icon
التغطية الحية

عام على مجزرة الكيماوي في دوما

2019.04.07 | 17:04 دمشق

عائلة بكاملها قتلت خنقاً بالهجوم الكيماوي على دوما في السابع من نيسان 2018 (إنترنت)
تلفزيون سوريا - متابعات
+A
حجم الخط
-A

يصادف اليوم السابع من نيسان الذكرى السنوية الأولى لإحدى أفظع المجازر التي قام بها نظام الأسد بسلاحه الكيماوي، والتي وقعت في مدينة دوما في غوطة دمشق الشرقية العام الفائت.

وشنّت قوات النظام في مثل هذا اليوم من عام 2018 الفائت هجومين كيماويين على المدينة التي كان يقطنها عشرات آلاف المدنيين المحاصرين منذ 5 سنوات، والتي كانت تتعرض لأعنف هجوم من روسيا والنظام، لدفع الفصائل العسكرية فيها إلى الاستسلام والرضوخ لاتفاق التهجير القسري.

وبحسب تقرير صادر عن الشبكة السورية لحقوق الإنسان، فقد وقع الهجوم الأول قرابة الساعة الثالثة عصراً قربَ مبنى فرن سعدة؛ ما تسبب في إصابة ما لا يقل عن 15 شخصاً بأعراض ضيق في التَّنفس، بينما وقع الهجوم الثاني وهو الهجوم الأضخم قرابة الساعة الثامنة مساء، ذلك عندما ألقى الطيران المروحي التابع للنظام برميلين متفجرين محملين بغاز سام على بناءين سكنيَين بالقرب من ساحة الشهداء في منطقة النُّعمان؛ قتل إثرَ ذلك 39 مدنياً قضوا خنقاً بينهم 10 أطفال، و15 سيدة (أنثى بالغة)، وأصيب قرابة 550 شخصاً بأعراض تنفسية وعصبية.

 

 

ونشر الدفاع المدني حينها صوراً وتسجيلات مروعة لنساء وأطفال قتلوا خنقاً بالمواد الكيماوية في منازلهم، بالقرب من مكان سقوط البرميلين، كما أظهرت صور أخرى مدنيين جلهم من الأطفال في غرف المشافي الميدانية التي كان الطيران الروسي قد استهدفها مراراً.

وذكّرت هذه الصور الفظيعة السوريين مجدداً بمجازر مماثلة عقب هجمات كيميائية نفَّذها نظام الأسد سابقاً كهجوم الغوطتين في آب/ 2013، وهجوم خان شيخون في 4/ نيسان/ 2017.

 

 

وكانت منظمة حظر الأسلحة الكيمياوية قد أثبتت وقوع هجوم دوما الكيمياوي عبر تقارير عدة كان آخرها تقريرها الصادر في 1/ آذار/ 2019، دون أن تُحدِّد من قام باستخدام السلاح الكيمياوي في هذا الهجوم، وذلك لأن التحقيقات التي أجرتها كانت قبل توسيع صلاحياتها لتحديد الجهة المسؤولة، كما وثَّقت لجنة التَّحقيق الدولية المستقلة الخاصة بسوريا مسؤولية النظام عن هجوم دوما.

وفي حين قالت المنظمات الدولية أن النظام استخدم غاز الكلور في هجومه على دوما، إلا أن منظمات طبية محلية وبناء على الأعراض التي ظهرت على الضحايا مثل خروج زبد من الفم وحروق قرنية، رجّحت استخدام مادة كيمياوية أكثر قوة كالسارين.

 

 

وحدثت مجزرة دوما في إطار الحملة العسكرية التي شنتها روسيا وقوات النظام على الغوطة الشرقية منذ شباط/ 2018، نتج عنها سيطرة قوات النظام والميليشيات الإيرانية على معظم بلدات الغوطة الشرقية، وتهجير أهالي القطاع الأوسط وحرستا قسرياً إلى الشمال السوري، وجاءت المجزرة بعد يوم من فشل المفاوضات بين روسيا وجيش الإسلام، ما دفع الأخير بعد المجزرة بالقبول باتفاق التهجير القسري.

وبحسب قاعدة بيانات الشبكة السورية لحقوق الإنسان الخاصة بتوثيق الهجمات الكيمياوية في سوريا فقد جاء هجوما دوما الأخيران بعد 214 هجوماً كيمياوياً نفَّذتها قوات النظام على امتداد الأرض السورية وفي مختلف محافظاتها، وقد بلغت الهجمات الكيمياوية الموثَّقة في قاعدة بيانات الشبكة السورية لحقوق الإنسان قرابة 221 هجوماً كيمياوياً منذ 23/ كانون الأول/ 2012 وهو تاريخ أول استخدام موثَّق لدينا للسلاح الكيمياوي في سوريا حتى 7/ نيسان/ 2019، يتوزَّعون بحسب الجهة الفاعلة على النحو التالي:

  • قوات النظام : 216 هجوماً كيمياوياً، معظمها في محافظتي ريف دمشق وإدلب.
  • تنظيم داعش: 5 هجمات جميعها في محافظة حلب.

تسبَّبت تلك الهجمات في مقتل ما لا يقل عن 1461 شخصاً، مسجلون في قوائمنا بالاسم والتفاصيل، جميع الضحايا قضوا في هجمات نفَّذها نظام الأسد يتوزعون إلى:

  • 1397 مدنياً، بينهم 185 طفلاً، و252 سيدة (أنثى بالغة).
  • 57 من مقاتلي المعارضة المسلحة.
  • 7 أسرى من قوات النظام كانوا في أحد سجون المعارضة.

وإصابة ما لا يقل عن 9885 شخصاً يتوزعون إلى:

  • 9753 أُصيبوا إثرَ هجمات شنَّها النظام.
  • 132 أُصيبوا إثرَ هجمات شنَّها تنظيم داعش

ورغم أن الشبكة لم تُسجِّل أيَّ هجوم كيمياوي عقبَ هجومي دوما الكيمياويين في 7/ نيسان/ 2018 إلا أنها توثق استمرار ارتكاب النظام انتهاكات تُشكِّل جرائم حرب، وجرائم ضدَّ الإنسانية عبر استخدام الذخائر المرتجلة، والعنقودية، والتَّعذيب حتى الموت داخل مراكز الاحتجاز.