icon
التغطية الحية

نازحو حماة وإدلب.. الهروب بالأرواح والعفش (صور)

2019.07.16 | 14:07 دمشق

نازحون من ريف حماة (رويترز)
إدلب - سيرين المصطفى - تلفزيون سوريا
+A
حجم الخط
-A

تسبّبت الحملة العسكرية التي يشنها النظام بدعم من روسيا على ريفي إدلب وحماة منذ 29 نيسان الماضي بنزوح أكثر من 654717 نسمة، وفقَ تقديرات لفريق منسقي استجابة سوريا، ومازالت أجهزة الفريق إلى اليوم مستمرة بإحصاء أعداد النازحين الذين توزعوا على أكثر من 35 ناحية في مناطق درع الفرات وغصن الزيتون ومناطق شمال غرب سوريا.

اللافت في حركة النزوح الجديدة هو أن الأهالي لم ينزحوا بمفردهم بل أخرجوا معهم أثاثهم ومتاعهم، وشتّى ممتلكاتهم المنزلية مهما بلغت قيمتها، في إشارة إلى خوفهم من فقدِها وتكرار حوادث مشابهة سبق وأن اختبروها في موجات نزوح قديمة كانت قد طالتهم أو طالت أقاربهم وأصدقاءهم.

وعلى الرغم من صعوبة التنقّل الشخصي، وندرة وسائل المواصلات، وارتفاع تكلفتها، بسبب القصف المتصل، إلا أن الأهالي كانوا مصرّين على اصطحاب أثاثهم في رحلة شتاتهم الجديدة، مهما كلفهم ذلك من عناء مادي ومعنوي فهم يدركون أن تركها يعني خسارتها الأكيدة. بعد سيطرة جيش النظام في المرة الأولى على قرية كفرنبودة بريف حماة الشمالي الغربي، ظهرت صورة عبر وسائل التواصل الاجتماعي لجندي من قوات النظام وخلفه من بعيد سيارتان كبيرتان تحملان الأثاث والمفروشات من بيوت المنطقة التي سيطروا عليها.

 

قالت أم عماد، سيدة نزحت من بيتها (قرية إحسم) في الحملة الأخيرة لموقع تلفزيون سوريا "خرجنا على أمل العودة قريباً، بعد مرور أسبوعين، أرسلتُ ابني لإحضار بعض الاحتياجات ليتفاجأ بسرقة الغسالة، وجرر الغاز مع الفرن، والمزعج أننا لم نعرف السارق، ولا نعرف إلى من سنشتكي أو بحق من سنرفع الشكوى".

وتضيف رباب (23) عاماً من قرية الحويش: "عندما بدأ يتقدم الجيش على مناطق ريف حماة، استأجر والدي سيارة شحن كبيرة نقلَ فيها جميع أغراض البيت، خشيةً من تكرار سيناريو سابق، ففي عام 2015، اضطررنا لترك القرية بسبب سوء الوضع، وكانت تلك المرة الأولى التي ننزح فيها لذا لم نأخذ من البيت سوى الملابس والمؤونة، لنبقى عشر أيام في الجانودية، لكن عند عودتنا وجدنا المنزل منهوب بشكل كامل".

إصرار الأهالي على نقل مفروشاتهم شكّل ضغطاً على سيارات الطلب والحافلات، تقول بنان (24) عاماً لموقع تلفزيون سوريا: "بدأت أفواج النازحين بترحيل أثاثها، ما تسبّب بضغط على سيارات الطلب والحافلات، فأصبح من الصعب إيجاد وسيلة نقل. تحدّث عمي مع أربعة سائقين حتى وجد لي نصف مقعد في السرفيس، كي ينقلني شمالاً"، وتُكمل: "طريق السفر كان مزدحماً، تجد سيارات امتزجت فيها العائلات مع المواشي والمعدات، وكلها تسير على عجل خوفاً من تحليقٍ مفاجئ للطيران".

 

 

جرت في وقت سابق حوادث تعفيش مشابهة، نفذها جنود النظام في قرى ومدن مثل: الكركات والتمانعة وغيرها من المناطق التي دخلها جيش النظام، في هذا الصدد، قالت أم محمد (55) عاماً من الكركات لـ (موقع تلفزيون سوريا:"في 2013 دخل الجيش إلى منطقتنا، في الوقت الذي كنا قد غادرنا إلى منطقة بعيدة، وبقينا أكثر من 3 أشهر، وعندما عدنا لم نجد شيء في المنزل، إذ استولى الجيش على جميع الأدوات الكهربائية الغسالة والميكرويف والفرن، بالإضافة لحاسوب ابني، حتى الفرش والأغطية لم تسلم منهم، كما وجدنا ورقة في دفتر ابنتي كُتب عليها: شكراً على حسن الاستضافة، جنود الأسد. تقريباً تُقدّر خسارتنا حينذاك بمليونين ل.س".

بدوره، يقول عماد (22) سنة من قرية كفرسجنة بريف إدلب الجنوبي: "بعد أن سيطر الجيش للمرة الأولى على كفرنبودة، قلقتُ على أهلي، فأخرجتهم بعد أن تمكنت من تأمين سيارة، وأرسلت معهم ألواح الطاقة الشمسية، والبطارية، إلى جانب المفروشات، وجرر الغاز، كنت أود أن أرسل بقية الأغراض، لكن السيارة لم تتسع".

 

 

أغلب بيوت الآجار التي ينتقل إليها النازحون غير مفروشة، فضلاً عن ندرتها، ما يفضي إلى مبيت عدد كبير من النازحين تحت الأشجار مع الأغطية والفراش التي نقلوها، وذلك ما أكده الناشط الإعلامي علي العيسى لـ موقع تلفزيون سوريا: "نزح الأهالي من منازلهم بسبب القصف وتقدم الجيش إلى المناطق على الحدود السورية التركية، أغلبهم باتوا تحت الأشجار دون أي مساعدات أو خيم في ظل الحر الشديد".