icon
التغطية الحية

صدام روسي أمريكي بشأن الرقة..ورائحة الموت تنشر الأوبئة

2018.04.18 | 13:04 دمشق

آلية تزيل الأنقاض في أحد أحياء مدينة الرقة(تلفزيون سوريا-أرشيف)
تلفزيون سوريا-وكالات
+A
حجم الخط
-A

اتهامات جديدة تتبادلها الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا في مجلس الأمن الدولي، والقضية هي الوضع الإنساني في مدينة الرقة شمالي سوريا التي تخضع لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية المدعومة أمريكيا.

مندوب روسيا  لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبيزيا، اتهم قوات التحالف الدولي لمحاربة "تنظيم الدولة" بقيادة الولايات المتحدة بالاستيلاء على الرقة منذ طرد "التنظيم" منها  منتصف تشرين الأول من العام الماضي.

وجاء ذلك خلال جلسة طارئة لمجلس الأمن دعت إليها روسيا لمناقشة الأوضاع الإنسانية في الرقة محذرة فيها من خطورة "الوضع الإنساني الكارثي" في المدينة.

واعتبر فاسيلي أن إصلاح الخراب الذي حدث في سوريا هو من مسؤولية واشنطن وحلفائها، محذرا في الوقت نفسه من أن مسار مفاوضات جنيف بشأن سوريا قد تراجع للوراء بفعل السياسات الغربية.

وردت المندوبة الأمريكية في مجلس الأمن نيكي هايلي بالقول إن "روسيا تسعى من عقد هذه الجلسة إلى تشتيت انتباه العالم عن الفظائع التي يرتكبها النظام السوري ضد شعبه، ونحن لا نريد أن نتحدث هنا عن الإنجازات التي قامت بها قوات التحالف الدولي في سوريا".

وأضافت هايلي أن أعضاء التحالف الدولي البالغ عددهم 75،  هم من طردوا "تنظيم الدولة" من العراق وسوريا، في حين يركز النظام وحلفاؤه على "المعارضة التي لم تكن أبدا جزءا من التنظيم".

وتابعت "لقد احترم التحالف، القانون الدولي، وقوانين الحرب في الرقة، وقمنا بإجلاء المدنيين من جميع الأحياء التي كانت خاضعة لتنظيم داعش، ومستعدون لتسيير القوافل الإنسانية للمدينة بأي وقت".

إلا أن تقارير حقوقية وثقت مقتل 2715 مدنيا في سوريا منذ 23 من أيلول 2014 و حتى شباط 2018 جراء غارت التحالف الدولي بحسب الشبكة السورية لحقوق الإنسان، واستهدفت أولى الضربات الجوية مواقع التنظيم في مطار الطبقة العسكري واللواء 93 في محافظة الرقة.

 

أمراض وأوبئة

بعيدا عن المشادات الكلامية بين واشنطن وموسكو، يبدو واقع مدينة الرقة السورية  أكثر مأساوية عما يناقشه المجتمعون في مجلس الأمن، فرائحة الموت ماتزال تنبعث من تحت أنقاض المباني والمنازل التي دمرت خلال العملية العسكرية للتحالف و"قسد" على تنظيم الدولة.

ويقول ياسر الخميس قائد فريق الاستجابة الأولية التابع لمجلس الرقة المدني لرويترز "حالياً ناقوس الخطر بدأ يدق في هذه المحافظة، الأمراض والأوبئة بدأت بالانتشار. نحنا نطالب بدعم كبير. هذا الدعم أهم شي الآلات الهندسية، بدنا إياها ضرورة جدا من أجل متابعة سير عملنا، وسنواصل هذا الدعم والشغل رغم الصعوبات".

ويضيف "وصل عدد الجثث اللي مرفوعة لحد الآن فوق الخمسمئة جثة، وسبع وثلاثين حالة إسعاف وأكثر من ثلاثين حالة إطفاء وحالات استجابة كبيرة، وعندنا حالياً أكثر من ١١٤ طلب من شان حفر وتنقيب عن الجثث".

لكن معظم الجثث تبقى مجهولة وتُدفن في مقبرة خاصة قرب المدينة، وأثناء زيارة في الآونة الأخيرة للمدينة قدر يعقوب كيرن، المدير القُطري لبرنامج الأغذية العالمي وممثله في سوريا، أن "ثلثي" الرقة دُمر في القتال.

وقال مارك لوكوك منسق الأمم المتحدة للإغاثة الطارئة حول الوضع في سوريا، إن 100 ألف شخص عادوا إلى مدينة الرقة، رغم عدم ملائمتها لعودة النازحين إليها، بسبب انتشار العبوات غير المنفجرة والمتفجرات بدائية الصنع  والدمار الواسع للبنية الأساسية إضافة لعدم توفر الخدمات الأساسية.

وأضاف" كل أسبوع، تقع أكثر من 50 ضحية بسبب مخلفات الحرب."وذكر لوكوك أن ما يتراوح بين 70 و80 في المئة من المباني داخل مدينة الرقة قد دمرت أو هدمت.