icon
التغطية الحية

مجزرة الآبار.. الذكرى السادسة لاكتشاف مجزرة رسم النفل جنوب حلب

2019.07.25 | 18:07 دمشق

جثث ضحايا مجزرة حي الخالدية في مدينة حمص (رويترز)
تلفزيون سوريا - خاص
+A
حجم الخط
-A

عشرات المجازر التي ارتكبتها قوات النظام منذ بداية الثورة، كانت تصل أخبارها وصورها في اليوم نفسه أو اليوم الذي يليه، إلا مجزرة رسم النفل بريف حلب الجنوبي، فقد عُرف بوقوعها بعد شهر من حدوثها، حيث ارتكبت قوات النظام والميليشيات الإيرانية مذبحة ومحرقة بحق 208 مدنيين يعيشون في وسط بادية حلب الجنوبية.

تقع قرية رسم النفل التابعة لناحية خناصر قرب طريق حماة – خناصر – السفيرة – حلب، والذي كان حينها الطريق البري الوحيد الذي يصل مناطق سيطرة النظام وسط البلاد بمناطق سيطرته في الأحياء الغربية من حلب. ويعمل أهلها الذين لا يتجاوز عددهم ألفي شخص، بتربية المواشي والزراعة.

 

بلدة رسم النفل

 

وحاولت الفصائل العسكرية في عامي 2013 و2014، السيطرة على هذا الطريق الاستراتيجي أربع مرات، ودارت عشرات معارك الكر والفر، لحين أحكمت قوات النظام سيطرتها على الطريق وأمّنت محيطه. وبعدها بدأت قوات النظام بتمشيط القرى الصغيرة المترامية في هذه البادية.

في يوم الـ 21 من تموز عام 2013، بدأت قوات النظام بشكل مفاجئ بالتقدم نحو قرية رسم النفل، وعندما رأى الأهالي ذلك هربوا إلى خارج القرية، لكن أحد عملاء النظام لحق بهم وطمأنهم بأنه لن يصيبهم أي مكروه، ما دفع كثيرا منهم للعودة إلى القرية. وفي الوقت نفسه كان معظم رجال القرية خارجها وعلى بعد مسافات عنها، يرعون أغناهم أو يعملون في حقولهم.

 

 

حينها تناقلت صفحات الناشطين الإعلاميين على الفيسبوك أنباء غير مؤكدة عن احتجاز قوات النظام لمئات المدنيين في قرية رسم النفل، التي لا يوجد بها أي مجموعة تابعة للجيش الحر أو باقي الفصائل العسكرية، حتى إن أهل القرية لم يخرجوا بمظاهرة قط.

وبعد شهر من دخول قوات النظام إلى رسم النفل، استطاعت فصائل المنطقة من دخول القرية، وعاد الأهالي إلى بيوتهم، ليكتشفوا المجزرة المروعة التي جرت قبل شهر.

 

اقرأ أيضاً: مجزرة الحولة في ذكراها السابعة... ما زالت مستمرة

 

وبحسب ما نُشر من تسجيلات مصورة لشهود عيان من الذين نجوا من المذبحة، تبيّن أن قوات النظام بعد أن دخلت القرية، قامت بتجميع عشرات النساء والأطفال والشيوخ والرجال في المنازل وتفجيرها بهم، ومن ثم جرفها بالجرافات لتختلط جثثهم بركام المنازل.

 

 

وروى شهود عيون بأن قوات النظام والميليشيات الإيرانية أحرقوا نساء على قيد الحياة، وسحبوا أطفالاً رضّعاً من أحضان أمهاتهم وذبحوهم بالسكاكين.

وأعدمت أيضاً عشرات النساء والأطفال والرجال والشيوخ رمياً بالرصاص أمام أهاليهم، ثم قامت برمي قسم كبير منهم في آبار القرية، ودفنت بعضاً منهم في مقبرة جماعية.

بعد أن تم اكتشاف ما جرى، بدأت فرق مدنية باستخراج الجثث المتفسخة من الآبار، وكانت المهمة صعبة جداً لعدم توفر المعدات اللازمة حينها، وكانت الجثث متفسخة بشكل كبير يحول دون سحبها.

 

عشرات الجثث المتفسخة في أحد آبار قرية رسم النفل

 

وبلغ عدد ضحايا المجزرة 208 أشخاص، وثّقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان 192 منهم، بينهم 27 طفلاً و 21 امرأة.