شاعر الأمم المتحدة "المبدع الفسيفسائي" بشار الجعفري

2018.11.23 | 00:11 دمشق

+A
حجم الخط
-A

يبدو أن المسرح والفن والعقول المخيالية، ليسوا حكراً على المنتمين لهذا الحقل الإبداعي، فالسياسيون مثلاً، باستطاعتهم أن يكونوا ممثلين، أو شعراء، أو حتى فلاسفة؛ والبعض منهم يُبدع ويذهب نحو شططٍ خيالي أكبر من قامته، أو ترى سياسيين هناك وراء المنابر، وفي المؤتمرات والقنوات الإخبارية، ينجحون بنثر جمل سريعة ومفردات إبداعية أو حتى نوادر مضحكة، يتسلى من خلالها المتلقي العربي ويملأ فراغه عوضاً عن مشاهدة القتل والخراب الذي يمشي كمعلاق أسطوري في الأوطان العربية.

أما عن المبدع الفسيْفسائي" بشار الجعفري"، الأصفهاني (جذوراً) الذي يتبختر كديكٍ مغرور في أروقة الأمم المتحدة، ويجلس وراء "نظّارات صغيرة" بأنفٍ مدبّب، وسحنة شبيهة بـ دي مستورا" تحملُ من اللؤم ما يكفي لتوزيعه على قارة بأسرها، لا ينفك عن فردِ بضاعته الأصفهانية، ضمن كل جلسة أو خطاب أو لقاء تلفزيوني أو مؤتمر صحفي يخصّ سوريا، ليبدع بحياكة (السجّاد السياسي)،ممهّداً الطريق لكلماته الطنّانة كي تمشي

يمتلك هذا الشخص مخزوناً تاريخياً من _ الإنكار_ مثل زميلته المترهلة "بثينة شعبان"، ومؤيدي الطاغية؛ فهو لا يعترف بتاتاً بقتل الأطفال والنساء، والموت تحت التعذيب في سجون وأقبية الطاغية، وتدمير المدن السورية من قبل أسياده في النظام السوري، والإيرانيين والروس

بطريقة منتظمة نحو الحضور والمشاهدين، ويرينا براعته في نسج الكلمات المنمّقة، وتمكّنه من مجّ الأمثال التاريخية، والحكم والأقوال المأثورة، والدرر الجعفرية.

أحياناً ترى هذا الأهطل يردّ على الصحفيين أو المندوبين الآخرين في الأمم المتحدة بوقاحة لا نظير لها، لتشعر أنه محقون بالسموم والحقد الطبقي والطائفي؛ كيف ولا، وهو من خريجي مدرسة (آل الأسد)، هذه المدرسة التي تمخّضت أجيالاً من القتلة واللصوص والمتغطرسين، وأفراس النهر، على غرار "برميل المقاومة والممانعة" وليد المعلم؛ و(الأنكى) من ذلك، يمتلك هذا الشخص مخزوناً تاريخياً من _ الإنكار_ مثل زميلته المترهلة "بثينة شعبان"، ومؤيدي الطاغية؛ فهو لا يعترف بتاتاً بقتل الأطفال والنساء، والموت تحت التعذيب في سجون وأقبية الطاغية، وتدمير المدن السورية من قبل أسياده في النظام السوري، والإيرانيين والروس؛ بل إنه يلقي التهم جزافاً، ويلصق هذه الجرائم والمجازر بالمعارضة العسكرية، الذي ينعتها دائماً بـ" الإرهابيين"، مزوّراً كل الحقائق كما يرغب، مستمدّاً هذه الثقة من صمت العالم على الجرائم الشنيعة التي ارتكبها القتلة الطائفيون  بحق السوريين؛ طبعاً، هو يعرف أن تلك المقتلة في سوريا عرابوها كثر، وهنالك دول عديدة تدّعي (نصرة الشعب السوري والثورة) ترخي له ولأمثاله الحبل، ليأتي اليوم المناسب والوقت الحاسم، كي يجرّوا الجميع (الكبار) إلى طاولة المساومات، مقابل منحهم صكّ براءة، وضمان عدم المحاسبة والملاحقة القانونية..   

 وصل الأمر بهذا المعتوه إلى النيل من المقدّس (القرآن الكريم)، حينما سئلَ حول المفاوضات عقب مؤتمر صحفي في جنيف بتاريخ 1/1/2015، خاتماً كلامه بألا مفاوضات هناك، بل محادثات، ليقول بعدها (احفظوها هيْ، هذه الفاتحة في القرآن تبعنا).. ليرد عليه مهرجٌ آخر من الصحافيين: "صدق الله العظيم"، فيكررها الجعفري بسخرية، ويمضي كي يحتسي "شاي المقاومة" مع بان كي مون القَلِق.

طبعاً ليس غريباً على هذا الأرعن، (الفارسي) أن يتفوّه بمثل هذه العبارات المُهينة للقرآن، فهو وأسياده فتحوا متاجر تبيع القواميس السوقيّة، ففي أقبية النظام وسجونه، يتلقّى المُعتقل كافة أصناف التعذيب مع الشتائم التي تنال من عِرضه، إضافة إلى شتم الذات الإلهية بعبارات مُركّبة، وكأنهم يجلسون قبيل حفلات التعذيب وبين أيديهم أوراق وأقلام، مكتشفين ألفاظاً قبيحة، وبحسب "سماكة " عقل العنصر أو الجلاد، أو الضابط، وحقدهم، تأتي هذه الشتائم القذرة. 

الجعفري ليس الوحيد في مضمار هذه السباقات الرخيصة، فهنالك ثلة من الإعلاميين والوزراء والمسؤولين العسكريين أو الأمنيين، لديهم تاريخ حافل من الانحطاط والتبعية المُطلقة لمدرسة "آل الأسد" ولعباءات الظلام في طهران..  عدا عن العقول المحشوة بالتبن أو الأحذية، من مؤيدي "بشار الأسد"، الذين يتراقصون ويدبكون كلما قصفت إسرائيل مكاناً ما في سوريا!

 فعلاً، ظللّنا نسمع عن (عقول أحذية)، حتى أُثبتت هذه الظاهرة من خلال (أبناء الشعب السوري المقاومين)، ابتداءً بالمنتفعين وتجّار الأزمات عرباً وسوريين، ووصولاً إلى الذي يؤيّد الطاغية فقط لأنه لا يستطيع خلع جلد العبودية، وتروق له فكرة الرضوخ، و(الطوبزة)؛ وهنالك أيضاً نماذج تستدعي الضحك، هؤلاء الذين يتكالبون ويستميتون بالدفاع عن "محور المقاومة" وشخص الطاغية الوريث، لمجرد أنهم ينتمون لطائفته!

حتماً لن ننسى أولئك (الفنانين والأدباء والشعراء) الذين يمتدحون القاتل في كل إطلالةٍ لهم عبر التلفاز أو عن طريق أية

أيّ انحطاطٍ فكري وثقافي وصلنا إليه؟ هل خلت سوريا من مبدعيها وشعرائها وأدبائها، كي يمثّل هذا الإبداع هؤلاء الأقزام والوصوليون!

وسيلة إعلامية؛ هؤلاء، حدّث ولا حرج، منهم من يصف نفسه بــ" بوط الوطن"، ومنهم من يُقبّل البسطار العسكري ويضعه على رأسه كي يزداد شرفاً، ومنهم من ينظم القصائد وينهل من شيطان الشعر ليتقيّأ إبداعاته في وجوه الجماهير.. ناهيك عن الراقصات وصاحبات بيوت الدعارة الوطنية في دولة الأسد!

أيّ انحطاطٍ فكري وثقافي وصلنا إليه؟ هل خلت سوريا من مبدعيها وشعرائها وأدبائها، كي يمثّل هذا الإبداع هؤلاء الأقزام والوصوليون!

في الجانب الآخر من هذه المسوخ البشرية، كل فنان حقيقي ومبدع، شاعراً كان أم روائياً أو مسرحياً، غادر البلاد مرغماً، واستطاع النجاة من قبضة السفّاح وأزلامه، لتتلقفه المنافي في الدول الأوروبية أو دول المجاورة لسورية؛ هؤلاء الحقيقيون هم النخبة الإبداعية، هم من وقفوا إلى جانب الشعب السوري في ثورته العظيمة، كونهم أبناء الحريّة مذ ولدوا، لينقلوا كلمة الشعب السوري الحرّ إلى العالم بفنونهم وكلامهم وآرائهم؛ على عكس الديك الفصيح بشار الجعفري وأمثاله الذين شوّهوا أنفسهم قبل أن يعتدوا على الفن والإبداع.

 

نهايةً.. سوف يحاسب الشعب السوري كل قاتل ومتخاذل اصطف إلى جانب الطاغية وأسياده؛ أما "أبو شهرزاد" الجعفري، أعتقد أن الصوت الذي يصدره تبوّل طفلٌ سوري على صورة الطاغية الأب والابن، هو لعمري أكثر إبداعاً من كل خطاباته الثقافية وأمثاله ومداخلاته الشعرية.