icon
التغطية الحية

عنصرية لبنان الرسمي وتحطم ظاهرة أكاذيبه عن السوريين

2019.02.13 | 14:02 دمشق

لاجئون سوريون يغادرون بلدة عرسال اللبنانية إلى سوريا (رويترز)
+A
حجم الخط
-A

محاولات تكتيكية دؤوبة، مارسها لبنان الرسمي، بطرح قضية اللاجئين السوريين من بوابة الطرد والإخضاع والضغط لإعادتهم إلى حضن نظام الأسد، فاستخدم كل العبارات التي تنم عن عنصرية وتجييش ضد اللاجئين السوريين، و عن عجز الدولة والمجتمع اللبناني " لمواجهة " المخاطر بدءاَ من المسألة الاقتصادية إلى التهديد بتلاشي النسيج المجتمعي، وتأثيرات بيئية واجتماعية مهددة لـ لبنان، وصولاً إلى مخاطر تنامي ظاهرة الإرهاب، استند السعي الرسمي اللبناني عبر تناوب التصريحات في كل مناسبة تخص وضع اللاجئين السوريين، للوصول إلى هدف حدده النظام وحلفاؤه في لبنان بأن يجري الضخ على مقولة العودة الآمنة للسوريين، في إشارة للمناطق التي خضعت مباشرة لسيطرة ميليشيا حزب الله في المناطق الشرقية من الحدود السورية اللبنانية  في القصير والقلمون.

"فكرة إدماج السوريين على أرض لبنان. وهذا فيه مزيد من خطر الإرهاب عليكم، لبنان يحميكم برسالته" 

جديد السعي الحثيث للبنان، لفت الأنظار مجددا لمخاطر وجود اللاجئين، تصريحات تتجاوز العنصرية نحو الفاشية والحط من قيمة البشر، والتفاخر بالميل الواضح نحو فاشية لم تعد تخفي نفسها بالاتفاق عليها مع أقطاب لبنانية أخرى تصب عند وزير خارجية لبنان الوزير جبران باسيل الذي يتصدى لدلق هذه التصريحات "فكرة إدماج السوريين على أرض لبنان. وهذا فيه مزيد من خطر الإرهاب عليكم، لبنان يحميكم برسالته" هذا نص من خطاب لشباب لبنان المغترب في بروكسل، وجهها باسيل ثم أتبعها بتصريح "مليون ونصف نازح سوري أي 200/كلم2 أرهقوا لبنان مادياً بخسائر وصلت إلى 40% من ناتجه القومي، وهم يهددون وجوده بتمزيق نسيجه الاجتماعي.

يخاطب لبنان الرسمي جمهوره، النازح أو المغترب في دول القارات الخمس، أن ببلده مشكلة تتعلق بالوجود السوري، مع أن فلسفة التعالي والنفخة الكاذبة للسياسة اللبنانية تتغنى بوجود ملايين اللبنانيين في دول الاغتراب، لم تمارس عليهم فاشية وعنصرية كما يطالب جبران باسيل جمهوره المغترب، أو المقيم بالوطن، أن يتصف بحالة العداء تجاه السوريين كي يحموا بلدهم، متناسياً ميليشيا طائفية تتبع حليفه حزب الله، وممثلة بحكومة بلده لم تزل تمارس فعل الوحشية والقتل والإرهاب بحق السوريين حتى هذه اللحظة، لربما تحطمت إلى الأبد ظاهرة تضخم الأنا والأكاذيب المتعلقة بمخاطر السوريين لأسباب كثيرة  ينبغي أن نوضح بجلاء منها :

أن لهذه الدراما وجهين اثنين أولهما جانب عنصري شوفيني حقيقي يحمل مضامين مهمة على المدى القصير والطويل، وثانيهما أن الجانب الحكومي اللبناني الذي قام بمناورات عدة ومرتبة  لجهة الانقسام على قضية اللاجئين بجانبها الإنساني على الأقل، وظل متفرجاً على عديد الانتهاكات التي بقيت تمارس في المخيمات من التعذيب والاعتقال والانتهاكات المتعددة، وصولاً لملاحقة الأطفال السوريين وقتلهم بتعابير بشعة في أزقة وحواري" لبنان العظيم"، وكل ذلك بغية تنمية روح العنصرية عند بعضهم باعتبار أن تجمعات اللاجئين تحمل عرق الإرهاب والتطرف، ومن جهة ثانية تقديم الولاءات لقاتل السوريين عند بعضهم الآخر .

هذه المحاولات، ليست معزولة أبداً عن التحرك العربي والإقليمي، الذي تقوده موسكو وطهران على صعيد احتواء القضية السياسية للسوريين.

تلك شروط أساسية لتوفير إجماع في لبنان يخضع اللاجئين السوريين لسلطة الأسد، علماً أن الأرقام والمخاوف التي يأتي على ضخها لبنان الرسمي من فم الوزير باسيل،  ثبت على مدار سنوات بطلانها فلا أعباء ولا هم يحزنون، الأعباء فقط يتحملها اللاجئ السوري، لنفاق لبنان والمجتمع الدولي حتى بالمساعدات التي تقدم بعد حدوث كوارث طبيعية وموت للاجئين، أما القاطنون خارج المخيمات من السوريين، فقد تم الاستفادة منهم بمئات ملايين الدولارات التي تم توظيفها في عجلة الاقتصاد اللبناني، فضلاً عن تسول لبنان من المجتمع الدولي على اسم وقضية اللاجئين التي لا يصل سوى فتاتها.

هذه المحاولات، ليست معزولة أبداً عن التحرك العربي والإقليمي، الذي تقوده موسكو وطهران على صعيد احتواء القضية السياسية للسوريين، نازحين ولاجئين، بترسيخ مفاهيم بعيدة عن قضيتهم الأساسية والتي باتوا موزعين لأجلها في أصقاع الأرض

هذا الاتجاه السياسي، عبر عن نفسه في كثير من سياسات دول تستضيف اللاجئين في الظاهر بينما على أرض الواقع الممتد من مخيمات لبنان إلى الأردن حتى الحدود التركية، فهناك سياسات وممارسات تتسم بالعداء الشديد للسوريين، أفصحت عنها حروب كثيرة مورست عليهم من الطبيعة إلى أجهزة المخابرات والميليشيات، وصولا لمن يرتدي عباءة السياسي ويحمل سيف المذهبية والطائفية والعنصرية، فوق أجساد السوريين دعماً لإرهاب الأسد.