icon
التغطية الحية

مظاهرات إدلب تعيد الحياة إلى لافتات كفرنبل وخطّاط حلب

2018.09.17 | 19:09 دمشق

متظاهرون يحملون لافتة في مدينة كفرنبل(إنترنت)
تلفزيون سوريا-سامر قطريب
+A
حجم الخط
-A

"نساء ثورتنا لسن أقل شجاعة من رجالها"، "لابديل عن إسقاط النظام ونعم للعيش المشترك"، لافتات رفعها سوريون في مظاهرات الجمعة الماضية في عدد من مناطق الشمال السوري مستغلين توقف غارات النظام وروسيا.

ترتبط المظاهرة في سوريا ارتباطا وثيقا باللافتة كما ارتبطت في بدايتها بالأغنية الثورية، التي سمي من يغنيها "بالقاشوش"، وكان توقف المظاهرات سببا في اختفاء المغنين وكذلك الخطاطين الذي كتبوا لافتات عبرت عن مطالب الثورة وخاطبت الرأي العام العربي والعالمي.

 

خطاط الثورة في حلب

لم يتوقع "أبو نديم"خطاط الثورة في حلب أن يعود إلى تخطيط لافتات المظاهرات بعد توقفه عن ذلك بسبب الغارات الجوية والعمليات العسكرية، وانحسار رقعة المظاهرات في مناطق سيطرة المعارضة، إلا أن جمعة"لابديل عن إسقاط النظام" أعادت ربط مهنته بالثورة السورية.

ويقول "أبو نديم" لموقع تلفزيون سوريا" كان مكتبي للخط العربي والدعاية الإعلان في حي بستان القصر بحلب كغيره من المكاتب وكانت كتابة الخط مهنة لكسب العيش، لكن المكتب تحول بعد انطلاق الثورة إلى ملتقى للصحفيين المحليين و الأجانب مثل مارسيل الفرنسي وكانجي الياباني الذي أعدمته داعش، الذين نقلوا ماكتبنا على اللافتات بلغتهم إلى شعوبهم".

بدأ "أبو نديم" تخطيط لافتات المظاهرات بالسر، ثم انتقل إلى كتابتها بشكل علني بعد سيطرة الجيش الحر على حلب الشرقية، ويشير إلى أن وجود الصحفيين الأجانب ساعد في نقل رسائل الثورة إلى الخارج.

ويتابع"البداية كانت مع تنسيقيات الثورة كنا نتشاور قبل كتابة اللافتات.. ثم تشكلت الأجسام السياسية ونحن متابعون لها وللأحداث وللمؤتمرات ...كنا ننتقد أي تجمع ثوري يقصر في خدمة المدنيين والثورة، كما انتقدت لافتاتنا المجتمع الدولي والجيش الحر أيضا".

أطلق المتظاهرون على أبو نديم لقب "خطاط الثورة في حلب"، وكان مع  مجموعة من الشباب المتابعين للأحداث الدولية يكتبون العبارات باللغة الإنكليزية ويوجهونها للمجتمع الدولي، كذلك كانت الجدران في حلب مساحة للحرية استغلها "أبو نديم" للتعبير عن مواقف الأهالي السياسية وعن واقعهم كما يقول.  

 

خطاط الثورة في حلب"أبو نديم"                                                                                                                        

 

اللافتة..رسالة أقوى من خطاب السياسيين

يرى"أبو نديم" أن اللافتة التي ترتفع في المظاهرة وتلتقطها عدسات الكاميرا بشراهة صدى أكبر من كلام المعارضين في السياسة، وهي أقوى أيضا من المظاهرة نفسها.

ويشرح رأيه بالقول"اللافتة أقوى من المظاهرة، الحراك الثوري ضروري لكن اللافتة تكملها لأن قراءتها أسرع وهي تحاكي الواقع وتشرحه.. وصداها أكبر من كلام السياسي لأنها كلمة الشعب وهي سلاح مع المظاهرة لإيصال صوتنا ..لأن السياسي تقع عليه ضغوط من الدول التي يقطن فيها..أما كلامنا فهو صريح وحر..اللافتة أقوى من كلام الجميع..".

ويوضح أنه توقف عن كتابة اللافتات بسبب تراجع المظاهرات في الشمال وتهجيره من مدينة حلب، لكنه يقول بثقة إنه سيتابع تخطيط اللافتات مرة أخرى مع تجدد المظاهرات.

ركز الصحفيون الأجانب الذين دخلوا الأراضي السورية على عدة مناطق ومدن في سوريا اشتهرت بلافتاتها وهي بحسب "أبو نديم"، مدينتا كفرنبل  وسراقب -التي اشتهرت بالكتابة على الجدران- بريف إدلب والزبداني بريف دمشق وحلب الشرقية وبالتحديد في حي بستان القصر.

 

كتابات أصبحت حقيقة!

أكثر اللافتات شهرة في مدينة حلب خطها "أبو نديم" تقول" بستان القصر تنتظر رحيلك" أما اللافتة الثانية التي انتشرت بين المتظاهرين تقول"وطني كم يشرفني أن يصبح علمك كفني" والتي أصبحت حقيقة عقب قصف طائرات النظام لعدد من الشباب خلال رفعهم للافتة ويتابع" خرجنا في مظاهرة بحي بستلن القصر عام 2012، وتعرض الحي حينها لغارة جوية أدت لاستشهاد سبعة شباب وجرح أكثر من 25 شخصاً فكان لهذه اللافتة معزة خاصة في قلبي لأنها تذكرني بهم".

 

 

كفرنبل

انتظر كثير من متابعي أحداث الثورة في سوريا لافتات تخرج من مدينة صغيرة في ريف إدلب إلى العالم في السنوات الأولى من الثورة، ترجمت تلك اللافتات وعرضتها على صفحاتها عدد من الصحف الأجنبية، وكان الناطقان باسم البيت الأبيض والخارجية الأميريكة ينتظران مظاهرات كفرنبل ليسمعوا ماذا يقول السوريون، حسب ما أبلغ السفير الأميركي السابق في سوريا روبرت فورد رائد الفارس الناشط الإعلامي ومدير راديو فريش.

شاركت كفرنبل في جمعة"لابديل عن إسقاط النظام" والتس شهدت حشودا كبيرة في الشمال السوري دعما لمحافظة إدلب التي يهددها النظام روسيا بشن عملية عسكرية، هذه المحافظة تحولت لما يشبه "سوريا صغيرة" بسبب ماتضم من نازحين ومهجرين قسرا من حمص وحماة ودرعا وريف دمشق.

في المظاهرات الأخيرة انتشرت لافتات من كفرنبل على وسائل التواصل الاجتماعي، تقول الأولى "لابديل عن إسقاط النظام ونعم للعيش المشترك"، وهي ترفض في مضمونها ما يشاع عن تقسيم سوريا والسوريين إلى مناطق نزاع وجماعات متناحرة.

في حين تشير اللافتة الثانية إلى حقوق الأكراد السوريين ووحدة المصير معهم، من خلال أبيات للشاعر خالد الفجر:

"ونعلن نصرنا حيث اتحدنا    وعانق عربَها في الساح كرد"، وتقول باقي العبارة "أهلنا الكورد سوريون لهم ما لنا وعليهم ما علينا ونقف بجانبهم حتى ينالوا كل حقوقهم المفقودة".

 

 

وحول أسباب شهرة لافتات كفرنبل خلال الثورة السورية يقول "الفارس" لموقع تلفزيون سوريا "عندما تعبّر اللافتة عن مايدور في خلد الشعب وتحاكي مطالبه ومخاوفه ويكون كل ذلك في سياق الخط الثوري ولايحيد عنه فمن الطبيعي أن تحقق الانتشار".

ويشير الفارس إلى أن اللافتات قد تعود مع عودة المتظاهرين إلى الشوارع، إذ بدأت للتعبير عن مطالب السوريين في فترة سبقت وجود وسائل إعلام معارضة تغطي الفعاليات التي كانت تحدث بأمانة، "فكان لابد من وسيلة تعبير أخرى لنوصل إلى العالم مطالبنا" يوضح الفارس.

ويضيف أنهم مجموعة تتألف من خطاط ورسام ومترجم يطرحون الأفكار والكل يناقشها قبل كتابتها وتحويلها إلى لافتة تحرك الرأي العام وتشرح واقع السوريين، ولفت أنهم واجهوا ضغوطا بشكل دائم من معظم الفصائل العسكرية لكنها لم تستطع إيقافهم، ويؤكد الفارس أن المجموعة مازالت موجودة و هم قادرون على العمل من جديد.