icon
التغطية الحية

لاجئون سوريون في مصر: لا نفكر بالعودة إلى سوريا... لماذا؟

2018.12.22 | 22:12 دمشق

مجموعة من المحال التجارية والمطاعم للاجئين السوريين في القاهرة (رويترز)
مصر - فراس حاج يحيى - تلفزيون سوريا
+A
حجم الخط
-A

أطلق منذ أيام أمين عوض مدير إدارة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في المقر الرئيسي للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين تصريحاً قال فيه "نحن نتوقع أن يعود ما يصل إلى 250 ألف سوري إلى بلادهم في 2019". وسابقاً ذكرت المفوضية أن 117 ألف لاجئ عادوا إلى سوريا منذ 2015، من بينهم 37 ألفاً عادوا هذا العام من أصل قرابة 6 مليون لاجئ خارج سوريا.

وفي ذات السياق وضعت مفوضية اللاجئين في مصر على صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك) منشوراً حول إجرائها استبياناً كتبت فيه "تعلن المفوضية عن البدء في إجراء استبيان عبر التليفون للاجئين السوريين في مصر وذلك للوصول إلى فهم أفضل للتحديات التي قد يواجهونها وتصوراتهم فيما يتعلق بالتطورات في بلدهم الأصلي. لهذا الغرض، قد يتم الاتصال بكم عبر الهاتف لإجراء الاستبيان ضمن عملية اختيار عشوائية. ينتهي الاستبيان بنهاية الأسبوع الجاري. نشكر لكم مساهمتكم في هذه الدراسة والتي ستمكن المفوضية من تحسين جودة الخدمات المقدمة".

جدل واسع حول العودة هل ستكون طوعية أم إجبارية

تفاعل السوريون في مصر مع هذا المنشور عبر عشرات التعليقات، ومنهم السيدة هناء والتي كتبت رأيها "أتمنى من المفوضية اختيار العينة العشوائية الصحيحة التي تمتلك الثقافة المناسبة لتكون عملية الاستبيان مفيدة ومثمرة"، بينما علق أحمد مغربل "وضعنا كلاجئين سوريين صعب جداً الرجاء إيجاد حل والرجعة على بلدنا الأصلي مستحيلة"، وبدورها قالت هدى طارق "بالنسبة للعودة في الوقت الحالي صعب لأنه في غموض في التعامل مع الناس، وأظن أن الوضع غير مستقر بالرغم من كل ما يقال، ولذلك نتمنى عودة الأمور إلى سابق عهدها وشكراً لكم على كل مساعدة، ولكن الأوضاع المالية صعبة على كل الناس نرجو الاهتمام".

لم يتوقف هذا الجدال على صفحة مفوضية اللاجئين إنما انتقل إلى معظم المجموعات السورية على الفيس بوك، وفيها شرح البعض تخوُّفهم من العودة والبعض الآخر اعتبر أن قطع المساعدات الأممية أو تخفيضها للاجئين السوريين يصب في خانة دفعهم للعودة إلى سوريا، وآخرون أبدوا تخوفهم من تبدل معاملة الحكومة المصرية لدفعهم للعودة أيضاً.

هل يفكر السوريون بالعودة وما الذي يمنعهم من ذلك؟

لمعرفة مزيد من التفاصيل التقى موقع تلفزيون سوريا بعدد من السوريين في مصر لاستطلاع أرائهم، وكان لنا لقاء مع السيدة خلود والتي قالت "أصبحت لنا حياتنا الجديدة في مصر، أبنائي في المدارس والجامعات المصرية، وزوجي أسّس عملاً خاصاً به، وحتى إن عدنا فأبنائي مطلوبون للجيش، وزوجي للاحتياط ولا نعلم إن كان النظام السوري سيعتقل أحداً منهم من أرض المطار كما سمعنا عن أِشخاص عادوا وتم اعتقالهم بالنهاية بسبب أرائهم المعارضة، ولم تتهيأ الأسباب الكافية أو الضمانات للعودة بعد وبرأيي أهمها الحل السياسي".

وحدّثنا السيد نور الذي كان قد سافر إلى سوريا بنية الاستقرار ولكنه ما لبث أن عاد إلى مصر، "لدي إقامة سنوية في مصر وجربت أن أعود إلى سوريا بقيت فيها قرابة ثلاثة أشهر، ومازالت الحياة صعبة، لا يوجد خدمات عامة من كهرباء، ماء، محروقات، ومواصلات، ولا مساكن جاهزة لاستقبال الناس التي تفكر بالعودة".

وتابع "إضافة إلى ذلك هناك غلاء بالإيجارات لمن دُمّر منزله، و مع قلة فرص العمل هناك ارتفاع كبير بالأسعار وتغير في سلوك وتعامل الناس مع بعضها البعض، يضاف إليها حالة الخوف من الشبيحة أو الاضطرار إلى مسايرتهم، أمام كل هذا وجدت نفسي أعود مع عائلتي إلى مصر وقد ندمت كثيراً على قرار عودتي"، وعند سؤالنا له هل يعرف أشخاصاً عادوا واستقروا في سوريا، أجابنا "نعم أعرف عدة عائلات سورية مقيمة في مصر عادت واستقرت في سوريا، ولكن معظمهم ممن لم تتضرر منازلهم ولم تُدمّر ولديهم ملاءة مادية، أو أعمالهم لم تتوقف في سوريا أصلاً، وأعرف عوائل أخرى عادت لعدم قدرتها على التأقلم مع الحياة في مصر ولكن أعتقد أن عدد من عادوا من مصر لا يتجاوز المئات فقط خلال السنة الحالية".

كما التقينا بالمحامي المصري عصام حامد المتابع لقضايا السوريين في مصر لاستطلاع رأيه، وقال "لا أعتقد أن السوريين سيعودون عام 2019 بأعداد كبيرة إلى سوريا، وذلك لأن العودة مازالت تحتاج إلى مزيد من الوقت وبخاصة لأولئك المطلوبين للتجنيد الإجباري أو الاحتياطي وهؤلاء لهم عائلات يرتبط مصيرهم بهم وبمحل إقامتهم فلا عوده قريبة حتى يتم تسوية موقفهم بسوريا، ومن الناحية القانونية فإن عودة أي لاجئ هي عودة طوعية ولا يوجد ما يجبره عليها طالما أنه يشعر أن هناك ما يهدده"

وبالرغم من الصعوبات الاجتماعية والاقتصادية الكبيرة التي يعانيها السوريون ولكنهم ومع غياب ضمانات أمنية واقتصادية وخدمية وربما حل سياسي يبقى من المبكر جداً الحديث عن عودة قريبة لوطنهم.

 

كلمات مفتاحية