icon
التغطية الحية

مجموعة مرتزقة روسية جديدة تزاحم فاغنر.. تعرف إليها

2018.07.30 | 16:07 دمشق

جنود روس في مدينة حلب بعد تهجير أهلها (إنترنت)
تلفزيون سوريا - عمر الخطيب
+A
حجم الخط
-A

أثناء تجهيز إحدى القنوات التلفزيونية الروسية الخاصة تحقيقاً عن مجموعة "فاغنر" التي تسيّر قوافل من المرتزقة الروس إلى سوريا، توجهت القناة إلى منظمة قدامى المحاربين الروس الذين كانوا يعدون وثيقة لمطالبة الكرملين بالاعتراف بالمرتزقة الروس ومنحهم الشرعية، وهناك تم كشف الغطاء عن مجموعة جديدة من المرتزقة الروس تشارك بالحرب الروسية على سوريا، والمجموعة الجديدة التي تعمل تحت اسم "باتريوت" دخلت في منافسة مع فاغنر على ما يبدو للفوز بعقود العمل في سوريا.

وكما تم الكشف عن مجموعة فاغنر عن طريق ناشطين أوكرانيين من خلال متابعتهم لمواقع التواصل الاجتماعي الروسية ومقارنة الصور المسربة من سوريا، فإن غضب بعض قدامى الضباط الروس من الإهمال الحكومي لعناصر هذه المجموعات وعدم الاعتراف بهم، كشف الآن عن هذه المجموعة الجديدة (باتريوت).

وكشفت قناة رين "RAIN TV" الروسية الخاصة معلومات جديدة عن هذه المجموعة من المرتزقة، وحقيقة منافستها لفاغنر على الفوز بعقود القتل المدفوع في سوريا وغيرها من ساحات حروب بوتين، وبحسب تقرير مراسل القناة، والذي ترجمه للإنكليزية الصحيفة الإلكترونية "إنتربنتر"، بدأت "باتريوت" أعمالها القتالية في سوريا منذ الربيع الماضي.

وطالب قدامى المحاربين الروس من الكرملين في بيان أرسلوه لمكتب بوتين وللمحكمة العليا، بتوقيع عدة ضباط روس، بالاعتراف بالمرتزقة الروس الذين يقاتلون في سوريا وإضفاء الشرعية على الشركات "العسكرية الخاصة" التي تقوم "باستئجار" الروس لإرسالهم للقتال في سوريا، كما طالبوا أيضاً بالاعتراف بأن هؤلاء "المتعاقدين"، كما تسميهم وزارة الدفاع الروسية، منخرطون في الحرب في سوريا، إذ إن هناك العديد من الشكاوى التي تصلهم عن الجرحى المعادين من سوريا دون أي اعتراف أو اهتمام من الحكومة الروسية.

وأخبر عدد من الضباط الروس الموقعين على البيان، مراسل القناة الروسية عن الشركة الجديدة مؤكدين أنها مرتبطة بوزارة الدفاع بشكل ما، حيث قال العقيد "يفغيني شاباييف"، إن "باتريوت" مشكّلة من جنود روس عاديين.

وأضاف "شاباييف" بأن اختصاصيين في المديرية العامة لهيئة الأركان العامة (دائرة الاستخبارات الرئيسية) ومحامين عسكريين وجنود من القوات الخاصة يعملون لحساب "باتريوت"، بالإضافة لعملهم بوزارة الدفاع، وتختص "باتريوت" بشكل أكبر في حماية شخصيات من نظام الأسد.

ويشير التقرير إلى منافسة حقيقية بين المجموعتين على العقود في سوريا، وسبق لهما الدخول في منافسة على عقد حماية مناجم الذهب في جمهورية إفريقيا الوسطى، حيث بدأت مجموعات المرتزقة الروس بالظهور في جمهورية إفريقيا الوسطى في الشهر الأخير من عام 2017.

وتشير القناة الروسية إلى وجود عدد كبير من الشركات "الأمنية الخاصة" التي تنافس فاغنر على عقود العمل وينتشر المرتزقة الروس بالإضافة لسوريا وأوكرانيا في ليبيا واليمن وجمهورية بوروندي بإفريقيا.

طباخ بوتين

ويربط البعض صعود اسم باتريوت بالخلافات التي حدثت بين فاغنر والكرملين، بعد قيام فاغنر بالهجوم على أحد المواقع التي تسيطر عليها الولايات المتحدة في السابع من شهر شباط الماضي، دون التنسيق مع الكرملين. ذلك الهجوم الذي تصدت له الطائرات الأمريكية وأوقعت ما يقارب 250 قتيلا روسيا  في صفوف ميليشيا المرتزقة ولم يحاول الكرملين بذل أي جهد لوقف الهجوم الأمريكي.

وكشفت صحيفة واشنطن بوست لاحقاً عن معلومات استخبارية تتحدث عن اتفاق تم بين النظام السوري ورجل روسيا القوي "يفغيني بريغوجين" والمعروف بلقب "طباخ بوتين" دون المرور عبر الكرملين.

ويذكر أن التقارير الصحفية التي تتابع أخبار ميليشيات المرتزقة الروس في سوريا تعتمد على شهادات أهالي الضحايا وصفحات مواقع التواصل الاجتماعي التي ينشر فيها عناصر هذه الميليشيات بعض يومياتهم وينعون فيها قتلاهم، في حين يصر الكرملين على إنكار ارتباطه بهذه الميليشيات ويسمي عناصرهم بـ "المتعاقدين".

وكان الصحفي الروسي "مكسيم بورودين" الذي كشف في تقارير استقصائية الكثير عن المرتزقة الروس وأعداد قتلاهم في سوريا مات بظروف غامضة بعد سقوطه من شرفة منزله حيث تم الربط بين موته ودوره في الكشف عن حقيقة أفعال فاغنر.

وسبق لمعظم المرتزقة الروس في سوريا أن شاركوا في حرب روسيا على أوكرانيا، حيث ما زالت موسكو تنكر وجود مقاتلين لها في الأقاليم الأوكرانية التي تحتلها، وتشير تقارير صحفية عن ظهور متزايد للمرتزقة الروس في عدة دول إفريقية في تركيز روسي على ما يبدو على القارة السمراء.

وكانت صحيفة واشنطن بوست حذرت في تقرير لها من تزايد ميليشيات المرتزقة الروس حي تنشط الشركات الروسية في دول الاتحاد السوفييتي السابقة مستغلة الظروف المادية لتجنيد الشباب في صفوفها وقالت الصحيفة إن احتمال ظهور مثل هذه الميليشيات في أوروبا الغربية لم يعد وهماً.

وتقف روسيا إلى جانب نظام الأسد عسكريا وسياسيا واقتصاديا، خاصة منذ أن بدأت طائراتها بتوجيه ضربات جوية في الأراضي السورية بتاريخ 30 أيلول 2015، أودت بحياة عشرات الآلاف من المدنيين، فضلاً عن التهجير القسري لمئات آلاف أخرين من مختلف المناطق السورية ضمن سيايتها للتغيير الديمغرافي في سوريا.