icon
التغطية الحية

جيفري: لا نسعى لإسقاط الأسد لكن نجاته على حساب شعبه فكرة خاطئة

2019.07.23 | 22:07 دمشق

تلفزيون سوريا - ترجمة ربى خدام الجامع
+A
حجم الخط
-A

قال المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا إن من الأفكار الخاطئة حول سوريا أن يقال إن الأسد نجا بنفسه حتى الآن على حساب شعبه، وإن الولايات المتحدة ليس لديها سياسة محددة تجاه سوريا، وإن سياستها في هذا الملف تتسم بالتنافر والتعارض.

جاء ذلك في خلال مشاركته في منتدى آسبن الأمني، الذي يرعاه معهد آسبن الأميركي للدراسات تحت عنوان "دور الولايات المتحدة في سوريا: التخطيط للمستقبل"، وحاوره الصحفي في جريدة الواشنطن بوست "جوش روجين".

 

لا نسعى لإسقاط الأسد

وشدد جيفري خلال الحوار على أن السياسية الأميركية على مختلف الأصعدة والمستويات تقوم على إخراج سائر القوات الإيرانية لكونها تمثل تهديداً لإسرائيل والسعودية، بالإضافة إلى الاعتماد على هزيمة تنظيم "الدولة" بشكل دائم، والعمل ضمن عملية سياسية تسعى لتغيير سلوك هذه الدولة بطرق جوهرية وأساسية.

لكنه استطرد قائلاً "هذا لا يعني تغيير النظام إذ إننا لا نسعى لإسقاط الأسد بحد ذاته بل على الشعب أن يقوم بذلك بموجب عملية ترعاها الأمم المتحدة.

وبخصوص الفشل المتكرر في الأمم المتحدة فمرده بحسب جيفري إلى عدم التزام روسيا بالتزاماتها، وقال "وعدنا الروس بالبدء بتطبيق القرار رقم 2254 القاضي ببدء عملية سياسية للانتقال إلى سوريا مختلفة، وذلك مع لجنة دستورية من المقرر لها أن تجتمع لتقوم بإصلاح أو استبدال الدستور الحالي".

وشدد على ضرورة الضغط على نظام الأسد والروس الذين اعترفوا أن العملية السياسية هي السبيل الوحيد لإعادة نصف السكان أي ما يعادل 12 مليون نسمة هربوا من ظلم الأسد، وهذا ما يحدث على الأرض فرغم القصف الروسي الهائل الذي يستهدف المدنيين في إدلب، والهجوم العسكري الكبير الذي تشنه قوات الأسد، إلا أنه لم يحقق أي تقدم فعلي وهذا ما نحاول أن نشرحه للروس.

وأضاف نسعى لنوضح لهم مرة أخرى أنه ليس بمقدورهم تحقيق الانتصار في هذه الحرب ولم يعد بوسعهم استعادة 40% من البلاد و50% من الأراضي الصالحة للزراعة إلى جانب ثلثي احتياطي الهيدروكربونات دون التفاوض مع المجتمع الدولي تلك هي الرسالة التي نسعى دوماً لنقلها للروس وللأسد.

وتابع جيفري بأن الخطة البديلة بالتعاون مع الروس للتوصل إلى هذه التسوية بالتدريج ستكون من خلال عملية سياسية وبالمقابل ستبدأ القوات الأجنبية بما فيها الإيرانية بالانسحاب ووقف إطلاق النار، هذا هو البرنامج الذي نضعه الآن على الطاولة، وإلى أن يتم ذلك سنسعى وبكل السبل لزيادة الضغوطات إذ ثمة ضغوطات عسكرية تتمثل بوجود القوات الأميركية مع حلفائها المحليين وهذه القوات تقاتل ما تبقى من مقاتلي تنظيم "الدولة" شمال شرق البلاد وكذلك على الشريط الحدودي الذي يفصل سوريا عن الأردن والعراق كما أن لدينا ضغوطات عسكرية يمكننا أن نمارسها إلى جانب الضغوطات الاقتصادية من خلال العقوبات الموسعة التي فرضت على سوريا وعلى بعض شخصيات النظام السوري وفي نقاش عقد صباحاً حول إيران قلنا بأن تلك العقوبات وثيقة الصلة بالعقوبات المفروضة على إيران.

وأضاف نجحنا أيضاً في منع وصول أي مساعدة تتصل بإعادة الإعمار للنظام وسنواصل ذلك إلى أن نرى العملية السياسية قد آتت أكلها، وممارسة الضغوطات الدبلوماسية، حيث تم إخراج نظام الاسد من جامعة الدول العربية مع بداية النزاع فيها ثم سعت بمساعدة الروس للعودة إلى الجامعة العربية وقد تم رفض انضمامها مرة أخرى في شهر آذار خلال مؤتمر القمة العربية لذا فإننا نرى بأن الدول العربية ستقطع على سوريا أي فرصة للعودة إلى الجامعة العربية.

 

ترمب أوقف العملية العسكرية ضد إدلب في شهر أيلول

وبخصوص الموقف من إدلب قال إن من أوقف العملية بشهر أيلول هو الرئيس الأميركي عندما طرح فكرة تتلخص بوجود ثلاثة ملايين نسمة ونصف في إدلب، وهؤلاء هربوا من الأسد من مناطق أخرى في سوريا لذا لا بد لهؤلاء أن يهربوا مرة أخرى إلى تركيا، ومنها إلى أوروبا.

أما الأمر الثاني فيتمثل بتعزيز قوة المعارضة في تركيا بشكل يسمح لها بخوض القتال وهكذا تضافر هذان العاملان معاً فأصبح لدينا ضغوطات عسكرية وإنسانية وكذلك دبلوماسية ثم ظهر حلفاؤنا من الأوروبيين ومن الأمم المتحدة ليتوجوا تلك الضغوطات، بيد أن هذه الحملة العسكرية لم تنته بشكل رسمي بعد، إذ ما يزال قصف المدنيين مستمراً ولم يعبر الروس سوى عن وحشيتهم أمام الأمم المتحدة في جلسة مفتوحة، من خلال التذرع بهيئة تحرير الشام، رغم أن الأتراك تعهدوا بوضع تلك الجماعة تحت رقابتهم وإخضاعها لسيطرتهم كما تعهدوا بنزع سلاحها بيد أن الأتراك لم يتمكنوا من القيام بذلك.

وتابع قائلاً "بالتأكيد لا شيء يبرر إطلاق العنان لتلك الهجمات بالقنابل المتفجرة ضد المدنيين، ولهذا فإننا على استعداد للتعامل مع الروس والأتراك بخصوص هيئة تحرير الشام لكننا لا نجد في ذلك مبرراً، بل محاولة صريحة لتلميع صورة الأسد ليتمكن هو من بسط سيطرته عليها، كما سبق وفعل في بقية المناطق جنوب غرب البلاد قبل عام ومنذ 12 شهر في حلب وغيرها من المناطق، إلا أن ذلك لن يتكرر مجدداً وذلك لأننا بداية ندعم الموقف التركي الداعي لإحياء العمل باتفاق وقف إطلاق النار، كما على القوات أن تنسحب حتى خطوط وقف إطلاق النار المحددة لكل منها، وما شجعنا على ذلك هو تدعيم الأتراك لمواقعهم بالرغم من مقتل جنديين لديهم وجرح أكثر من عشرة.

وأضاف هكذا حافظ الأتراك على موقف قوي في هذا الملف إذ دعموا المعارضة السورية بأساليب مختلفة وعديدة لن أتطرق إليها هنا غير أن دعمهم كان مؤثراً وفعالاً ثم إننا تحدثنا إلى الأتراك حول قيام جميع القوات بملاحقة تلك الخلايا الإرهابية لا سيما القيادة الإرهابية وعرضنا على الروس عدة مرات تزويدهم بمعدات فريدة من نوعها لاستهداف القيادة الإرهابية غير أن الروس أصروا على رفض هذا العرض ولهذا لا نريد أن نأخذ مزاعمهم حول قيامهم بمحاربة الإرهاب بمفردهم على محمل الجد فلو أرادوا محاربة الإرهاب لتعاونوا معنا بشكل أكبر.

وأشار جيفري إلى صعوبة التعاون مع روسيا بمحاربة الإرهاب كون روسيا ترى المدنيين والمشافي والمدارس ودور الأيتام مجرد أهداف مشروعة يحتلها إرهابيون؟ بسبب سلوكهم الذي يتبنى آراء نظام الأسد الذي يعتبر أي شخص يحمل سلاحاً ضد أسوأ نظام رأيته في حياتي طيلة خمسين عاماً أمضيتها في خدمة الحكومة إرهابياً.

من جانب آخر تطرق جيفري لموضوع تأخير انسحاب القوات الأميركية من سوريا حيث أوضح أن ترمب بعد أن اكتشف عدم توفر الكثير من الشركاء في التحالف ليقوموا بدور القوات الأميركية على الأرض شمال شرق سوريا وذلك عقب إعلانه لانسحاب القوات مع النهاية الوشيكة لتنظيم "الدولة" عندها غيّر رأيه حول هذا الموضوع، وذلك لأنه أدرك أهمية سوريا وما زالت الولايات المتحدة تسحب قواتها بالتدريج لكننا تخطط لإبقاء قلة قليلة من القوات لأجل غير مسمى.

 

واشنطن جادة بإقامة المنطقة الآمنة

وفيما يتعلق بزيارته لأنقرة وصف جيفري الأتراك بأنهم شركاء في المنطقة الواقعة شمال غرب سوريا، وكذلك في محاربة تنظيم "الدولة" في إدلب وشركاؤنا أيضاً في العملية السياسية ولديهم صلاتهم وعلاقاتهم الجيدة مع المعارضة السورية وقد نسقنا لذلك.

لكنه قال إنهم يختلفون معنا في الدور الأميركي شمال شرق سوريا بسبب تحالفهم مع قوات سوريا الديمقراطية التي يقودها فرع من فروع حزب العمال الكردستاني، وهو حزب تعاديه أنقرة وتصنفه على أنه جماعة إرهابية بيد أننا لا نعتبر من يعيش في سوريا بأنه ينتمي لمجموعة إرهابية، ولقد هددوا عدة مرات بالدخول واستهدافهم عسكرياً ولهذا فإننا نسعى لتحديد ما نسميه بمنطقة آمنة حيث يمكن لتلك القوات الكردية أن تنسحب من الحدود التركية ولابد لنا من إيجاد السبل لمنع أي تهديد يستهدف الأتراك.

وقال جيفري إنهم جادون في إقامة المنطقة الآمنة وبالمقابل ما تزال لدينا مهمة عظيمة تتمثل بمحاربة تنظيم "الدولة" في المناطق الواقعة شمال شرق سوريا، حيث إنه ما يزال لديها الكثير من الخلايا التي تسللت إلى مناطق أخرى على طول نهر الفرات.

وثمة عمليات شاملة يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار تقوم بها قوات سوريا الديمقراطية التي تدعمها الولايات المتحدة ولا بد لتلك العمليات أن تستمر، فعند دخول الأتراك قد يدخل الجيش التابع للنظام أيضاً وكذلك الروس، وعندها ستصبح الفوضى عارمة ومن الصعب ترتيب الوضع بعد ذلك.

 

في حال قدمنا المساعدة لمخيم الركبان سنبدو كأننا قررنا البقاء

وتطرق جيفري لموضوع مخيم الركبان وقال إن ما يقلق من تبقى في المخيم هو المصير الذي سيواجهونه من قبل النظام، وقال إنهم ضغطوا على الروس ومن خلال الروس على نظام الأسد ليقوم بتزويدهم بالإغاثة الإنسانية التي تنظمها الأمم المتحدة، لكن النظام رفض ما طلبناه منه ولهذا فإننا ندرس الخيارات المتاحة الآن.

وأفاد إذا قدمنا الولايات المتحدة المساعدة والطعام لسكان المخيم سنبدو وكأننا قررنا البقاء في سوريا للأبد، كما أن لديهم خيارات أخرى سواء في شمال شرق أو شمال غرب البلاد بما أن تلك المناطق خرجت عن سيطرة الأسد، بيد أن هذا الأمر يحتاج لمفاوضات وغير ذلك من الأمور.

 

ما مصلحة الولايات المتحدة في سوريا؟

وعن أهمية القضية السورية ولماذا يتعين على الولايات المتحدة الاهتمام بها قال جيفري السبب الأول تهديد الإرهابيين متمثلا بتنظيم الدولة وهيئة تحرير الشام، والسبب الثاني لأن سوريا تقع في قلب الشرق الأوسط فعندما نمتنع عن الحصول على النفط من الشرق الأوسط، أو عندما نحصل فقط على كميات قليلة من هناك عندها سيحذو حذونا شركاؤنا في التجارة في الهند واليابان وأوروبا، وسيكون لذلك الأثر الأكبر على أسواق النفط العالمية.

أما السبب الثالث العلاقة الوطيدة مع حلفاء واشنطن في حلف شمال الأطلسي تركيا وإسرائيل الذين يواجهون خطراً يهدد وجودهم من قبل إيران، وسوف ينتقل هذا الخطر لشركاء آخرين ليطول في النهاية النظام العالمي.

كما عقب على بوادر انشقاق بين إيران وروسيا حول سوريا قائلاً الروس لا يرغبون بأن تقوم إيران بإجراء اختبارات على صواريخ بعيدة المدى خارج سوريا، أي ضد إسرائيل بالتأكيد فعندما تبذل روسيا قصارى جهدها لمنع ذلك عندها ستتحول القضية إلى مسألة أخرى.