icon
التغطية الحية

معركة درعا تُحرج روسيا وإسرائيل وتوضّح الحقائق

2018.07.05 | 15:07 دمشق

تشييع قتلى لحزب الله في لبنان (إنترنت)
تلفزيون سوريا - عبدالله الموسى
+A
حجم الخط
-A

أظهرت مقاطع فيديو وصور نشرها إعلاميون مرافقون لقوات النظام والميليشيات الإيرانية مشاركة الأخيرة في المعركة الجارية في الجنوب السوري وتحديداً في محافظة درعا، وذلك رغم التحذيرات الإسرائيلية التي لا تتوقف حول الوجود الإيراني قرب حدودها، ما يشكّل إحراجاً لكل من روسيا وإسرائيل اللتين جمعهما العديد من اللقاءات بين مسؤولي البلدين لتحجيم النفوذ الإيراني في سوريا، كما كشفت معركة الجنوب السوري ذات التعقيدات العابرة للحدود السورية، عن مزيد من الحقائق حول تقاطعات المصالح للدول الفاعلة في الشأن السوري.

وكان الظهور العلني الأول للميليشيات الإيرانية في معركة درعا واضحاً في الفيديو الذي ظهر فيه القائد الميداني في ميليشيا أبو الفضل العباس "أبو عجيب"، إلى جانب مجموعات من الميليشيا في منطقة داعل التي كانت قد سيطرت عليها قوات النظام والميليشيا الأسبوع الماضي بعد مصالحة أجرتها البلدة برعاية روسية.

 

 

تحولت داعل إلى منطقة تمركز لقوات النظام وحلفائها للهجوم على بلدة طفس التي تشهد جبهاتها معارك مستمرة منذ أكثر من أسبوع.

كما نشرت وسائل إعلام عسكرية تابعة للنظام صباح اليوم مقطع فيديو يوضح حشودات ميليشيا "أبو الفضل العباس" في إحدى جبهات القتال في محافظة درعا، ويُرجّح أن يكون قد تم تصويره في المنطقة المحيطة بمدينة درعا، حيث تستمر محاولات النظام وحلفائه للسيطرة على بلدة طفس والقاعدة الجوية الواقعتين غربي المدينة.

 

 

وتبعد بلدة طفس مسافة 25 كم عن منطقة الجولان المحتل، كما تبعد بضعة كيلو مترات عن مناطق سيطرة تنظيم الدولة في حوض اليرموك الملاصق للجولان.

وكان مراسل تلفزيون سوريا قد أكد في وقت سابق نقلاً عن مصدر عسكري ميداني من فصائل المعارضة في غرفة عمليات البنيان المرصوص العاملة في جبهات مدينة درعا؛ أن غرفة العمليات رصدت منذ بداية معركة درعا، استقدام حزب الله اللبناني مزيداً من التعزيزات إلى جبهات المدينة لبدء المعارك نحو القاعدة الجوية، بعد فشل قوات النظام في اقتحامها.

وفي السادس من شهر حزيران الماضي، نقلت وكالة مهر شبه الرسمية عن العميد رضا ترابي قائد فيلق "السجاد" في الحرس الثوري الإيراني، تأكيده مقتل القيادي "خليل تختى نجاد" والذي كان يشغل منصب قائد غرفة عمليات منطقة درعا إحدى القواعد العسكرية التابعة لقوات الحرس الثوري الإيراني في سوريا، وذلك بعد شهر من قدومه إلى سوريا، الأمر الذي يوضح مدى اهتمام الحرس الثوري الإيراني بالجنوب السوري.

 

 

التناقض الإسرائيلي بين الجهود المبذولة لإبعاد إيران وسماحها لها بالمشاركة في معركة درعا

ظهر ملف الوجود الإيراني في سوريا وتحديداً في جنوبها على السطح بعد تصريحات الرئيس الروسي بوتين في أيار الماضي، حول ضرورة إخراج القوات الأجنبية من سوريا، ليأتي الرد بلهجة حادة من بهرام قاسمي المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية بأن الوجود الإيراني في سوريا كان بدعوة من النظام في سوريا، وأنه مستمر ما دام النظام يريد ذلك، ويتبعها تصريحات الأمين العام لميليشيا حزب الله "حسن نصر الله"، بأن قوات حزبه أيضاً ستبقى في سوريا.

وتجددت التصريحات الروسية حول نفس المطالب، عندما طالب وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في نهاية شهر أيار الماضي، بانسحاب جميع "القوات الأجنبية " في محافظتي درعا والقنيطرة جنوب سوريا "بأسرع وقت ممكن"، مشيراً إلى أن بلاده تعمل مع عمان وواشنطن على ذلك.

بعد ذلك بدأت إسرائيل باجتماعات مكثفة مع العديد من الأطراف الدوليين وتحديداً روسيا، لرسم خطوطها "الحمراء" حول الوجود الإيراني في سوريا، كان أهمها لقاء رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مع بوتين في أيار الماضي، وما تبعه من زيارة قائد الشرطة العسكرية الروسية الجنرال فلاديمير إيفانوفسكي لإسرائيل في منتصف حزيران، إضافة إلى اللقاء الذي جمع مستشار الأمن القومي الإسرائيلي "مئير بن شابات" بنظيره الروسي "نيكولاي باتروشيف" في العاصمة الروسية موسكو بعد 4 أيام من زيارة "إيفانوفسكي".

ومع بداية شهر حزيران بحث وزير الحرب الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان في اتصال هاتفي مع نظيره الروسي سيرغي شويغو، الوضع السوري بشكل عام والهجوم العسكري لقوات النظام بدعم جوي روسي على جنوب سوريا بشكل خاص، حيث جدد ليبرمان لشويغو رفض إسرائيل لأي وجود عسكري إيراني أو حليفها "حزب الله" اللبناني داخل الأراضي السورية، وأنها ستتحرك فوراً إذا رصدت محاولات منهما لتعزيز وجودهما في سوريا. كما أكد الوزير الإسرائيلي سعي بلاده لطرد القوات الإيرانية وعناصر "حزب الله" من سوريا.

ويعتزم رئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نتنياهو" زيارة موسكو يوم الأربعاء القادم، للقاء الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين"، بعد مرور شهرين على زيارته السابقة في التاسع من شهر أيار الماضي، للتباحث حول نفس الموضوع المرتبط بالوجود الإيراني في سوريا.

يعتبر الظهور العلني للميليشيات الإيرانية المتعددة ومشاركتها في معركة الجنوب، إحراجاً لروسيا التي يبدو واضحاً أنها غير قادرة على تحجيم النفوذ الإيراني في سوريا وذلك بعد أن قطعت عهداً لإسرائيل بعدم السماح للقوات الإيرانية بالاقتراب من حدودها.

وتُظهر مجريات الأحداث الميدانية وظهور الميليشيات الإيرانية في درعا أن إسرائيل راضية عن هذا الوجود الإيراني حالياً، بعكس ما تسعى إليه في جولاتها واجتماعاتها، وذلك للسماح لقوات النظام بالسيطرة على الجنوب السوري بأسرع وقت، ويمكن تفسير هذا التناقض الإسرائيلي بما تحدثت عنه صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية قبل أيام بأن الأسد بات حليفاً وشريكاً استراتيجياً لإسرائيل.