icon
التغطية الحية

لاجئون سوريون يسلكون طريق "الهجرة العكسية" رغم خطورته

2018.09.23 | 21:09 دمشق

سوريون عبروا نهر إفروس، الفاصل بين اليونان وتركيا، يسيرون باتجاه مدينة ديديموتيشو اليونانية (رويترز)
زياد الحلبي - تلفزيون سوريا
+A
حجم الخط
-A

ارتفع عدد اللاجئين السوريين العائدين من أوروبا لتركيا في عام 2018، بشكل مضاعف عما كان عليه فيما مضى، وذلك بعد رحلة لجوء طويلة ومتعبة، كانت بدايتها الهروب من جحيم نظام الأسد في سوريا ومنها لتركيا.

ورغم حصول معظم السوريين العائدين على الإقامة في إحدى دول أوروبا، إلا أن السرور يكون بارزا على الوجوه عند الوصول للحدود اليونانية التركية، لقطع نهر "إيفروس" الذي قد يغرقون فيه، الأمر الذي يظهر حجم وقوة الأسباب التي دفعتهم للعودة.

 

ما هو طريق العودة لتركيا؟

يتعرض اللاجئون السوريون العائدون من دول الاتحاد الأوروبي، لنفس الصعوبات والمخاطر التي واجهتهم في طريق الذهاب، بل زادت بشكل أكبر مع التشديدات الجديدة من الجانبين التركي واليوناني بالإضافة لدول البلقان.

أبو محمد مشرف على إحدى"المجموعات" المختصة بالهجرة "العكسية" على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، يستعرض على مجموعته أنواع طرق العودة وكيفية تنفيذ كل واحدة مع التكلفة.

الطريقة الأولى: يستطيع اللاجئ السوري الحاصل على الإقامة في إحدى دول أوروبا، استخراج وثيقة سفر من البلدية التابعة له، والذهاب لأي مطار، وقطع تذكرة طيران لمدينة "سالونيك" اليونانية، وهناك سيكون بانتظاره المهربين، حيث يصل سعر التذكرة إلى 100 يورو.

الطريقة الثانية: يستطيع اللاجئ السوري الحاصل على الإقامة المحدودة (الجزئية) ذات السنة ويملك جواز سفر سوري، الذهاب لمطار "دوسلدورف" وهي مدينة واقعة على الحدود الألمانية الهولندية والتدقيق على الوثائق فيها ضعيف، وقطع تذكرة لمدينة سالونيك اليونانية.

الطريقة الثالثة: من لم يحصل على حق الإقامة بعد، كما في الدول الإسكندنافية وألمانيا اللتين تتأخران بمنحها للسوريين، يستطيع جلب وثائق سفر مزورة عن طريق أحد مهربي اليونان وإرسالها للدولة التي يتواجد فيها اللاجئ، وبعدها قطع تذكرة طيران بالأوراق المزورة لمدينة سالونيك.

الطريقة الرابعة: وهي الأكثر كلفة لأنها تعتمد على المهربين من البداية ، وتكون بالعودة سيراً عن طريق دول البلقان، حيث يقوم المهرب بنقل اللاجئ بعد تقطيعه حدود كل دولة سيراً على الأقدام بسيارة تكون معه، الدول التي يمرُّون بها ( إيطاليا _ سلوفينيا _ كرواتيا _ البوسنة _ الجبل الأسود _ ألبانيا ) ، تصل تكلفة هذه العملية من 1700 إلى 2000 يورو.

 

رعب في غابات اليونان الحدودية

يروي طه حبوش لتلفزيون سوريا ماذا يحدث على الحدود بعد سالونيك قائلاً "بالعامية "بعرف الطريق شبر شبر" ، فقد مررت به عدة مرات ذهابا وإيابا، وهو مؤلف من عدة مراحل تزداد الخطورة كلما تقدمنا مرحلة للأمام. 

ويتابع "مع هبوط الطائرة في مطار "سالونيك" يقوم الشخص العائد بالاتصال بالمهرب عن طريق "الواتس" حصراً، بدوره يطلب منه التوجه لكراج سالونيك الكبير، حيث يكون بانتظاره أشخاص يعملون مع المهرب، عند وصوله الكراج يعرفوه بأنفسهم، ويقومون بقطع تذكرة له (يبلغ سعرها 45 يورو) لقرية "لافارا" الحدودية.

يصعد العائد الباص، ويعطى تنبيهات، إياك والتكلم باللغة العربية أو وضع أغاني عربية فالمخابرات اليونانية في كل مكان، يستغرق طريق الوصول للقرية بين 5 ل 6 ساعات، يتوقف الباص في إحدى محطاته عند مكان معين يطلب المهرب من العائد النزول فيه، ويرسل له موقع للمكان الذي سيتوجه له سيراً على الأقدام بعد وصوله للمحطة المطلوبة.

وبعد ساعات من السير يصل الشخص وفق "حبوش" إلى غابة يجب عليه رفع درجة الحذر، لوجود نقطة عسكرية للجيش اليوناني على الأطراف، ومن بعدها يصبح على ضفة نهر "إيفرس" الفاصل بين اليونان وتركيا، عندها سيجد مجموعات من اللاجئين تنتظر الوقت المناسب لقطع النهر ومعهم المهربين.

 

لاجئون يختفون على الحدود اليونانية التركية

تعرض العديد من اللاجئين السوريين وغيرهم من الجنسيات الأخرى، لحالات اعتقال وغرق على الحدود بين تركيا واليونان، حيث يشكل المهربون مجموعات مؤلفة من عدة أشخاص، ليتم نقلهم بقارب مطاطي للضفة الأخرى من النهر، مما يرفع نسبة احتمال القبض عليهم بسبب كثرة الحركة والأصوات.

أبو محمد الجبل شاب من مدينة إدلب يروي لموقع تلفزيون سوريا ما يحدث على الحدود  قائلاً  "في حال قبضت الشرطة اليونانية على الجروب في الطرف اليوناني، ينقل جميع أفراده لأحد المخافر الحدودية، ينتظر الجميع لعدة أيام في السجن ليصل العدد ل 40 شخصا، عندها تصادر جميع الممتلكات والوثائق الشخصية بالإضافة لجهاز الموبايل دون إعادتها أبداً، كنوع من العقوبة تعمل عليها السلطات اليونانية لمنع دخول وخروج اللاجئين من أراضيها، تقوم الشرطة اليونانية بتسليم المجموعات جميعها لفرق" الكوماندوز" المنتشرين على الحدود بكامل الجاهزية العسكرية "لصد اللاجئين" وهم من جنسيات أوروبية مختلفة، يوضع الجميع في شاحنة مغلقة فوق بعضهم البعض، وبين الفترة والأخرى يفتح باب الشاحنة ، ويقوم أحد العناصر بضرب الواقفين أمام الباب لإفساح المجال لآخرين يريدون إرجاعهم للجانب التركي ، تمشط الفرق العسكرية الحدود، وعند الساعة ال 3 بعد منتصف الليل يأتي قارب كهربائي صغير، ويقوم بنقل الجميع على دفعات، مع الضرب والإهانة."

أما في حال ألقت الجندرما التركية القبض على الجروب- يقول الجبل-، تقوم بنقلهم لأحد النقاط العسكرية الحدودية، يفصل الرجال عن النساء في كرافانات مقدمة من الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، يقدم للجميع بعض الأطعمة الخفيفة كالبسكويت والعصائر وبعض الملابس، يحتجزون  لمدة خمسة أيام متتالية، دون اتصالات، مقطوعي الأخبار والتواصل مع العالم الخارجي، بعدها يتم نقلهم إلى ولاية "أدرنة" إلى مركز مخصص لأخذ معلومات المهاجرين غير الشرعيين، من ثم يرحلون لمخيم أورفا، حيث يتخذ قرار بشأن كل شخص فيهم إما بالترحيل إلى إدلب أو إطلاق سراحه.