icon
التغطية الحية

قوات حفتر تمد نظام الأسد بوقود "القصف"

2019.07.10 | 13:07 دمشق

حسين محمد – تلفزيون سوريا
+A
حجم الخط
-A

أكدت وزارة الداخلية الليبية حصول النظام على وقود للطيران من قبل قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر مقابل حصول الأخيرة على الأموال والأسلحة من النظام، في انتهاك للحظر الدولي على الوقود المفروض على النظام منذ أواخر العام 2013.

وبينت الوزارة في بيان صادر عنها، تحصَّلَ تلفزيون سوريا على نسخة منه، أن هيئة الاستثمار التابعة لقوات حفتر، التي تسيطر على شرق ليبيا، تقوم بالتنسيق مع جهات أمنية بدمشق، وتقيم علاقات تجارية مشبوهة، وتسيير رحلات جوية مباشرة بين مطار دمشق ومطار بنينا في بنغازي شرق ليبيا عبر شركة طيران "أجنحة الشام".

وعبرت داخلية حكومة الوفاق الوطني، التي تدير غرب ليبيا والمعترف بها من قبل الأمم المتحدة، عن مخاوفها من قيام شركة أجنحة الشام بنقل عناصر "إرهابية" ومقاتلين من سوريا إلى ليبيا.

وكشفت الوزارة عن قيام المدعو "محمد المدني الفاخري" المسؤول في هيئة الاستثمار التابعة لقوات حفتر، عن منحه تأشيرات وموافقات مكتوبة لأشخاص "يحملون جواز السفر السوري"، لدخول الأراضي الليبية عبر مطار بنينا الدولي، مؤكدة إصدارها قراراً لوقف منح التأشيرات للسوريين.

وأشار البيان إلى تحفظ الخارجية الليبية وبعض الدول الصديقة والشريكة لليبيا، على شركة "أجنحة الشام"، المتورطة بنقل عتاد وأسلحة ومقاتلين إلى نظام الأسد، وإلى إصدارها قراراً بمنع هبوط طائرات هذه الشركة في المطارات الليبية.

وكشف تحقيق نشرته وكالة رويترز العام الماضي عن تورط شركة طيران "أجنحة الشام" السورية الخاصة، التي تملكها مجموعة شموط التجارية، بنقل مقاتلين روس وأسلحة وعتاد إلى النظام، كما أن الولايات المتحدة فرضت عقوبات على الشركة عام 2016 للأسباب ذاتها.

السلاح مقابل الوقود

من جانبه قال الصحفي الليبي عصام الزبير في تصريح خاص إن اللواء المتقاعد خليفة حفتر، اتجه للحصول على الأسلحة من النظام مقابل وقود الطيران، كحل للالتفاف على حظر السلاح المفروض على ليبيا دولياً، كخيار ثانٍ بعد تكشف أمر دعمِه بالسلاح من قبل الإمارات وروسيا وأخيراً الولايات المتحدة.

واعتبر الزبير أن هذه المحاولات مكشوفة أمام الأطراف الدولية، إلا أن هناك من يغض الطرْفَ عن النظام وقوات حفتر، وهذا يعد مخالفة للحظر الدولي المفروض على الطرفين.

وربط المحلل السياسي الليبي المعلومات التي كشفها بيان الداخلية الليبية، بقرار صادر عن رئيس الحكومة المؤقتة عبد الله الثني، التي تدير مناطق شرق ليبيا بإشراف قوات حفتر، الذي "منع دخول السوريين من جميع المعابر الليبية باستثناء مطار بنينا في بنغازي، وعدَّ أي سوري يدخل شرق ليبيا من خارج مطار بنينا إرهابياً"، في محاولة من حفتر وروسيا، لإقناع المجتمع الدولي بأن عناصر تنظيم الدولة يستقدمون إلى ليبيا من سوريا عبر "حكومة الوفاق" التي تدير العاصمة طرابلس و مناطق غرب ليبيا.

ورأى الزبير أن إدخال أشخاص يحملون جوازات سفر سورية، ولا يعرفون إن كانوا مواطنين سوريين أو مقاتلين أو عناصر من تنظيم الدولة تحصلوا على هذه الجوازات، لا يمكن أن يتم إلا عبر التعاون بين النظام وقوات حفتر، مشيراً إلى وجود نشاط تجاري كبير بين الطرفين.

في السياق، أشار بيان وزارة الداخلية إلى حادثة ضبط شحنات من المخدرات في شرق ليبيا قادمة من ميناء اللاذقية، التي وقعت في وقت سابق، في مخالفة لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة بشأن سوريا وليبيا.

وأكد الصحفي الليبي أن هذه المحاولات يراد منها أيضاً، إيصال رسالة للمجتمع الدولي بأن قوات حفتر ونظام الأسد يعملان على مكافحة الإرهاب، وهم في الحقيقة يقومان بزراعة عناصر تنظيم الدولة لتنفيذ عمليات تفيد الجانبين، وفق قوله.

يشار إلى أن قرار حظر بيع وقود الطيران، الكيروسين، على النظام السوري، الذي فرضته الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي أواخر العام 2013 لوقف الغارات التي يشنها على مناطق المعارضة، قد دخل حيِّز التنفيذ مطلع عام 2014، إلا أن النظام ما يزال يتحصل على هذا الوقود عبر روسيا وغيرها، وهذا ما دعا الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي إلى فرض عقوبات على شخصيات من النظام وروسيا خرقت هذا الحظر.