icon
التغطية الحية

ضحايا أو أحياء.. النظام يفصح عن مصير المعتقلين لإنهاء ملفهم

2018.07.26 | 16:38 دمشق

قوات النظام تقتحم سجن حماة المركزي، أيار 2016 (ناشطون)
تلفزيون سوريا - حسام الجبلاوي
+A
حجم الخط
-A

ضحايا أو أحياء.. النظام يفصح عن مصير المعتقلين"ابني استشهد يا ولادي زفوه عنكم بالصفحة وخلو كل جبلة تشوفو الله يرضى عليه ". بعد سبع سنوات من الاعتقال والغياب القسري لم تجد والدة أحد معتقلي مدينة جبلة الساحلية سوى صفحة على مواقع التواصل الاجتماعي تعنى بأخبار شهداء مدينتها لتعلن للعالم نبأ استشهاد ابنها في معتقلات النظام بعد استدعائها إلى دائرة الأحوال المدنية وتوقيعها على ورقة وفاة ابنها.

مصير آلاف المعتقلين في مدينة جبلة وغيرها بدأ يتضح مع وصول دفعات كبيرة من أسماء المختفين قسريا، وإعلان وفاتهم من قبل نظام الأسد.
 

العزاء ممنوع

خلال أقل من أسبوعين قال مسؤول "لجان التنسيق المحلية" في مدينة جبلة أبو يوسف الجبلاوي إنّ" أكثر من 11 أسرة من ذوي المفقودين معظمهم معتقل من العام 2011 أو2012 استدعوا إلى النفوس العامة، وأبلغوا وفاة أبنائهم لأسباب صحية".

وأضاف الناشط أنّ واحدة من أمهات المعتقلين وصل خبر استشهاد ابنها وهي مازالت معتقلة في السجن مع ابنتها.

وأوضح الجبلاوي أنّ النظام منع أهالي المعتقلين من إقامة أي مراسم عزاء أو إعلان لوفاة ذويهم، مرجحاً في الوقت ذاته أن يكون العدد أكبر مما ذكر "نظراً لخشية البعض من الحديث بسبب القبضة الأمنية الكبيرة في المدينة الواقعة تحت سيطرة النظام".

وبحسب أحد نشطاء المدينة فإن دائرة السجل المدني تشهد خلال الأيام الأخيرة اكتظاظاُ كبيراُ بالمراجعين الذين يتوجهون لمعرفة مصير ذويهم، حيث ما يزال مصير عدد كبير من معتقلي المدينة مجهولاً حتى الساعة.
 

تبليغ عن الأحياء

وأضاف الناشط أنّ النظام فتح المجال للأهالي بالسؤال عن مصير أبنائهم في مبنى "النفوس"، وإن كان المعتقل مازال على قيد الحياة يستلم أقرباؤه ورقة بيان عائلي، أما المعتقل الذي قضى في سجون النظام يسلم أهله ورقة وفاة فقط دون الإفصاح عن مكان وأسباب وفاته.

ووفق مسؤول "لجان التنسيق المحلية" في مدينة جبلة ارتفع عدد الضحايا من أبناء المدينة الذين قضوا تحت التعذيب في سجون النظام خلال السنوات السابقة إلى 51، بينما ما يزال قرابة 40 معتقلاً مجهولي المصير حتى اليوم.

مدينة اللاذقية هي الأخرى شهدت وصول أسماء 7 شبان جدد خلال الشهر الحالي قضوا تحت التعذيب وفق ما نقل عن ناشطي المدينة.

 

قوائم القتلى وصلت إلى العديد من المحافظات الأخرى أيضاً، حيث أصدرت "هيئة القانونيين السوريين" التي يرأسها القاضي خالد شهاب الدين، بياناً في 11 تموز الحالي، قالت فيه إنها "وثّقت وصول 90 اسماً لمعتقلين من محافظة حماة"، وقالت "دائرة النفوس" إنهم توفوا في ظروف مرضية مختلفة مثل "السكتة القلبية أو أمراض الربو"، وفي تواريخ مختلفة، دون تبيان مكان الوفاة وسببها الحقيقي.
 

ضحايا من الفلسطينيين

بالإضافة إلى ذلك وثقت مجموعة "العمل من أجل فلسطينيي سوريا" مطلع يوليو/ تموز الحالي مقتل 12 فلسطينيًا من مخيم العائدين بمدينة حمص، تحت التعذيب في سجون النظام.

وقالت المجموعة في بيانٍ لها عبر معرفاتها الرسمية: "إن حصيلة ضحايا الفلسطينيين داخل سجون قوات الأسد ارتفعت إلى 520 قتيل، فيما لا يزال مصير 16890 معتقل مجهولاً".

ومؤخرا كشف تقرير صادر عن الشبكة السورية لحقوق الانسان في 18 يونيو/ تموز الجاري أنّ العديد من الأسر السورية صدمت لدى معرفتها مصادفة بتوفية أولادهم وأقربائهم المختفين قسريا في دوائر السجل المدني أثناء إجرائهم معاملات ترتبط بهم.

وبلغ عدد الحالات التي وثقتها الشبكة بحسب التقرير منذ أيار 2018 حتى تاريخ اعداده 161 حالة، 94 منها في محافظة ريف دمشق، و32 في محافظة حماه، و17 في محافظة اللاذقية، و8 في محافظة دمشق، و6 في محافظة حمص، و4 في محافظة الحسكة.

في المقابل أطلق نظام الأسد سراح عدد من المعتقلين السابقين خلال الأسابيع الأخيرة بعضهم مضى على فترة سجنه 6 أعوام.

ووفق مصدر إعلامي في مدينة حماه أفرج النظام خلال الشهر الماضي في حماه عن قرابة 17 معتقلاً بعضهم نساء ومعظمهم مضى على فترة سجنه سنوات طويلة.

كما أكدّ الناشط الإعلامي في مدينة كفرنبل بلال بيوش أنّ: "معتقلين من طلاب جامعة حلب جرى اعتقالهم قبل خمس سنوات أثناء المظاهرات أفرج عنهم قبل أسبوع".
 

إغلاق الملف

هذه التطورات الأخيرة بشأن المعتقلين تعكس على ما يبدو" ميلاً من قبل نظام الأسد لتصفية هذا الملف" كما يرى رئيس "تجمع المحامين السوريين" في تركيا المحامي غزوان قرنفل.

ويعزو قرنفل الأمر إلى: "محاولة الأسد تجنب الضغوط قبل الدخول في أي مسار سياسي حقيقي قد يجد نفسه مضطراً له".

في السياق ذاته حذّر القائد العسكري لـ "جيش العزة" مصطفى معراتي من "تصاعد وتيرة تصفية المعتقلين في سجون النظام خاصة مع تبدّل الوضع على الأرض، وعدم وجود ضغوط حقيقية على الأسد للإفراج عنهم".

ورأى النقيب المنشق عن قوات النظام أنّ:" ارتفاع نسبة قتلى التعذيب في السجون واعتراف أجهزة النظام بتصفيتهم يؤكد أن دول العالم منحت الأسد سلطة إمساك الأمور بقبضة أمنية أشد من السابق، بعكس ما يروج في الأروقة السياسة عن مصالحات وطنية وإصلاحات".

وكانت الشبكة السورية لحقوق الانسان نوّهت في تقرير سابق صدر عنها بداية الشهر الحالي إلى ارتفاع غير مسبوق في عدد ضحايا التعذيب على يد قوات النظام خلال شهر حزيران الماضي حيث بلغت الحصيلة 84 معتقلاً من أصل 133 قتلوا على يدها منذ بداية العام الحالي.

وبحسب التقرير ذاته فإن قرابة 81652 مواطناً سورياً مختفٍ قسرياً لدى نظام الأسد وحده منذ آذار 2011 حتى حزيران 2018، في حين أنّ عدد الضحايا الذين قتلوا بسبب التعذيب في سجون النظام بلغ قرابة 13066 في المدة ذاتها.

كلمات مفتاحية