icon
التغطية الحية

علاج السوريين في الأردن متوفر في المخيمات ونادر خارجها

2018.09.15 | 18:09 دمشق

عناصر أمنية عند مدخل مخيم الزعتري للاجئين السوريين في الأردن (AFP)
الأردن - عاصم الزعبي- تلفزيون سوريا
+A
حجم الخط
-A

يعيش 80 بالمئة من اللاجئين السوريين في الأردن خارج المخيمات، بينما يعيش الآخرون في عدة مخيمات هي" الزعتري – الأزرق – الإماراتي أو مريجب الفهود – الحديقة في الرمثا "، ويعاني معظمهم حالياً من تردي الخدمات الطبية بالمقارنة مع أعوام سابقة.

في شهر أيار 2014 أوقفت مفوضية شؤون اللاجئين الدعم الطبي الشامل للسوريين في الأردن، بعد أن كان السوري يستطيع الذهاب لأي مشفى حكومي ويتم علاجه مجانًا، ومنذ ذلك الوقت أصبح الملف الطبي للسوريين في الأردن بيد جمعية العون الطبية، داخل وخارج المخيمات.

وباتت "جمعية العون" تلعب دور الوسيط بين السوريين ممن يحملون بطاقة المفوضية، وبين مفوضية شؤون اللاجئين والتي من الممكن أن تقدم الدعم للمريض أو ترفض، حسب الإمكانات المتاحة.

وهذا ما ترك أثرًا سلبيًا على من يعاني من أمراض مزمنة، كسكر الدم، والضغط، وأمراض القلب، وأصحاب الأمراض المستعصية كالسرطان.

فريال المحمد، ناشطة سورية في المجال الطبي، قالت لـ"موقع تلفزيون سوريا"، إن الخدمات الطبية انخفضت إلى نحو 40 بالمئة، وتوقفت معظم المنظمات، وما هو موجود منها حاليًا قليل جدًا مقارنة بما كان عليه الحال في العام 2014 وما قبل ذلك، مؤكدة أن مفوضية اللاجئين أوقفت الدعم إلا في بعض الحالات الطارئة والمستعجلة، وفي معظم الأحيان تطالب المريض بدفع نصف التكلفة، وتقوم المفوضية بتغطية هذه الحالات للسوريين الحاصلين على بدل المساعدة النقدية المعروفة بـ"بصمة العين"، على اعتبار أنهم أكثر فئة ضعيفة ماديًا بين اللاجئين، بينما أوقفت الحالات التي تعتبرها غير مستعجلة كأمراض العيون، والقلب، والجراحة العامة.
 

مرضى غسيل الكلى

وتكفل الهلال الأحمر القطري، منذ بداية اللجوء السوري في الأردن، بعمليات غسيل الكلى لمرضى القصور الكلوي السوريين، ويبلغ عدد هؤلاء المرضى ممن هم بحاجة إلى جلستين أو ثلاث جلسات أسبوعيًا نحو 120 مريضًا، ويتوزعون في مختلف المدن الأردنية، وتبلغ تكلفة الجلسة الواحدة للغسيل 35 دينارا أردنيا، وتبلغ التكلفة الشهرية لعمليات غسيل الكلى للاجئين السوريين حوالي 50 ألف دينار أردني.

في 29 من آذار 2018 توقف الهلال الأحمر القطري عن دفع تكاليف عمليات الغسيل، ما دعا عدة منظمات أبرزها جمعية "سامز"، ومنظمة الإغاثة الإسلامية، لإطلاق حملات مؤقتة للاستمرار في هذه العمليات.

ولكن في شهر آب الماضي عاود الهلال الأحمر القطري تكفله بإجراء جميع عمليات غسيل الكلى للسوريين في الأردن، والتي تتم في مشفيي القواسمي والإسلامي غي مدينة إربد، والمشفى الإسلامي في عمان.

 

مأساة مرضى السرطان

يعتبر مرض السرطان هو المشكلة الأكبر التي تواجه المصابين به من اللاجئين السوريين، فهناك حوالي 1000 مريض سوري يعانون منه في الأردن، حسب إحصائيات قام بها متطوعون سوريون في مناطق مختلفة.

في الفترة ما بين 2011 – 2012، وافقت لجنة العناية الاستثنائية، التابعة لمفوضية شؤون اللاجئين على قبول طلبات علاج لـ 246 لاجئا سوريا من أصل 511 طلبا تقدم بها مرضى سرطان سوريون، في الوقت الذي كان فيه الدعم لمفوضية اللاجئين في ذروته.

ولكن بعد ذلك، بدأ دعم المفوضية لمرضى السرطان بالتراجع بشكل تدريجي، حتى توقف بشكل نهائي في كانون الثاني 2017، ومنذ ذلك التاريخ لم تعد هناك أي جهة تتكفل بعلاج المصابين بهذا المرض، ما فاقم من معاناتهم بسبب ارتفاع تكاليف العلاج، بمختلف أنواعه، حيث يتم تسجيل حالة وفاة على الأقل شهريًا.

وتختلف تكاليف العلاج، خاصة الجرعات الكيماوية حسب نوع الإصابة، حيث تبدأ من 200 دينار أردني، وتصل في بعض الحالات إلى نحو 1000 دينار أردني للجرعة الواحدة، وترتفع تكاليف الجرعات، وصور تشخيص المرض (الرنين المغناطيسي، والطبقي المحوري)، بشكل مضاعف في مركز الحسين للسرطان، كونه المركز الوحيد المتخصص بهذا المرض، حيث تبلغ تكلفة الصورة نحو 500 دينار، بينما هي أقل في خارجه، وتتراوح ما بين 110 – 180 دينارا مع المادة الملونة.

وحتى الآن، لم تتقدم أية جهة لمساعدة المرضى المصابين بهذا المرض، وما يتم تقديمه ليس أكثر من مبادرات فردية.

 

الحملات الطبية تساهم

أصدرت الحكومة الأردنية بتاريخ 23 شباط الماضي، قرارًا بتغيير رسوم علاج اللاجئين السوريين، في مراكز وزارة الصحة الأردنية، بحيث تم زيادة التسعيرة بنسبة 80 بالمائة، وهي ما تعرف بالتسعيرة الموحدة "تسعيرة الأجنبي"، أو المواطن الأردني غير المؤمن صحيًا.

وكانت المراكز الصحية الأردنية التابعة لوزارة الصحة توفر العلاج للسوريين منذ بداية اللجوء بنفس تسعيرة المواطن الأردني المؤمن صحيًا، وتم إيقاف هذا الدعم بسبب شح الموارد والدعم.

ولكن من جهة أخرى، كان للحملات الطبية من منظمات مختلفة دور مهم في مساعدة اللاجئين السوريين وتقديم العلاج لهم والعديد من العمليات الجراحية بشكل مجاني على مدار السنة، وأبرز الجهات التي تقوم بهذه الحملات هي:

-جمعية سامز الطبية، ما تزال مستمرة بحملات طبية كل أربعة أشهر، وتقوم بعمليات (قسطرة قلبية، عمليات قلب مفتوح للكبار، عمليات نسائية، جراحة عامة، تجميل وترميم حروق).

-جمعية أتلانتيك الطبية، تقوم بعمليات ماء أبيض للعينين، وجراحة عامة، وجراحة عظمية ولوزتين، كل ستة أشهر.

-سلسلة الأمل الفرنسية، وتقوم بعمليات قلب مفتوح وجراحة عظمية للأطفال تحت عمر 18 عامًا، وتنفذ مهمة طبية كل خمسة أشهر.

-الوفد الطبي التشيكي، ويقوم بعمليات الماء الأبيض للعينين، والجراحة العظمية والتجميلية للكبار، ومدة مهمته 3 أشهر متواصلة في السنة.

-الوفد الطبي الإيطالي، ويقوم بعمليات القلب المفتوح للأطفال.

-الوفد الطبي الأمريكي بالتعاون مع اتحاد الإغاثة الإسلامية يقوم بعمليات جراحية للعيون، مرتين في العام.

-منظمة الألوسي، وتقدم سماعات أذن للأطفال تحت سن الـ 16 عامًا، مرة كل عام.

-منظمة أطباء بلا حدود فرنسا، وتعمل في مشفى المواساة في منطقة ماركا الشمالية في عمان، وتستقبل الحالات القديمة التي بحاجة لعمليات جراحية عظمية، وتجميلية وجراحة فكين، بالإضافة إلى برنامجها للولادة الطبيعية في مشفى إربد التخصصي في مدينة إربد.

-منظمة هيومنترا الفرنسية، وتقوم بمهمات طبية في مشفى الأميرة بسمة الحكومي في مدينة إربد، وتقوم بعمليات عظمية وتجميلية وبولية، ونفذت منذ العام 2017 وحتى الآن نحو 350 عملية جراحية متنوعة.

ولكن لا يوجد تنسيق بين هذه المنظمات، لعدم وجود برنامج موحد بينها، حيث لكل منظمة برنامجها الخاص.
 

مخيم الزعتري

تقدم مجموعة من المشافي التي تأسس بعضها مع بداية تأسيس المخيم، مختلف الخدمات الطبية للاجئين السوريين بشكل مجاني، وأهم هذه المشافي:

-المشفى الميداني المغربي، ويقوم بتغطية مختلف العمليات الجراحية، داخل وخارج المخيم، بما فيها الولادات القيصرية والجراحة العامة والتي يتم إجراؤها خارج المخيم.

-مشفى العون، ويتبع لجمعية العون الطبية الأردنية، ويقدم مختلف أنواع التشخيص الطبي والعلاجي، كما يقدم خدمات الولادة الطبية فيما يعرف بمشفى الفتيات التابع له في المخيم.

-جمعية نور الحسين، وتقدم خدمات علاج حالات السمع والبصر.

العديد من الجهات تحاول تقديم مختلف أنواع العلاج للاجئين السوريين، ولكن تبقى جهودًا محدودة، نظرًا لكونها من منظمات، لا تتلقى دعمًا دوليًا، بالإضافة لعدم استمراريتها على مدار العام، وبالتالي عدم قدرتها على تغطية الأعداد الكبيرة للاجئين السوريين في الأردن والبالغ عددهم 1,3 مليون شخص، منهم 665 ألفًا مسجلون لدى مفوضية شؤون اللاجئين.