icon
التغطية الحية

كيف حوّل سوريون مأساة اللجوء إلى نجاح في إقليم كردستان العراق؟

2018.04.06 | 14:04 دمشق

تلفزيون سوريا- أربيل - شفان إبراهيم
+A
حجم الخط
-A

حظيت مدن كردستان العراق بأفضلية اللجوء لدى كُرد سوريا، نتيجة العلاقات العائليّة وروابط اللغة والثقافة، بالإضافة لتجاور الحدود؛ إلّا أنّها أصبحت ملاذًاً لعموم السوريّين بعد سوء الأوضاع الأمنيّة منذ مطلع 2012، وتعميم أسماء الشباب المطلوبين للخدمة في صفوف قوات النظام.

وفتحت حكومة الإقليم أبوابها لاستقبال مئات الآلاف من الكُرد والعرب السوريّين. فتوجه قسمٌ منهم إلى المخيّمات، والقسم الآخر حاول إثبات نفسه عبر العمل ضمن المدن الكبيرة كأربيل والسليمانيّة وغيرها.
 

مطاعم بطابع شامي

بدأ ابن مدينة المالكية، شادي حاج رشيد (27عامًا)، حياة اللجوء كمديرٍ عام لفندق "كبيتول"، واستطاع خلال ثلاث سنواتٍ أن يؤسس لعملٍ خاصٍّ على شارع "100 متري" (شوارع مدينة أربيل تعرف بحسب طول وعرض الشارع)، فافتتح مطعم ومقهى "الربوة" بأجواءٍ وأطعمة شاميّة، تزينها لعبة "طاولة الزهر". وأصبح المطعم مقصد كُرد وعرب سوريا والعراق. وتقديرًا للثقافة والفنّ افتتح "شادي" ضمن مطعمه قاعةً خاصّةً بالمناسبات والأنشطة المتعلّقة بالفنّ والثقافة وأعياد الميلاد.

ويتحسر شادي على أوضاع اللاجئين السوريّين المحتاجين إلى مساعدة، ولاسيّما الطلبة الذين لم يستطيعوا إتمام دراستهم الجامعيّة. ولهذا السبب أمّن من خلال مشروعه عملاً لـ 35 شاباً من كُرد سورية المقيمين في أربيل (هولير). وشرع أبواب مطعمه لاستقبال كُل من يحتاج إلى عمل.

ويقول "شادي" لموقع تلفزيون سوريا إنّه قد يعود إلى مدينته يومًا ما، لكنّه يرفض فكرة الاستقرار فيها في الوقت الحاليّ لالتزاماته الماديّة وأشغاله الخاصّة في "أربيل"، إلّا أنّه يطمح مستقبلًا إلى تعمير مزرعةٍ صغيرةٍ وتربية بعض الدواجن والطيور.


 

هروب من التجنيد الإجباري

لم يجد الجامعي بسام ابراهيم (29 عاماً) من مدينة القامشلي، مخرجاً من محاولات النظام سوقه للتجنيد، سوى لجوئه إلى كوردستان العراق سنة 2014 عبر المثلث الحدودي بين تركيا وسوريا والعراق استغرقت رحلة اللجوء نحو 17 ساعة قبل وصوله إلى مدنية دهوك.

بين فقدانه فرصة إتمام سنته الأخيرة في كلية الحقوق، ورغبته بالتعويض. قرر بسام الاستقرار في أربيل، وكمعظم من يعبس القدر في وجههم ويقسو عليهم. لم يجد بسام ما يُشبع طموحه وتطلعاته، حيث بدأ رحلة عمله كحارسً لموقف سيارات مطعم "بيوت بيروت" قبل أن يسوقه الحظ إلى التعرف على صاحب مقهى ومطعم "عبدو كفي" الذي بدأ عمله فيه كنادل مبتدأ. ومع تدرجه بالعمل صار بسام المدير العام لفرعيّ المقهى في العاصمة أربيل، بصالاته الستة. ويزوره يومياً المئات من مختلف أبناء سوريا والعراق.
 

فرص للشباب المعدوم

يقول بسام لموقع تلفزيون سوريا "مع رحلة العذاب التي عشتها، فإن أبرز ما يُسعدني هو دوري الأساسي في توظيف العشرات من السوريين بكردهم وعربهم في المقهى". حيث استطاع بسام أن يؤمن فرص عمل لـ 19شاباً كوردياً أجبرتهم ظروف الحرب على الفرار من سوريا وضياع حلمهم في إتمام تحصيلهم الجامعي. ومع تدفق اللاجئين والفارين سواء من تنظيم الدولة أو آلة الموت والدمار في سوريا، إلى أربيل دفع به لتأمين فرص عمل لنحو 21 شاباً من مختلف مناطق سوريا والموصل.

وتحتضن مدن كبرى مدن الإقليم مخيمات للاجئين العرب والكُرد السوريين، حيث تنتشر مخيمات العاصمة أربيل في كلٌ من قوشتبة، ودارا شكران وكويلان وباسرمة وكوركوسك. بالإضافة لذلك احتضنت مدينة السليمانية مُخيماً في منطقة عربت. أما أكبر المخيمات فتتواجد في محافظة دهوك في دوميز، وفايدة.

وتشير أحدث الإحصاءات التي قامت بها حكومة إقليم كردستان، وإحصاءات تابعة للمنظّمة الدوليّة للهجرة، إلى أنّ اللاجئين يعيشون الآن في أكثر من ألف موقعٍ في إقليم كردستان العراق وحده.