icon
التغطية الحية

من قلب آلة الموت السورية صحفية فرنسية تروي لقاءها بـ" قيصر"

2019.01.25 | 10:01 دمشق

معرض لصور قيصر(إنترنت)
تلفزيون سوريا - خاص
+A
حجم الخط
-A

نشرت الصحفية الفرنسية غرانس لوكين كتابا بعنوان "عملية قيصر في قلب آلة الموت السورية"، بعد أن دخلت إلى سوريا عام 2011 وغطت ثورة أبنائها وبعضا من الجرائم التي ارتكبها نظام الأسد.

ويفضح كتاب لوكين أساليب النظام في إدارة المعتقلات وتعذيب وقتل السوريين، كما يكشف عن مصير آلاف المعتقلين في سجون النظام عبر الصور سربها "قيصر"، وترجم الكتاب إلى اللغة العربية واللغة الألمانية وحصل على جائزة "شول".

ويسرد الكتاب شهادة المصوّر في جهاز الشرطة العسكرية للنظام، الذي تمكّن من الهرب إلى الخارج في العام 2013، ومازالت هويته مجهولة بسبب خوفه من ملاحقة النظام له والانتقام منه.

برنامج المنعطف الذي يعرضه تلفزيون سوريا؛ التقى الصحفية الفرنسية التي قابلت السوري المعروف بـ"قيصر"، وقالت إنها قبل نشر كتابها زارت مدينة حلب حيث كان هناك مشرحة في مدرسة للبنات التقطت فيها صورا لبعض المدنيين القتلى، جراء القصف بالبراميل المتفجرة وتم دفنهم في مقابر تحمل أرقاما.

وخلال لقاءاتها المتكررة مع "قيصر" أكدت لوكين أنها شاهدت صوراً لمعتقلين قضوا تحت التعذيب في سجون النظام تضاف إلى الصور التي نشرت في وسائل الإعلام، لكنها لم تنشر  كالبقية وبررت ذلك بالقول " لن نمنح 28 ألف صورة إلى وسائل الإعلام هذا أمر غير مجد..بعض الصور نشرت في وسائل الإعلام ليس كلها وهناك أيضا أشخاص آخرون شاهدوا صورا غير التي رأيتها أنا هذا لا يعني أن الصور مخبأة لكن لا يمكن نشرها كلها على الإعلام".

لوكين وصفت الصور التي سربها قيصر بأنها خيالية ولاتصدق بسبب بشاعة الجريمة المرتكبة بحق المعتقلين، وتابعت "لقد كانت صورا غير إنسانية لذلك كان طبيعيا عدم تصديق تلك الصور كصحفية وكمواطنة".

وأضافت أن ما يحصل الآن على مستوى العدالة هو نتيجة نشر ملف قيصر، الموجود حاليا في قلب مجموعة من القضايا المرفوعة ضد النظام وأركانه في أوروبا، مثل ألمانيا وإسبانيا وفرنسا.

وفي حزيران الماضي أصدر المدعي العام الفدرالي في ألمانيا مذكرة توقيف دولية بحق اللواء جميل حسن رئيس فرع المخابرات الجوية في نظام الأسد، وذلك على خلفية شكوى مقدمة من سوريين يتهمونه بالقتل وممارسة العنف والتعذيب الجسدي.

كما تقدم عدد من الناجين من مراكز الاعتقال في سوريا في العام 2017 بدعاوى قضائية في ألمانيا، ضد مسؤولين أمنيين في النظام، من بينهم علي مملوك. كما قدمت امرأة سورية في إسبانيا شكوى مماثلة، بعد التعرف على جثة أخيها من صور "قيصر".

سرب "قيصر" الصور عام 2014 أي قبل أكثر من أربع سنوات، وفسرت لوكين التأخير في تحقيق العدالة لأسباب سياسية.

 

صور تتحدث!

الصحفية الفرنسية "لوكين" قالت إن قيصر أخبرها في إحدى اللقاءات أنه شعر بأن صور المعتقلين الذين قضوا تحت التعذيب تحدثه، وأضافت " حين قرر قيصر ومجموعته نشر صور المعتقلين في مستشفى (601) في العاصمة دمشق، كانت الجثث ملقاة على الأرض لذلك توجب بهم القيام بعملهم والتقاط الصور دون توقف، وكانت الكاميرا بمثابة شاشة بينهم وبين الجثث، بعد ذلك تم أخذ الصور إلى مكتب الشرطة العسكرية وخزنت في الأرشيف على جهاز حاسوب وهنا عرف قيصر أن الصور لم تكن جثثا فقط بل كائنات بشرية وكأنها تقول لـ قيصر أنصفنا".

قبل صدور كتابها أرادت لوكين أن يكون هناك عرض لصور "قيصر" في فرنسا، وعندما أخرج الحضور الصور من المغلف أعادوها مباشرة إليه بسبب قساوتها.

وتابعت "حين ترون صور "الهولوكوست" وصور أولئك الضحايا، بعض الجثث تلك نراها شبيهة بصور قيصر ؛ 35 كيلو غراما و أشخاص نحيلون جدا (...) وهم يشاهدون الصور الآن هناك معتقلون يموتون في معتقلات النظام".

وترى لوكين أن ما يحدث في سوريا هو دليل على انحراف في العالم وانحراف في الإنسانية، وشرخ في التاريخ بسبب ترك الأحداث تمضي كما هي عليه.

وشددت على أن الصور تكشف لنا ما الذي يحدث داخل نظام الأسد، حيث توجد مقابر  جماعية تحمل أرقاما دون هويات، قد يكون رقم المعتقل أو رقم الفرع الذي ارتكب الجريمة، كما تشير هذه الأرقام إلى الطريقة التي يعمل بها النظام وكيف يؤرشف وثائقه، وأنه يعتبر هؤلاء الأشخاص مجرد أرقام فقط.

في الخامس من شهر تشرين الثاني الماضي أصدر الادعاء العام الفرنسي مذكرة توقيف بحق علي مملوك"رئيس مكتب الأمن الوطني" في نظام الأسد وضابطين آخرين هما جميل الحسن وعبد السلام محمود، بتهم ارتكاب جرائم حرب إضافة إلى الدعاوى الصادرة عن القضاء الألماني. 

كما صادق مجلس النواب الأميركي الثلاثاء الماضي، على قانون قيصر لحماية المدنيين في سوريا، والذي يفرض عقوبات على داعمي نظام الأسد، ويدعو إلى محاكمة مرتكبي جرائم الحرب في سوريا.