعالي الأشجار وسطوح المباني العالية بتدقيق معلومات الراصدين عن بعد ببيانات صوتية تكميلية تجمعها وتستخدمها لتحديد سرعة الطائرة ونوعها قبل شن الغارة.

وبعد ثوان يقارن "نظام هلا" المعلومات الجديدة مع تلك المخزنة في أوقات سابقة ويحسب احتمالات المكان الذي ستستهدفه الغارة والوقت المتوقع، وبعدها تُبث هذه الاحتمالات عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وتشتعل التحذيرات على الشبكة.

وقبل شن الغارة الجوية تدوي صافرات الإنذار في الشوارع وتحذر المدنيين من أجل العثور على مكان آمن لهم ولأطفالهم في الأقبية القريبة، وفي المستشفيات يستعد الأطباء لموجة من المصابين بعد أن تنبههم أضواء محددة موجودة في المستشفى باقتراب الغارة.

وتقول الصحيفة إن هذا التطبيق أنقذ حياة مئات المدنيين من الغارات الروسية العام الجاري، وخاصة في غوطة دمشق الشرقية، حيث نظم الأهالي حياتهم وفقا لتحذيرات "نظام هلا"، ويقول أحد سكان الغوطة السابقين إن هذا "النظام" كان الأمل الوحيد المتبقي لهم للبقاء على قيد الحياة.