icon
التغطية الحية

عزمي بشارة: مجازر "الأسد" سمحت بانقلاب شخص كـ"السيسي"

2019.03.13 | 12:03 دمشق

المفكر العربي عزمي بشارة (أرشيف - إنترنت)
تلفزيون سوريا - متابعات
+A
حجم الخط
-A

اعتبر المفكّر العربي الدكتور (عزمي بشارة)، أن المجازر التي ارتكبها رأس النظام في سوريا "بشار الأسد" بحق الشعب السوري، سمحت لشخص مثل "عبد الفتاح السيسي" بانقلاب عسكري في مصر.

وأوضح "بشارة" في لقاء مع برنامج "لقاء اليوم" على قناة الجزيرة، أمس الثلاثاء، إن رفع "الأسد" لـ سقف العنف ضد الشعب السوري وارتكاب مجازر بحقه، سمح لـ"السيسي" بالانقلاب على الديمقراطية وزجّ رئيس منتخب (محمد مرسي) في السجن، وارتكاب مجزرة رابعة.

وفي سؤال عن نماذج في الأنظمة العربية تريد أن تبقى في السلطة بأي ثمن، تطرّق "بشارة" لنموذج "نظام الأسد"، الذي كان ثمن استمراره قصف الشعب السوري بالطائرات، وجعله رهينة للدول الأخرى، ساخراً مِن "الأسد" الذي يُسمّي خسارته لـ كل المعارك في سوريا "انتصاراً".

وعن التجربة المصرية، قال "بشارة" إنها عادت بوبالها على كل العالم العربي، لافتاً أنه يجب التعلّم مِنها لعدم تكرارها، وذلك في معرض حديثه عن الاحتجاجات الأخيرة في الجزائر، وتأكيده على أن الربيع العربي لم ينتهِ.

وأضاف "بشارة"، أن "السيسي" لم يكن قادراً على الاكتفاء بالقوة والعنف كـ"الأسد"، إنما كان بحاجة أيضاً إلى بعض الشرعية التي استغلها  "السيسي"، وهي توق الشعب المصري إلى الاستقرار، مردفاً أنه "ما سهل حصول ما حصل في مصر هو عبث القوى المدنية وصراعاتها" أيضاً، لذلك يجب ألا يحصل شيء مماثل في مكان آخر، وأنّ هذا مِن أساسيات التعلّم مِن التجربة المصرية.

وفيما إذا كان في الجزائر اليوم نسخة مكرّرة عما حصل في مصر خلال ثورة يناير، أجاب "بشارة" بأن "النهوض العربي في موجة 2011، لم يكن ثورات جذرية لإحلال أنظمة جاهزة مكان أخرى، بل رُفعت شعارات إصلاحية تطالب الأنظمة بالإصلاح، وانتهت في تونس بأن النظام دخل في انتقال تدريجي عبر شرخ الطبقة الحاكمة والدخول في توافقات مع المعارضة. 

وأكّد "بشارة"، أن الاحتجاجات والحراك الشعبي في الجزائر "أسقط آراءً مسبقة عنصرية عن الشعب الجزائري" قائلاً "الحراك رفع رؤوسنا بسلميته ومدنيته"، مرجّحاً أن الجزائر اليوم مرشحة لانتقال ديمقراطي تدريجي، لأن هناك عزوفاً عند الجزائريين عن العنف، ولأنه تم بناء مؤسسات في الدولة نتيجة وجود ثروات ونخب وتعددية سياسية معقولة، كما أن هناك نوعاً ما أحزاب واتحادات وحرية صحافة.

وتابع المفكر العربي، أن استمرار حيوية الشارع وحراكه المدني السلمي "ضمان لكي لا تنحرف الأمور إلى سيناريو مصري"، في إشارة إلى (انقلاب السيسي على ثورة 25 يناير)، معتبراً أن الواقعي في الجزائر هو تقاسم السلطة والتحوّل الديمقراطي والانتقال التدريجي، وأن ذلك مرتبط بأمرين هما "وعي الحركة الجماهيرية لعدم ترك الشارع، وأن تخرج قيادات قادرة على التفاوض".

وحول التقسيم السابق للدول العربية إلى محورين "محور الممانعة، ومحور الاعتدال"، أكّد "بشارة" انتهاء هذا التقسيم، وأن الدول العربية الآن في فوضى عارمة حيث تتفق دول على قضية هنا، وتتصارع على قضية هناك، وصراعها واضح على أنه مِن أجل السلطة والبقاء فقط، وهذا مِن نتائج التحولات الكبرى في المنطقة بظل الربيع العربي، لافتاً أن الخلافات بين الدول العربية وصلت إلى درجة التنافس على إرضاء الدول الكبرى، أميركا أولاً ويليها الدول الأخرى التي تبيع السلاح كـ روسيا والصين.

إلى ذلك، عرّف المفكّر العربي (عزمي بشارة) ما يعني "إسقاط النظام" قائلاً هو "أن يكون هناك تصوّر لكيفية الانتقال إلى النظام الآخر، وما هو الانتقال الآخر، وأن يتم إخضاع الخلافات الحزبية والطائفية والإثنية والهويّة لهذا الانتقال، وألّا تٌسترخص تعبئة الناس في الكره للآخر أو في الصراع الطائفي أو الهويات"، مشدّداً على أنَّ هذا واجب على جميع القوى الديمقراطية في الوطن العربي.