icon
التغطية الحية

مبعوث واشنطن يُعد خريطة لتقاسم السيطرة شمال شرق سوريا

2019.01.05 | 14:01 دمشق

قوات أميركية على أطراف منبج بريف حلب الشرقي (AFP)
وول ستريت جورنال- ترجمة وتحرير موقع تلفزيون سوريا
+A
حجم الخط
-A

قالت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية إن تركيا طلبت من الولايات المتحدة تقديم دعم عسكري كبير، يشمل الضربات الجوية والنقل والخدمات اللوجستية، لتولي مسؤولية محاربة تنظيم الدولة شمال شرق سوريا بدل القوات الأميركية.

ونقلت الصحيفة أمس الجمعة عن مسؤولين أميركيين كبار (لم تسمهم) أن الطلبات التركية واسعة النطاق، لدرجة أن الجيش الأميركي قد يعمق من تدخله في سوريا إذا تمت تلبيتها بالكامل، بدل انسحابه.

وذكرت الصحيفة أنه ستجري مناقشة كيفية تولي تركيا زمام المبادرة في سوريا بالعاصمة التركية أنقرة يوم الثلاثاء القادم، وسط شكوك كبيرة في البنتاغون عن إمكانية تركيا تولي المهمة بشكل كاف.

وسيشارك في المناقشات مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جون بولتون، والجنرال جو دانفورد، رئيس هيئة الأركان المشتركة، وجيمس جيفري مبعوث وزارة الخارجية إلى سوريا.

وقال مسؤول أميركي للصحيفة إنه لا يرجح أن تقدم الإدارة الأميركية كل الدعم العسكري لأنقرة، لكن الأتراك يسعون للحصول على الدعم الجوي بشكل خاص.

وذكر الرئيس الأميركي دونالد ترمب في شهر كانون الأول الماضي أنه توصل إلى اتفاق مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ليحل الجيش التركي محل أكثر من 2000 جندي أميركي في سوريا.

وقبل تأكيد خطط الانسحاب، يسعى المسؤولون الأميركيون للحصول على ضمانات من تركيا بأن قواتها لن "تقتل الأكراد" عندما يدخلون سوريا، حسب قول وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو في وقت سابق من هذا الأسبوع.

وأشارت "وول ستريت جورنال" إلى أنه في الوقت الحالي، تظل الاستراتيجية الأساسية للولايات المتحدة هي تسليم المعركة إلى تركيا، وتم تدوين ذلك في مذكرة سرية بعثها بولتون مؤخراً إلى مسؤولين على مستوى رفيع في الإدارة الأميركية.

كما كتب بولتون في المذكرة أن أهداف السياسة السابقة للإدارة الأميركية في سوريا لم تتغير. وشملت تلك الأهداف هزيمة تنظيم الدولة، وطرد القوات التي تقودها إيران، والسعي إلى حل سياسي للحرب في سوريا، وفق الصحيفة.

وبحسب المسؤولين الأميركيين فإن طلب تركيا الحصول على غطاء جوي، وتبادل المعلومات الاستخباراتية وغيرها من الدعم العسكري، تم نقلها إلى الجنرال دانفورد في أواخر كانون الأول الماضي من نظيره التركي.

وكشف ثلاثة مسؤولين عسكريين أمريكيين عن وجود وجهة نظر واسعة الانتشار مفادها أن الأتراك لا يستطيعون تكرار الدور الذي لعبه الجيش الأميركي في سوريا، مشيرين إلى مجموعة من التحديات اللوجستية والسياسية التي تواجه تركيا. وقال مسؤول أميركي إن عددا من محللي الاستخبارات يشاطرونهم هذا الرأي.

وقال أحد المسؤولين العسكريين: "لم أسمع أي أحد يقول إنه يعتقد أن الأتراك يستطيعون القيام بذلك"، وعلى وجه التحديد، قال المسؤولون إنهم لا يعتقدون أن الجيش التركي لديه القدرة اللوجستية لنقل قواته إلى عمق وادي نهر الفرات الأوسط في سوريا لمحاربة آلاف من مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية المتبقين، وتوفير الإمدادات التي يحتاجون إليها.

كما شكك المسؤولون أيضا في قدرة تركيا على شن حملة جوية كبيرة تشمل طلعات جوية على مدار الساعة، مع طائرات استطلاع وطائرات هجوم مجهزة بذخيرة دقيقة.

وكشفت الصحيفة عن سعي جيمس جيفري، مبعوث وزارة الخارجية، إلى صياغة ترتيب مع الأتراك يسمح لهم بدخول شمال سوريا مع تجنب المناطق ذات الغالبية الكردية إلى حد كبير، وفق مسؤولين مطلعين على الخطة.

ووضع جيفري وفريقه في وزارة الخارجية خريطة بالألوان لشمال شرق سوريا في محاولة للتفاوض على خطة لتقاسم النفوذ يمكن أن تحول دون قيام حرب بين تركيا ووحدات حماية الشعب في المنقطة.

وشبه مسؤول أميركي سابق الخريطة بصفقة ما بعد الحرب العالمية الأولى السرية بين فرنسا وإنجلترا التي حوّلت الشرق الأوسط إلى مناطق نفوذ استعمارية.

وبحسب الصحيفة الأميركية طلب جيفري من مظلوم عبدي، القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية، التوقف عن عقد أي صفقة مع نظام بشار الأسد بينما تحاول إدارة ترامب تطوير استراتيجيتها حول الوضع في سوريا.