icon
التغطية الحية

رغم قلة المدارس.. انخفاض عدد المتسربين جنوب حلب

2018.09.17 | 17:09 دمشق

أطفال قرب إحدى المدارس المدمرة في قرية تل حديا جنوب حلب (تلفزيون سوريا)
منصور حسين - تلفزيون سوريا
+A
حجم الخط
-A

العمل المستمر على تحسين الوضع التعليمي والسعي مِن أجل تغطية احتياجات التجمعات السكانية في ريف حلب الجنوبي والمراكز التربوية التي يوجد فيها نازحو المنطقة، كان له الأثر الايجابي الكبير في انخفاض نسبة الأطفال المتسربين عن مقاعد الدراسة، والتحاقهم بالمدارس.

 


عشرون ألف طالب وتلميذ يلتحقون بالمدارس

بعد إسبوعين على بدء الموسم الدراسي الجديد "2018 - 2019" مطلع شهر أيلول الجاري، سجلت المراكز التعليمية في منطقة "سمعان الشرقية" التي تسيطر عليها الفصائل العسكرية جنوب حلب، أعلى معدل في تعداد الأطفال الملتحقين بمقاعد الدراسة منذ سنوات.

وقال الأستاذ (نادر إسماعيل) مشرف المجمع التربوي في سمعان الشرقية، إن عدد الطلاب والتلاميذ الملتحقين بمقاعد الدراسة بلغ قرابة "22 ألف" طالب وتلميذ، موزعين على  62 مركزاً تعليمياً في الريف الجنوبي، و 12 مركزاً في مناطق ريف إدلب الشرقي التي تضم النازحين مِن جنوب حلب.

وأضاف "إسماعيل"، تعتبر النسبة الحالية من الملتحقين بمقاعد الدراسة وبعد أسبوعين فقط مِن بدء الموسم الدراسي الجديد، أعلى نسبة تسجلها العملية التعليمية في المنطقة، رغم عدم توفر المدارس في بعض القرى التي يحاولون إنشاء مراكز فيها، بعد أن كانت نسبة الملتحقين الموسم الماضي التي وصلت إلى 15 ألف طالب وتلميذ، هي الأعلى.

وأشار "إسماعيل"، إلى أن "ارتفاع نسبة الأطفال الملتحقين بمقاعد الدراسة كان نتيجة حركات النزوح مِن المناطق التي سيطر عليها النظام خلال حملاته العسكرية الأخيرة، واستقبال المنطقة مئات العائلات المهجّرة من مختلف المناطق السورية".

 


انخفاض كبير بأعداد المتسربين

بناء مراكز تعليمية في القرى التي تعتبر في موقع خطر نسبياً، نظراً لقربها مِن خطوط المواجهة مع قوات النظام، مثل "العيس، برنة، زيتان"، وتفعيل مراكز تعليمية جديدة في بعض المخيمات القريبة من طريق دمشق - حلب الدولي، منح الفرصة للكثير مِن الأطفال للعودة إلى مقاعد الدراسة.

وحسب المسؤولين في مديرية التربية التابعة لـ مجلس محافظة حلب (الحرة)، سجلت مراكز الإحصاء التابعة للمجالس التربوية في منطقة "سمعان الشرقية"، أقل نسبة في تعداد الأطفال المتسربين عن مقاعد الدراسة منذ عقود، إذ لم تتجاوز النسبة " 6 بالمئة" مِن الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين "6 سنوات و 15 سنة".

وأوضح الأستاذ (نادر إسماعيل) أن "هذه النسبة تعتبر كـ معدل وسطي لمجموع المتسربين، نظراً للطريقة التي تم العمل على الإحصاء مِن خلالها، حيث جرى تقسم المنطقة إلى سكان محليين وقاطني المنازل وسكان المخيمات، وذلك حتى يتم التمكّن مِن تحديد الأولويات مستقبلاً".

وعن عملية الإحصاء بالأرقام يقول الأستاذ "إسماعيل"، إنه "بالنسبة إلى إحصائيات قاطني المنازل السكنية داخل القرى والبلدات، لم تصل النسبة إلى 4 بالمئة، في حين بلغت نسبة الأطفال الذين هَجروا مقاعد الدراسة في المخيمات  8 إلى 10 بالمئة"، وذلك لأسباب مختلفة، منها غياب المراكز التعليمية في مخيماتهم، أو وجود عقبات وظروف عائلية اضطرتهم إلى ترك الدراسة.

 


المطلوب لـ إنهاء ظاهرة التسرب

افتتاح مدارس في المخيمات العشوائية التي تنعدم فيها المراكز التعليمية، وبناء معاهد جديدة في القرى والبلدات التي تعاني مِن التضخم السكاني، إضافة إلى تحسين الواقع التعليمي الذي يعاني من قلة المعلمين وضعف التجهيزات المدرسية، هي أهداف المجلس التربوي في ريف حلب الجنوبي للقضاء على ظاهرة التسرب.

"إلا أن هذه الخطة التي ستضمن توفير المراكز التعليمية لأكثر من خمسة آلاف طفل، وتوفير مدارس حقيقية بديلة عن الخيام في بعض المخيمات مثل "الكسبية، منطقة المداجن في بلدة الزربة والبوابية"، تحتاج إلى الدعم المادي مِن المؤسسات التربوية العاملة في المنطقة ومديرية التربية بريف حلب"، كما يقول الأستاذ "حسن راضي محمد" وهو موجه تربوي مسؤول في المجمع التربوي جنوب حلب.

ويضيف الأستاذ "محمد"، إن مخيمات "الكسيبة، البوابية، المهندسين ومنطقة النازحين في زمار" تحتاج إلى بناء مدارس حقيقية أو غرف مسبقة الصنع (كرفانات) عوضاً عن الخيام التي لم تصمد أمام عوامل المناخ خلال الموسم الماضي، متسببة بمرض الأطفال، ما دفع الأهالي للعدول عن فكرة إرسال أبنائهم للمدارس.

رغم حالة النقص التي تعيشها المؤسسات والمراكز التربوية في ريف حلب الجنوبي، إلا أنها تمكنت من تحقيق رقم يعتبر الأفضل منذ عقود طويلة بالنسبة للمنطقة، إضافة إلى أن هذا الرقم لم تصل إليه أي منطقة تشهد كثافة سكانية وانتشار للمخيمات في عموم المناطق السورية، الأمر الذي ينتظر أن يدفع الجهات المسؤولة والمانحة لزيادة المخصصات المالية الموجهة لتحسين البنية التحتية للعملية التعليمية لهذه المنطقة المصنّفة مِن قبل الأمم المتحدة عام ٢٠٠٦ كـ واحدة من أشد المناطق فقراً في العالم.