icon
التغطية الحية

شهادات تكشف تفاصيل الهجوم الكيميائي على دوما

2018.05.11 | 12:05 دمشق

مدني وعنصر من قوات النظام في أحد شوارع مدينة دوما،20 من نيسان(رويتزر)
تلفزيون سوريا
+A
حجم الخط
-A

قالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان في تقرير صدر اليوم، إن هجوم النظام الكيماوي على مدينة دوما تم باستخدام طائرة مروحية ألقت براميل متفجرة مُحملة بغازات سامة، وقُدرت المسافة بين موقعي الهجومين بـ 300م.

وأضافت"الشبكة" إن الهجوم الأول وقع تقريباً ما بين الساعة الثالثة والرابعة عصراً قربَ مبنى فرن سعدة؛ ما تسبب في إصابة ما لا يقل عن 15 شخصاً بأعراض ضيق في التَّنفس.

 فيما وقع الهجوم الثاني نحو السَّاعة الثامنة مساء وألقت مروحية برميلين متفجرين محملين بغاز سام، على بناءين سكنيَين بالقرب من ساحة الشهداء في منطقة النُّعمان، أحد البرميلين سقط على سطح البناء والآخر اخترق سقف بناء آخر.

وسجَّل فريق الشبكة السورية لحقوق الإنسان مقتل 41 مدنياً خنقاً بينهم 12 طفلاً، و15 سيدة (أنثى بالغة)؛ إثرَ الهجوم الثاني، إضافة إلى إصابة قرابة 550 شخصاً.

 وأكدت منظمة الصحة العالمية أنَّها تمكَّنت عبر عدة تقارير قُدِّمت إليها من رصد أعراض لقرابة 500 شخص عانوا من تهيُّج في الأغشية المخاطية واضطرابات في الجهاز العصبي، وهي أعراض تتَّفق مع التَّعرض لمواد كيميائية.

 

العبث بمسرح الجريمة

دخلت قوات الشرطة العسكرية الروسية مدينة دوما صباح التاسع من شهر نيسان، وتوجَّه عناصرها إلى موقع الهجوم الثاني، وعوضاً عن تطويق موقع الحادث ومنع الاقتراب منه، قاموا باقتحام موقع الهجوم والتلاعب بالمحتويات وأخذ عينات منه، وأشار التقرير إلى أن القوات الروسية منحازة بشكل كامل إلى النظام في سوريا.

ونقل التقرير شهادة تيم السيوفي وهو ناشط إعلامي محلي أُصيب في هجوم دوما وخرجَ ضمن قوافل المهجرين في اليوم التالي للهجوم، حيث قال "لم يكن بإمكاننا البقاء في دوما أكثر فبعد الهجوم الكيميائي تمَّ تهديد أهالي المنطقة وفصيل جيش الإسلام بشكل واضح، لقد علمت من أحد عناصر فصيل جيش الإسلام أنَّ أحد أعضاء لجنة التَّفاوض التابعة للنظام السوري قال إنَّ البرميل الذي سقطَ عليكم بمثابة رسالة لكم وإنه سيتم إبادة المدينة في حال تعرقل المفاوضات مجدداً".

 

شهادات حيّة

قال "أحمد الإسلام" وهو متطوع لدى منظمة الدفاع المدني في عملية إسعاف المصابين للشبكة السورية "كانت الساعة تقترب من الثامنة والنصف مساءً عندما كنت في سيارة إسعاف نعمل على تمشيط المواقع التي تعرَّضت للقصف، كان الطيران المروحي في الأجواء، وراجمات الصواريخ تستهدف معظم مناطق المدينة، عندما اقتربنا من وسط المدينة لاحظت وجود رائحة قوية لم أستطع تمييز ماهيتها فطلبت من سائق السيارة إغلاق النوافذ، ثم تقدمنا باتجاه ساحة الشهداء، شاهدت هناك أناساً يركضون بهلع، كانوا يصرخون (كيماوي...)، أمام أحد الملاجئ شاهدت ثلاث جثث ممدَّدة على الأرض، لم يكن على أجسادهم آثار دماء"

من جهته رصد أحد عمال الإشارة المركزية قرابة السَّاعة الثامنة والنصف مساء مروحية للنظام تحمل الرمز"ديكا 427" أقلعت من مطار الضمير العسكري، وقال إنه سمع صوت الطيار وهو يشير إلى وجود حمولة خاصة في الطائرة، ثم حصل القصف على مدينة دوما بعد نصف ساعة من إقلاعها. 

 

تأخير عمل البعثة

ووصلت بعثة منظمة حظر الأسلحة الكيميائية إلى دمشق يوم السبت في 14 من نيسان، إلا أنها لم تُباشر عملها في دوما إلَّا بعد مرور 7 أيام من وصولها، أي بعد مرور قرابة أسبوعين على وقوع الهجوم.

 وأوضح التقرير أن عرقلة عمل البعثة من قبل النظام وروسيا كانت مُتعمَّدة بهدف تغيير مسرح الجريمة وتهديد أكبر عدد ممكن من الشهود والأطباء، وكان مدير المنظمة قد أعلن في 18من نيسان تجميد عمل البعثة مُطالباً بوصول فريق المحققين إلى مدينة دوما في غوطة دمشق الشرقية دون عقبات.