icon
التغطية الحية

شواهد مجزرة تدمر ماتزال قائمة.. داعش لم يفجر السجن

2019.06.29 | 14:32 دمشق

tdmr.jpg
+A
حجم الخط
-A

مضى نحو أربعين عاماً على مجزرة سجن تدمر التي قُتل فيها نحو ألف سجين على يد نظام الأسد الأب، انتقاماً من محاولة اغتيال فاشلة استهدفت رأس النظام يومها حافظ الأسد.

السجن الذي كانت جدرانه شاهداً على المجزرة ظل لغزاً تحيط به روايات رعب نقلها السجناء والسجانون في بعض الأحيان، إلى أن سيطر تنظيم الدولة (داعش) على المدنية صيف عام 2015 ونشر فيديوهات وصور عن المكان مبهم المعالم.

ادعى التنظيم في ذلك الوقت -أي قبل أربعة أعوام- تدمير السجن الأسطورة، ونشر صور لحظة تفجيره، ما أثار جدلاً بين السوريين حينذاك، واحتجّ بعضهم على طمس معالم جريمة امتدت لعقود، بينما فرح آخرون بالخلاص من السجن سيئ الصيت.

لم يدمر تنظيم الدولة سجن تدمر، في الحقيقة، وما يزال المبنى قائماً حتى الآن، بحسب صور أقمار صناعية، وشهادة شخصَيْن، أحدهما كان نزيل السجن لأعوام، والثاني ناشط صحفي من أبناء المدنية.

وتشير الحقائق التي توصّل لها "تلفزيون سوريا" إلى أن المبنى الذي دمره التنظيم هو سريّة تأديب تابعة للشرطة العسكرية، قريبة من السجن الكبير الذي استُخدم لاحتجاز وإعدام السجناء السياسيين.

 

222222222222222222222-06-29_18-07-40_0_0.jpg

 

وتُظهر صور أقمار صناعية حديثة نشرها "غوغل إيرث" الدمار الذي لحق بسريّة التأديب العسكرية، بينما بقي السجن قائماً مع دمار بسيط بمهاجع الحرس والأسوار.

 

       صور قمر صناعي لسرية التأديب بعد تدميرها، تاريخاها، أواخر 2018 (Google)

 

 

مطابقة صور سرية التأديب مع لقطات من الفيديو الذي بثه تنظيم الدولة (تلفزيون سوريا)

 

      صور قمر صناعي لسجن تدمر تظهر دمار بسيط بالبناء، تاريخاها، أواخر 2018 (Google)

 

ويؤكد هذا الطرح، الناشط الصحفي من مدينة تدمر، محمد حسن العايد، الذي قال لـ "تلفزيون سوريا": "إن التنظيم أوهمَ العالم بتفجير السجن غيرَ أن ما تم تدميره هو السريّة، التي استُخدمت كسجن للعسكر الفارين من الخدمة وجرائم أخرى وليس لسياسيين".

"محمد برو" مدير مركز صدى لاستطلاع الرأي والأبحاث، واعتقل في السجن لـ 13 عاما، وأفرج عنه النظام في العام 1993، قال إنه يتذكر تفاصيل السجن جيدا، وأن ما بث صوره التنظيم لم يكن مكان اعتقاله.

وأضاف "برو" لتلفزيون سوريا: أن صور التنظيم أظهرت أبواباً مكتوب عليها "فرار داخلي" و "أجرام مختلفة"، وهذا ما لم يشاهده في سجن تدمر الذي كان مخصّصاً لمعتقلي الرأي، وكُتب على أبواب مهاجعه أرقم فقط.

 

 

وأشار الباحث "برو" إلى أن غرف السجن الذي دمره تنظيم الدولة، ظهر فيها وفقَ الصور المنشورة، أثاثاً وأدوات لا تشبه ملامح معتقل تدمر السياسي، الذي خلا من أي أداة باستثناء البطانيات.

 

يوجد في تدمر معتقلان، الأول السجن العسكري والثاني سجن الهجانة (سريّة التأديب) القريب منه نسبياً، والذي تم نقل معتقلي الأول إليها بعد أحداث 1980، بهدف تفريغ (العسكري).

أصبح "سجن الهجانة" بعد 1980 سجناً للمجرمين العسكريين (فرار، قتل، اعتداء. سرقه وما شابه)، وخُصّص، سجن تدمر العسكري للمعتقلين السياسيين في أحداث الثمانين وما تلاها. وفق "برو".

ولفت الباحث السوري إلى أن سجن تدمر غصّ في بداية الثورة السورية بأكثر من عشرة آلاف معتقل، من المستحيل نقلهم قبل ساعات أو حتى أيام من دخول التنظيم إلى تدمر. وتساءل عن مصيرهم وإمكانية التنسيق بين النظام والتنظيم في السيطرة على تدمر؟.