icon
التغطية الحية

لماذا فشلت الهدنة مجدداً بين "تحرير سوريا" و"تحرير الشام"؟

2018.04.02 | 12:04 دمشق

تجدد المواجهات بين "تحرير سوريا" و"تحرير الشام" - أرشيف
تلفزيون سوريا
+A
حجم الخط
-A

تجدّدت المواجهات، اليوم الإثنين، بين "هيئة تحرير الشام" و"جبهة تحرير سوريا" (المشكّلة من اندماج حركتي "أحرار الشام" و"نور الدين الزنكي")، في ريف حلب الغربي، بعد فشل "الهدنة" التي توصل إليها الطرفان أمس الأحد.

وقال ناشطون محليون لموقع تلفزيون سوريا، إن اشتباكات اندلعت بين الطرفين في محيط قريتي مكلبيس ورحاب بريف حلب الغربي، أدت إلى وقوع إصابات في صفوفهما، فيما أعلنت "تحرير سوريا" على قناتها في تطبيق "تليغرام"، إنها أعطبت دبابة لـ"تحرير الشام" قرب قرية رحاب.

وأضاف الناشطون، أن عناصر من "هيئة تحرير الشام" تسللوا نحو مواقع "جبهة تحرير سوريا" في قرية زرزيتا المجاورة، ما أدى لاندلاع اشتباكات بين الطرفين عند جبل الشيخ عقيل قرب مدينة دارة عزة في الريف الغربي، وسط قصفٍ مدفعي متبادل بين الجانبين.

وسبق أن اندلعت اشتباكات صباح أمس الأحد (قبل التوصل إلى هدنة مساءً) بين الطرفين، بعد محاولة عناصر لـ"تحرير الشام" التقدم نحو دارة عزة، تزامنا مع محاولة تقدم لـ مقاتلي "ألوية صقور الشام" المتحالفة مع "تحرير سوريا"، نحو قرية "الجرادة" جنوب حلب.

 


بداية الهدنة وفشلها بين الطرفين

مساء أمس الإثنين، توصلت "هيئة تحرير الشام" و" جبهة تحرير سوريا" إلى "هدنة" بوساطة "فيلق الشام" التابع للجيش السوري الحر، بعد تجدد المواجهات بينهم في ريفي حلب وإدلب، وتشمل أيضأً "ألوية صقور الشام" التي قاتلت مؤخراً إلى جانب "تحرير سوريا".

وذكر الشرعي في "فيلق الشام" عمر حذيفة (الوسيط في الهدنة)، على قناته في "تيلغرام"، إن وقف إطلاق النار سيبدأ بين الطرفين من الساعة السادسة مساء أمس الأحد، قبل أن يعلن قياديون من "تحرير الشام" انتهاء الهدنة صباح اليوم، بسبب ما قالوا إنه تعنّت "تحرير سوريا، وصقور الشام".

وقال الشرعي في "هيئة تحرير الشام" علي الدج، في قناة لـ"تحرير الشام" على تطبيق "تيلغرام"، إنه "بسبب تعنّت جبهة تحرير سوريا وكبرها وعدم فيئتها ﻷمر الله، تم إبلاغها ليلا بانتهاء الهدنة وقتالها مستمر بإذن الله حتى تفيء ﻷمر ربها"، وفقاً لقوله.

بدروه، أضاف شرعي آخر "أبو الفتح الفرغلي"، أنه "بسبب تعنت ورفض البغاة من جبهة تحرير سوريا وصقور الشام حضور جلسة المفاوضات، تم إبلاغهم رسمياً عن طريق الوسيط بيننا في تمام الساعة الثانية صباح اليوم بإلغاء وقف إطلاق النار".

وتأتي هذه التطورات، بعد فشل المفاوضات بين الطرفين، نتيجة اعتراض حواجز "هيئة تحرير الشام" لـ وفد التفاوض من فصيلي "تحرير سوريا، وصقور الشام" والوسيط "فيلق الشام"، على أحد مداخل مدينة إدلب، وفقاً لما ذكرته شخصيات عدة من "جبهة تحرير سوريا".

وقال ناشطون نقلاً عن الوفد التفاوضي، إن عشرات العناصر من "هيئة تحرير الشام" طوقوا سيارات الوفد لـ "جبهة تحرير سوريا" و "صقور الشام" الذي يحوي عدداً من القيادات، أبرزهم "جابر علي باشا، وعلاء فحام، وأبو زاهر صقور" أثناء توجههم لعقد جلسة تفاوضية مع "الهيئة" بخصوص الاقتتال بين الطرفين.

وأوضح الناشطون، أنه  عناصر "تحرير الشام" احتجزوا الوفد لأكثر من ساعتين على حاجز المدخل الغربي لمدينة إدلب رغم وجود وسطاء من "فيلق الشام"، كما وجّهوا إهانات لقائد الفيلق "مروان النحاس" أثناء اعتراضه على إيقاف السيارات وتطويقهم رغم إبراز ورقة المهمة لهم، قبل أن يخلَّى سبيلهم وتُلغى الجلسة التفاوضية إثر ذلك، دون معرفة الأسباب.

وفشلت جميع "الهدن" التي توصّل إليها الطرفان أكثر من مرة بوساطة "فيلق الشام" بهدف حل الملفات العالقة بين الطرفين، دون التوصل إلى حل نهائي للخلافات التي نشبت بينهما قبل 45 يوماً، وأسفرت عن اشتباكات في مناطق سيطرتهما بريفي حلب وإدلب.

وشهدت أرياف إدلب وريف حلب الغربي، اشتباكات بين "تحرير سوريا" وتحرير الشام" اندلعت منذ شهر ونصف، أسفرت عن وقوع ضحايا في صفوف المدنيين، انتزعت خلالها "تحرير سوريا" مناطق في إدلب، وأخرى في ريف حلب الغربي، قبل أن تشن "الهيئة" هجوما جديدا وتستعيد مناطق عدة في الريفَين بعد تدخل "الحزب الإسلامي التركستاني" إلى جانبها في القتال.