icon
التغطية الحية

ماهي قصة "طريق الموت" الواصل بين معرة مصرين وإدلب؟

2019.04.11 | 16:04 دمشق

انفجار يستهدف سيارة تقل مقاتلين من فيلق الشام على طريق معرة مصرين (فيسبوك)
حسام جبلاوي - تلفزيون سوريا
+A
حجم الخط
-A

يتكرر مشهد الموت بين حين وآخر على طريق اكتسب لقب الموت لكثرة ضحاياه فبين العبوات الناسفة وإطلاق النار المتكرر وعمليات الخطف والتشليح فقد العشرات من الأبرياء أرواحهم على طريق معرة مصرين- إدلب القديم والذي يعرف محليا بطريق "عرب سعيد".

خلال الأعوام السابقة كان أهالي ريف إدلب الشمالي ينتقلون لمركز المحافظة عبر الأوتوستراد الرئيسي الذي يمر ببلدة كفريا، لكنّ العمليات العسكرية للفصائل في المنطقة وقطعه من قبل ميليشيات النظام جعل الطريق الزراعي القديم هو الوحيد الذي يصل بلدة معرة مصرين وقراها بمدينة إدلب وجبل الزاوية والجبل الوسطاني.

اغتيالات وخطف

قبل أيام قليلة فقط لقي ثلاثة مقاتلين يحملون الجنسية الشيشيانية مصرعهم على هذا الطريق، إثر تعرضهم لإطلاق نار من قبل مجهولين، كما تعرض مدني آخر خلال الشهر الجاري للخطف إثر محاولته الوصول إلى إدلب.

ووفق الناشط الصحفي صفوت حمدي مسؤول صفحة "معرة مصرين الحدث" على موقع" فيس بوك" لقي مئات الأشخاص مصرعهم على طريق معرة مصرين منذ عام 2012 إلى اليوم، حتى سمي محلياُ بطريق "الاغتيالات والموت"، ويذكر حمدي في سياق حديثه الخاص لموقع "تلفزيون سوريا" العديد من الأشخاص الذين قضوا في هذا الطريق ومنهم خلال الفترة الأخيرة القيادي في حركة أحرار الشام أسامة خريطة "أبو زيد العسكري" وابن عمه طارق خريطة من أبناء مدينة الزبداني.

كما اغتيل وفق حمدي أربعة مقاتلين من هيئة "تحرير الشام"، واثنان من "فيلق الشام" واثنان من "جيش العزة" وثلاثة من المقاتلين التركستان، والشاب محمد خضر المطر من مدينة الطبقة، وأربعة شبان نازحين من ريف حمص الشمالي، والناشط وائل العمر وجميعهم قتلوا على نفس الطريق خلال الأشهر القليلة الفائتة بوسائل مختلفة، هذا عدا عن حالات استهداف المدنيين يومياً وسرقتهم وخطفهم وتشليحهم.

لا توجد إحصاءات دقيقة تبيّن عدد الأشخاص الذين قضوا في "طريق الموت"، لكنّ أحد الناشطين المحليين ويدعى حسام اليوسف قال إنه وثق خلال شهر أيلول من العام الماضي ما يقارب 50 حادثة بين خطف وقتل وسرقة.

من جانبه يروي أبو سامي من تجار مدينة معرة مصرين تجربته التي وصفها بالقاسية بعد تعرضه لعملية اختطاف أواخر العام الماضي استمرت لقرابة عشرين يوما على طريق "عرب سعيد" أثناء توجهه نحو مدينة إدلب لشراء بعض البضائع.

يقول أبو سامي" عند أحد منعطفات الطريق أوقفني مسلحون ملثمون عنوة تحت تهديد السلاح كانت حركة الطريق اعتيادية في وضح النهار، لكن للأسف لم يتوقف أحد خوفا من السلاح، اقتادني الخاطفون إلى مكان مجهول، وهناك فوجئت بأنهم يعلمون جميع المعلومات عني ويراقبون حركتي منذ فترة طويلة ، كانوا يريدون المال فقط لذلك لم يتعرضوا لي طوال فترة الخطف حتى استطاعت عائلتي تأمين المبلغ المطلوب".

ويدّلل الرجل الأربعينيّ على خطورة الطريق هذا بالقول " حتى مقاتلو الفصائل كانوا يعمدون لتغيير أوقات حرسهم كل يوم خوفا من تعرضهم لعمليات الاغتيال ومؤخرا لم يعد المدنيون يرتادون هذا الطريق إلا نادراً".

وختاما أكدّ أبو سامي أنّ كثرة الفصائل التي كانت منتشرة في المنطقة، وانتشار السلاح ساهم بتحوّل هذا الطريق إلى مكان لتصفية الحسابات "فكل من له ثأر مع أحدهم كان ينتظره هنا، كما كانت بعض الجثث تلقى هنا بعد ارتكاب الجرائم".

عوامل مساعدة

وتبلغ مسافة طريق عرب سعيد قرابة 10 كم ويصل مدينة معرة مصرين بإدلب ويمر بمزارع بروما والهباط والمقلع ويعرف بطبيعته الصخرية وضيق مساحته.

وحول أسباب عجز الفصائل عن ضبط الأمن على هذا الطريق رغم كثرة الاغتيالات فيه يرى معتز يحيى وهو مدرس من مدينة معرة مصرين أنّ عوامل عديدة ساعدت على انتشار الموت فيه خلال السنوات السابقة "بعضها يعود إلى طبيعته الجبلية، وانتشار المزارع والأشجار، وكثرة المنعطفات، وسهولة اختفاء المنفذين خلال وقت قصير".

أما السبب الأهم برأي يحيى فيعود إلى "الصراعات التي تجري بين الفصائل في المنطقة، وعدم وجود جهة مسؤولة واحدة، والاتهامات المتبادلة بين المقاتلين والتي أضحت سببا لضياع الأمن أيضاً".

وتتولى هيئة تحرير الشام حاليا إدارة المنطقة حيث نصبت العديد من الحواجز لمراقبة هذا الطريق كما ألقى عناصرها القبض على بعض الأشخاص المتورطين في عمليات الاغتيال السابقة وفق ما أعلن، ومنهم مقاتلون تابعون لـ "تنظيم الدولة الإسلامية".

ورغم افتتاح الطريق الرئيسي الآخر الذي يصل معرة مصرين بإدلب والذي يعتبر أكثر أمانا بالنسبة للمسافرين نظرا لحركة السير المستمرة إلا أنّ إعادة الأمن إلى الطريق القديم لمعرة مصرين تبقى أولوية هامة للأهالي لاسيما مع استمرار تساقط الضحايا واضطرار البعض للوصول إلى عمله ومزارعه عبر هذا الطريق.

كلمات مفتاحية