icon
التغطية الحية

ما الذي يجري في تل رفعت؟

2018.03.27 | 18:03 دمشق

مظاهرة تطالب "غصن الزيتون" بالسيطرة على "تل رفعت" (الأناضول)
تلفزيون سوريا
+A
حجم الخط
-A

تتوالى الأخبار التي يتداولها ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي حول سيطرة فصائل الجيش السوري الحر على بلدة تل رفعت في ريف حلب الشمالي بعد تفاوض جرى بين تركيا وروسيا على تسليم البلدة والقرى المحيطة بها التي تسيطر عليها "قوات سوريا الديمقراطية/ قسد" (التي تشكّل "وحدات حماية الشعب" عمودها الفقري ومكونها الأساسي).

وتناقل الناشطون مقطعاً صوتياً لقيادي في الجيش "أبو عادل منغ" قال فيه إن "قوات سوريا الديمقراطية بدأت بالانسحاب من تل رفعت، وإن القوات التركية بدأت تتسلم المناطق هناك"، فيما زاد ناشطون آخرون أن "قسد" انسحبت أيضاً من جميع القرى المحيطة في البلدة، إضافة لانسحابها من مطار منغ العسكري.

مواقع إلكترونية وقنوات تلفزيونية سوريّة نشرت بدورها أيضاً بأنَّ الجيش السوري الحر والقوات التركية سيطرا على بلدة تل رفعت و"مطار منغ العسكري" القريب منها عقب انسحاب القوات الروسية منها، وأنهما يستعدان لدخول المنطقة بعد الكشف عن ألغام ومتفجرات محتملة.

 


المفاوضات حول تل رفعت مستمرة

القائد العسكري في "الفرقة التاسعة/قوات خاصة" المشاركة في عملية "غصن الزيتون"، النقيب محمد أبو العز، أكّد لموقع تلفزيون سوريا أنَّ تل رفعت ما تزال حتى اللحظة تحت سيطرة "وحدات حماية الشعب"، وأنَّ فصائل الجيش الحر لم تدخلها بعد، إلا أن المفاوضات بين الجانب الروسي والتركي على تسليم البلدة ما تزال مستمرة.

وقال النقيب "أبو العز"، إن الوضع "ضبابي جداً" وإنَّ الوفد العسكري التركي لم يخرج بعد من بلدة تل رفعت، كما أنه لم يصرح عن نوعية المفاوضات التي ستفضي إلى تسليم البلدة، لافتاً في الوقت عينه أنه في حال تم الاتفاق فإن "وحدات حماية الشعب" ستنسحب إلى مدينة منبج شرق حلب.

من جانبه، أصدر المجلس العسكري لبلدة تل رفعت بياناً، اليوم الثلاثاء، أوضح خلاله حقيقة الإشاعات التي تداولها الناشطون على وسائل التواصل الاجتماعي حول دخول القوات التركية وانسحاب عناصر قوات النظام وعناصر "وحدات حماية الشعب" من البلدة.

وجاء في البيان، "أهلنا الأكارم النازحين من المناطق المحتلة من قبل عناصر الوحدات، نقدر مدى صبركم واحتمالكم فهو مصدر قوة قضيتنا ومحركها الدائم، ونرجو منكم عدم الانسياق وراء الإشاعات الغير دقيقة والتأويلات المفرطة والتكهنات المبنية على أخبار منها المدسوس ومنها المنقول بدون معرفة المصدر ومنها غير الصحيح بالمطلق ومنها منسوب زورا لوكالات أنباء تركية". 

وطمأن المجلس العسكري في بيانه، أهالي بلدة تل رفعت المهجّرين منذ العام 2016 من بلدتهم، أن "الأمور جيدة، وتسير في الاتجاه الصحيح لإنهاء معاناتهم، وأن الجيش السوري الحر لن يبخل عليهم بأي خبر أو معلومات حين التأكد من صحتها".

وصرّح القائد العسكري في "الفيلق الثالث" علاء صقار (أبو الحسنين) لموقع تلفزيون سوريا في وقت سابق اليوم، أنَّ لجنة تركية دخلت بلدة تل رفعت برفقة التلفزيون الرسمي التركي للتفاوض مع الروس، بهدف انسحاب القوات الروسية من البلدة والقرى الخاضعة لسيطرة "قوات سوريا الديمقراطية" في محيطها، ودخول الجيش السوري الحر إليها.

ورجّح "صقّار"، أن تدخل فصائل الجيش الحر والقوات التركية يوم غد الأربعاء، للمنطقة بعد انسحاب القوات الروسية المتمركزة في بلدة "مرعناز" القريبة من مناطق سيطرة فصائل الجيش الحر في مدينة اعزاز شمال حلب.

وتأتي هذه التطورات بعد تصريحات للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، يوم الأحد الفائت، توّعد فيها بدخول بلدة تل رفعت وطرد "وحدات حماية الشعب" منها، مشيراً إلى أنَّ ذلك سيكون استكمالاً لعملية "غصن الزيتون" (التي انطلقت في 20 من كانون الثاني 2018 للسيطرة على عفرين)، واعداً المتظاهرين السوريين باستعادة البلدة.

وتسيطر "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) منذ مطلع العام 2016، على بلدة تل رفعت ومطار منغ العسكري وعشرات القرى الأخرى شمال حلب، بمعارك مع الجيش السوري الحر الذي كان ينشغل في مواجهة قوات النظام عقب وصوله إلى بلدتي "نبل والزهراء" وتمكّنه من فك الحصار عنهما.

يشار إلى أنه خلال العامين الماضيين، جرت مفاوضات بين فصائل الجيش الحر و"وحدات حماية الشعب" عقب سيطرة "الوحدات" على تل رفعت والقرى في محيطها، لكنها باءت بالفشل، كما جرت مفاوضات أخرى - برعاية أمريكية - بعد دخول فصائل عملية "درع الفرات" إلى مدينة الباب وجرابلس وغيرها عقب السيطرة عليها من تنظيم "الدولة"، إلّا أنها باءت بالفشل أيضاً، فهل ستفشل المفاوضات الحالية التي تجري - برعاية تركية - بعد سيطرة "الحر" والقوات التركية على مدينة عفرين، أم ستنتهي باتفاق يفضي لانسحاب "الوحدات" من المنطقة.