icon
التغطية الحية

دفء قاتل.. لعنة البراميل تلاحق السوريين في منازلهم

2019.02.10 | 17:58 دمشق

منزل مدمر جراء إنفجار برميل مازوت في بلدةى بسقلا بريف إدلب الجنوبي (فيسبوك)
إدلب - تلفزيون سوريا - منيرة حمزة
+A
حجم الخط
-A

نجا الطفل محمد الداني من براثن الحرب المشتعلة ومن شظايا البراميل المتفجرة، ولكنه لم ينجُ من انفجار برميل الوقود في منزله بمدنية كفر نبل بريف إدلب، بعدما احترق المنزل وأحرق معه محمد وأصاب إخوته وأمهم بجروح خطيرة.

محمد التحق بوالده معتز الداني، تاركاً وراءه أما مكلومة وأخوة مصابون بحروق وندوب قد لا تشفى مع الزمن فوفاة أخيهم أشد ألما من حروق أجسادهم الغضة.

 

الطفل محمد معتز الداني (5 أعوام)


هذه الحالة ليست الأولى في مناطق الشمال، بل تكررت في الأسبوع الماضي بعدة مناطق، سببها انفجار براميل المازوت ذو الجودة المنخفضة والصنع الرديء، فهو غير مكرر كما يجب ويحتوي على نسبة من البنزين والكاز سريعي الاشتعال، وأي خطأ باستخدام المازوت يؤدي فوراً لاشتعاله واحترق المكان، أحدثها وليس آخرها انهيار مبني فوق ساكنيه في بلدة بسقلا جنوب إدلب بعد انفجار برميل الوقود أيضاً.

 

 

وسائل بديلة أشد سوءاً

وفي كل عام تتكرّر المأساة ومشاهد البؤس في مخيمات اللاجئين، ويأتي الشتاء على الأهالي أشد وطأة من الذي مضى، و يتفاجئ العالم أجمع بحجم الكوارث، وكأنها أول مرة تحدث فالفيضانات والسيول الجارفة وإغراق المخيمات بالمياه والبرد والجوع أصبحت متلازمة مع كل شتاء يأتي ولكن الضحايا فقط في تجدد.

المضحك المبكي أن المحظوظ وميسور الحال هو الذي يستطيع أن يتدفأ على مادة المازوت، فعلى الرغم من رداءته ورائحته الكريهة وانخفاض جودته وارتفاع سعره يبقى أفضل من الموارد الأخرى البديلة لتدفئة، فالحطب إن وجد فهو غالي الثمن ما يدفع الأهالي إلى استبداله بمدافئ الغاز أو الكاز والتي تسببت بحالات اختناق او انفجار أيضاً.

أو يتم استخدام "الفحم والبيرين" وهو مواد مستخرجة من تفل الزيتون قابلة للاشتعال مخلفاً ورائه دخان كثيف محمل بالأمراض والروائح الضارة، وصولاً إلى استخدام بعض العائلات الفقيرة للمواد البلاستيكية والملابس القديمة والأحذية المهترئة في مدافئهم فيجلبون الدفء ويجلبون معه كل الأمراض والأوبئة والكوارث الصحية والبيئة المنبعثة من عوادم المحروقات مع كل نفس يدخل رئتيهم.

 

البيرين (جفت الزيتون)

 

"مافي باليد حيلة والبرد لايرحم"

زينب مصطفى أم أربعينية لخمسة أطفال لا معيل لهم سواها، مهجرة من ريف دمشق سكنت في إحدى القرى القريبة من مدينة إدلب، "أم خالد " كما تحب أن أناديها تجمع يومياً وأطفالها علب الكرتون الفارغة والعلب البلاستيكية وأواني النايلون وبعض المخلفات القابلة للاشتعال لتوقد مدفأتها بسبب ضيق حالتها المادية، لكن بالمقابل تعرض ابنها الصغير ذو الخمس سنوات لنوبة ربو حادة و التهاب قصبات وسعال قوي نتيجة استنشاقه الدائم الغازات السامة المنبعثة من احتراق المواد البلاستيكية وتقول لموقع تلفزيون سوريا "مافي باليد حيلة والبرد لايرحم".

 

إصابات متكررة بسبب التلوث

ويستقبل الطبيب "هشام الدالاتي" يومياً عشرات الحالات الربو بين الأطفال، خصوصاً الذين يعانون من حساسية في الصدر والتهاب في القصبات، حيث أكد لموقع تلفزيون سوريا أن السبب الرئيسي لهذه الحالات هو مصدر التدفئة والمواد المحترقة والغازات المنبعثة منهم.

يحدث كل هذا الشح في موارد الطاقة ومواد التدفئة سواءً في مناطق النظام أو مناطق المعارضة ، رغم أن الأسعار العالمية للمحروقات في انخفاض ملحوظ و النفط المدفون في باطن الأرض والآبار الموجودة في سوريا قادرة على تلبية احتياجات جميع المواطنين وبأضعافٍ مضاعفة، ولكن تلك هي سياسة النظام إرهاق الشعب بلقمة العيش وإذلاله للحصول على جزء يسير من حقوقه.

كلمات مفتاحية