icon
التغطية الحية

خطة إيرانية مُحكمة لنقل النفط إلى النظام تفشل في جبل طارق

2019.07.04 | 15:07 دمشق

ناقلة النفط جريس 1 قبالة جبل طارق (رويترز)
إسطنبول - ماهر الوكاع
+A
حجم الخط
-A

قالت حكومة جبل طارق فجر اليوم الخميس إن مشاة البحرية الملكية البريطانية ومسؤولي إنفاذ القانون احتجزوا ناقلة نفط عملاقة يشتبه أنها تحمل نفطا خاما إلى نظام الأسد.

وأشارت الحكومة في بيانها أن لديها أسبابا وجيهة تدعوها للاعتقاد بأن الناقلة جريس 1 (1Grace) تحمل شحنة من النفط الخام إلى مصفاة بانياس في سوريا.

وقال رئيس وزراء جبل طارق فابيان بيكاردو "تلك المصفاة مملوكة لكيان خاضع لعقوبات يفرضها الاتحاد الأوروبي على سوريا".

 

من أين أتت الناقلة؟ ومن يملكها؟

تشير شركة (TankerTrackers) والتي مقرها أميركا وتتبع شحنات النفط العالمية إلى أن الناقلة جريس 1Grace انطلقت من إيران في نيسان الماضي، وأبحرت حول القرن الأفريقي متجهة إلى سوريا، قبل بدء واشنطن تصفير صادرات النفط الإيرانية.

وترفع الناقلة علم بنما، وتعود ملكيتها لشركة روسية تدعى RUSSIAN TITAN SHIPPING LINES"" مقرها في دبي، وحملت أسماء عدة سابقا منها، OVERSEAS MERIDIAN، MERIDIAN LION، وتبلغ حمولتها 156880 طن.

الناقلة كانت قبل انطلاقها إلى إيران في ميناء خورفكان في الإمارات العربية مطلع آذار الماضي، وفق موقع Marinetraffic الذي يعتمد على بيانات الموقع التي توفرها الناقلة عن نفسها. (تقوم بعض السفن بإيقاف نظام التتبع للتمويه على مكانها).

ماذا تحمل؟

لم تُستخدم الناقلة من قبل لحمل النفط الخام، لكنها نقلت شحنات من زيت الوقود (FUEL OIL)، من العراق، ومن ميناء الفجيرة الإماراتي إلى سنغافورة في الربع الأول من العام الجاري.

تلفت شركة (TankerTrackers)  إلى أن الناقلة قد تكون محملة "بزيت الوقود" قبل أن توقفها سلطات جبل طارق، وهو مادة ثقيلة جدا تحتاج ناقلة اُستخدمت في نقل شحنات من نوع STS (من سفينة إلى أخرى).

وزيت الوقود هو أثقل مشتقّات النّفط، ويتم استخدامه لتدفئة المنازل، وكوقود للشاحنات والسّفن، وبعض أنواع السيارات، وتشغيل محطات توليد الكهرباء.

ويرجح أن النظام كان ينتظر هذه الشحنة، لحل مشكل أزمة وقود التدفئة قبل فصل الشتاء الذي شهد أزمات خانقة خلال الأعوام الماضية. فصحيفة "الوطن" المقربة من النظام نقلت أواخر حزيران الماضي، عن مسؤول في "شركة المحروقات العامة" أنهم سيوزعون وقود التدفئة هذا العام بدءا من شهر آب المقبل، خلافا للأعوام الماضية.

استخدمت إيران هذ النوع من الوقود وليس النفط الخام، لمواجهة أزمة التدفئة عند النظام، ولتهريب الشحنة كذلك، فزيت الوقود منتج مكرر ويمكن تمويه مصدره، دون ذكر إيران، وفق (TankerTrackers).

لماذا جريس 1؟

ميناء بانياس النفطي يبلغ عمقه نحو 19 متراً وهو غير مجهز لاستقبال ناقلات نفط تحمل شحنة ثقيلة من زيت الوقود، والتي تحتاج إلى عمق أكثر من 22.5 متر، لذلك استأجرت إيران من شركة روسية سفينة قادرة على نقل شحنات من نوع STS، وهو ما سيمكنها أيضاً من إفراغ الحمولة بعيدا عن الساحل السوري، لتجنب العقوبات.

سلكت الناقلة مسار رأس الرجاء الصالح الطويل لنقل حمولتها، ولم تمر بقناة السويس، لأنها تحتاج إلى مياه عميقة (أكثر من 20 مترا)، ولا تستطيع عبور القناة إلا بعد تفريغ جزء من حمولتها عن طريق خط انابيب سوميد SUMED)) الذي يمتد من خليج السويس في البحر الأحمر إلى الإسكندرية على البحر المتوسط، وتمتلك هذا الخط الشركة العربية لأنابيب البترول، التي تساهم فيها مصر والإمارات والكويت والسعودية، وهذا ليس خياراً جيدا لناقلة تحمل شحنة إيرانية.

 

 

رغم عملية الالتفاف الطويلة وقعت الناقلة بيد قوات بريطانية، بحسب هيئة الإذاعة البريطانية (BBC) التي نقلت عن مصدر من وزارة الدفاع إن السيطرة على الناقلة، تم بمساعدة حوالي 20 من عناصر مشاة البحرية، و42 عنصر كوماندوز، تم نقلهم من المملكة المتحدة إلى جبل طارق في وقت سابق.

رسائل غربية

تأتي هذه التطورات بعد نحو أسبوعين من هجوم غامض استهدف مرابط النفط في ميناء بانياس، التي كانت تستخدم لإفراغ الشحنات الإيرانية قبالة الساحل السوري.

وأتهم مسؤولو النظام "دولة أجنبية" بتنفيذ الهجوم، بهدف تعطيل عملية تسليم شحنة نفط تبلغ أكثر من مليون برميل. وأشار نائب رئيس الشركة السورية لنقل النفط إلى أن عملية التخريب كانت "نوعية ومهنية"، ودون أن يتطرق إلى مصدر الشحنة. لكن شركة TankerTrackers قالت إن الناقلة STARK I التي ترفع العلم الإيراني وصلت قبالة ساحل بانياس بعد يوم واحد من تخريب الأنابيب.

هجوم بانياس "الغامض"، والمشاركة البريطانية في الاستيلاء على ناقلة النفط، ترسل رسالة إلى النظام وإيران أن الحظر النفطي المفروض من الغرب لن يتم فكه، حتى لو التفت إيران على العقوبات بطرق مختلفة. وهذا ينذر بأزمة وقود جديدة في سوريا إن لم تتغير المعطيات الحالية.