icon
التغطية الحية

لماذا ينضم المقاتلون الغربيون إلى تنظيم الدولة وYPG؟

2018.03.28 | 14:03 دمشق

كتيبة الحرية الأممية ترفع العلم الشيوعي في الرقة(إنترنت)
تلفزيون سوريا
+A
حجم الخط
-A

صراع متعدد الجنسيات شارف على نهايته يجري في كواليس المعارك الدائرة في سوريا، استقطبت الأطراف المتصارعة المقاتلين المؤيدين لأفكارها وآيديولوجيتها التي اعتمدت على وسائل الدعاية الحديثة عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

وبرز تنظيم الدولة الإسلامية ووحدات حماية الشعب كأكثر جهتين استقطابا للمقاتلين الأجانب في سوريا إضافة إلى قوات النظام، ودارت بين الجهتين معارك عنيفة لا يخفى فيها الصراع الآيديولوجي، وذلك بين الفكر الإسلامي المغرق في التطرف لتنظيم الدولة و الفكر اليساري الأقرب للشيوعية لدى المنضمين لوحدات حماية الشعب.

انتهاء الصراع المباشر بين الطرفين بعد طرد "تنظيم الدولة" من معظم الأراضي الخاضعة لسيطرته أدى إلى تراجع في أعداد المقاتلين القادمين إلى سوريا للانضام إلى صفوفه، حيث كانت فترة إعلان خلافته في مدينة الرقة السورية المرحلة الأكثر استقطابا للمقاتلين الأجانب والجهاديين الذين استلموا المناصب القيادية في التنظيم المتطرف.

في حين كانت معركة كوباني-عين العرب نقطة الجذب للمقاتلين الأجانب الحاملين للفكر اليساري المعادي للإمبريالية والحركات الإسلامية المتطرفة، رغم الدعم المعلن من الولايات المتحدة لوحدات "الحماية"، وظهر ذلك بعد سيطرة "الوحدات" على مدينة الرقة ورفع كتيبة "الحرية الأممية" العلم الشيوعي في المدينة.

 

اعتقالات للمقاتلين

في 14 من شهر آذار الحالي اعتقلت السلطات التركية مواطنا ألمانيا، حاول دخول الأراضي السورية بغرض الانضمام للمقاتلين في وحدات حماية الشعب، ويبلغ من العمر 28عاما وهو عسكري سابق  تم توقيفه قرب الحدود التركية مع سوريا في منطقة عسكرية.

اعترف المقاتل الألماني السابق بمحاولة العبور إلى سوريا للانضمام إلى حزب "الاتحاد الديموقراطي" أو حزب العمال الكردستاني اللذين تصنفهما أنقرة على لائحة "الإرهاب"، وادعى الشاب الألماني أنه خدم لمدة أربعة أعوام لدى الجيش الألماني.

وعثرت الشرطة التركية مع المقاتل الألماني بحسب وكالة الأناضول وموقع دويتشه فيلله الألماني، على أجهزة إلكترونية تحوي صورا على صلة بحزب الاتحاد الديمقراطي وحزب العمال الكردستاني، وكان ذلك وسط معارك بين الجيش التركي والجيش الحر ضد وحدات حماية الشعب في عفرين،

إلى مدينة الرقة حيث تكملة الحكاية، بعد انهيار عاصمة الخلافة التي أعلنها التنظيم في كانون الثاني 2014، إثر ضربات التحالف الدولي ووحدات حماية الشعب، أعلن عدد من المقاتلين الأجانب من الجنسين عن أنفسهم من خلال رفع علم الاتحاد السوفييتي السابق في الرقة، ونقلت وقتها صحيفة مورنينغ ستار عن مقاتلي الكتيبة قولهم إنهم يعتبرون رفع العلم انتصاراً على النازية"الداعشية" في تشبيه ذلك  لما حصل عند دخول الجيش الأحمر إلى برلين في الحرب العالمية الثانية.

في مقابل ذلك تحدثت وسائل إعلام عن امرأة ألمانية كانت عضوا في تنظيم الدولة الإسلامية، سلمت نفسها لقوات سوريا الديمقراطية في بلدة الغرانيج بريف دير الزور، وأشارت المعلومات إلى أن زوجها مسؤول إعلامي سابق في التنظيم، كان يعرف بأبو بلال الجزائري قبل أن يقتل في اشتباكات مع قوات النظام في مدينة الميادين بدير الزور.

وسلمت "الإدارة الذاتية" لروسيا منتصف تشرين الثاني الفائت، عددا من عائلات عناصر تنظيم "الدولة الإسلامية" يحملون الجنسية الروسية في مدينة القامشلي شمالي شرقي سوريا.

 

لانريد عودتهم إلى الشوارع

إثر انتهاء القسم الأكبر من العمليات القتالية ضد التنظيم في سوريا، بدأ المقاتلون المتحاربون بالعودة إلى بلادهم بعد اكتسباهم مهارات قتالية متميزة بالنظر إلى الإمكانيات التي أتاحتها طبيعة المعارك في سوريا وتنوع الداعمين للفصائل المتحاربة.

وبعد ثلاث سنوات من الغارات الجوية على التنظيم أعلن التحالف في كانون الأول2017 أن التقديرات تشير إلى أن أقل من 3000 من مقاتلي التنظيم مايزالون في العراق وسوريا.

الدول الأعضاء في التحالف الدولي لمحاربة تنظيم الدولة فشلت خلال اجتماع في شباط الماضي في التوصل لاتفاق نهائي بشأن كيفية التعامل مع المقاتلين الأجانب الذين تم اعتقالهم في سوريا والذين قد يشكلون تهديداً أمنياً في حال عودتهم إلى بلدانهم وإفلاتهم من العدالة.

وقال وزير الدفاع الامريكي جيمس ماتيس حينها بكل صراحة"لا نريد عودتهم إلى الشوارع، لا نريد عودتهم إلى شوارع أنقرة ولا نريدهم في شوارع تونس ولا باريس ولا بروكسل".

فرنسا كانت قد سبقت الاجتماع بإعلانها عن رفضها لمحاكمة المقاتلين المتطرفين الأجانب في محاكمها، داعية إلى محاكمتهم في الدول التي قاتلوا فيها، وتُقدّر الحكومة الفرنسية أن نحو 1700 فرنسي انضموا إلى تنظيم "الدولة" في العراق وسوريا، قُتل منهم ما لا يقل عن 278 في حين عاد 302 إلى فرنسا بينهم 58 قاصرا.

وتفيد تقارير إعلامية أن عدد المقاتلين الأجانب إلى جانب وحدات الحماية انخفض من 40 و50 مقاتلا في السنة الماضية إلى 20 حتى 30 عنصرا بسبب اقتراب القتال ضد تنظيم الدولة من نهايته.

ويحرّم قانون الإرهاب البريطاني المشاركة في أعمال عنف من أجل أهداف سياسية أو إيديولوجية، حيث عرض المقاتل البريطاني السابق جيم ماثيوز على العدالة البريطانية لقتاله إلى جانب وحدات حماية الشعب في سوريا عام 2015.

وكشفت مجلة دير شبيغل الألمانية أن 92 متطرفا إسلاميا ألمانيا معتقلون في الشرق الأوسط  بينهم أطفال ونساء في سوريا والعراق وتركيا، بعضهم يقضي حكماً بالسجن بعد إدانتهم.

وبحسب "المخابرات الداخلية الألمانية"سافر منذ بدء الأعمال العسكرية في سوريا أكثر من 970 إسلاموياً إلى المنطقة.

 

صراع قديم !

تحدثت تقارير إعلامية غربية عن أسباب انضمام المقاتلين الأجانب إلى جانب وحدات حماية الشعب، والتي تلخصت على لسان المقاتلين أنفسهم بمحاربة الفاشية والتطرف فيما اعتبر آخرون وحدات "الحماية" مقاتلين متأثرين بأفكار الحركات الأوروبية، وأسس بعض المقاتلين قوات انطلاقا من هذا المبدأ مثل "القوات المعادية للفاشية في عفرين".

ومع بداية الثورة السورية وتحولها إلى العمل العسكري وقف كثير من يساريي العالم إلى جانب النظام في سوريا باعتباره يحارب التطرف الإسلاموي ويتعرض لمؤامرة خططت لها القوى الإمبريالية.