icon
التغطية الحية

جبران باسيل.. ترمب لبنان العنصري الصغير

2018.12.13 | 18:12 دمشق

وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل(رويترز)
تلفزيون سوريا - سامر قطريب
+A
حجم الخط
-A

فضاء تويتر؛ لم يعد مسرحا خاصا بتغريدات الرئيس الأميركي دونالد ترمب العنصرية بحق اللاجئين، فها هو جبران باسيل وزير الخارجية اللبناني يسير على خطا ترمب ويغرق الصفحة الزرقاء بتغريداته العنصرية ضد اللاجئين السوريين ويتحدث عن لبنان  واللبنانيين كما لو كان ترمب لبنان الصغير !

تتبع العنصرية "الشعبية" السائدة لدى البعض في المجتمع اللبناني تجاه اللاجئين السوريين، العنصرية المؤسساتية للـ"الدولة" اللبنانية وطبقتها الحاكمة، التي تنظر إلى اللاجئين من موقعها الطبقي، وتتعامل مع نظام الأسد ورموزه من الموقع نفسه.

وبناء على ذلك منح الرئيس الللبناني ميشال عون في شباط الماضي الجنسية لعشرات رجال الأعمال السوريين المقربين من النظام، إضافة لأصحاب رؤوس أموال فلسطينيين لم يقطنوا يوما في المخيمات المنتشرة في الأراضي اللبنانية.

ويأتي صهر الرئيس و وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل ليؤكد على الموقف الرسمي اللبناني من ملف اللاجئين السوريين في لبنان، ويعيد ما قاله خلال مؤتمر مراكش حول  "الإعلان العالمي للهجرة الآمنة والمنظمة والقانونية"، على تويتر. 

 

الأب الروحي للعنصرية اللبنانية

السياسة اللبنانية المطعمة بالطائفية، يعبر عنها وزير الخارجية اللبناني المسيحي المشرقي جبران باسيل كما يعرّف عن نفسه، حيث كان صاحب أكثر التغريدات والتصريحات عنصرية بحق اللاجئين السوريين في لبنان منذ تعيينه في منصبه.

يمثل باسيل عن عنصرية مؤسساتية وعنصرية ممنهجة، تطال اللاجئين السوريين وطالت قبلهم اللاجئين الفلسطينيين، ويستبدل مصطلح تفوق "العرق الأبيض" بالتفوق اللبناني على دول الجوار وفي العالم.

ويقول باسيل في تغريدة على حسابه في تويتر" لبنان يفتخر بمنتشريه ومهاجريه لأنهم قدّموا وأعطوا، ولكنه ينوء تحت عبء النازحين واللاجئين لأنهم لا يقدرون سوى أن يأخذوا دون أن يعطوا. فنعم للهجرة المنظمة والقانونية، ولا وألف لا  للجوء المزيف والنزوح المقنَّع".

يحاول باسيل طرح المعاني الضيقة والدلالات السلبية للعنصرية اللبنانية على نحو يبدو خطابا قوميا لبنانيا، إلا أن ذلك يبدو فعلا يائسا في بلد مقسم لكيانات طائفية تحكم رعيتها باسم الدين، فحتى دعاة القومية اللبنانية لم يفلحوا أمام الهويات الطائفية التي تدعمها الأحزاب المتقاسمة للسلطة.

أما المنتشرون اللبنانيون "المهاجرون" الذين يفخر بهم، فبحسب تقارير صحفية بلغ عدد المهاجرين من لبنان بسبب سوء الأوضاع المعيشية والأمنية 1.300مليونا، أي ما يشكل ربع  اللبنانيين.

وتضيف صحيفة النهار اللبنانية في إحصائية نشرتها عام 2013، أن 43 بالمئة من المهاجرين جامعيون و 54% منهم لا يفكّرون في العودة إلى بلادهم التي يحكمها إما أمراء من الحرب اللبنانية أو ورثتهم.

وفي تغريدة أخرى  يصف باسيل "النزوح السوري بأنه سوداوي" ولم يقدم شيئا لـ لبنان، متجلهلا القوانين التي كبلت أي حركة للسوريين في لبنان، يغرّد باسيل"في مقابل سوداوية النزوح واللجوء هناك نصوع ظاهرة الهجرة كمصدر إثراء للمجتمعات، فللبنان تاريخ مشرق معها، ويقدَّر الإنتشار اللبناني بحوالي أربعة عشر مليوناً في كل أصقاع العالم؛ مقابل أربعة ملايين مقيمين  قدموا إنجازات كبيرة نفتخر بها، وتبوّأوا مناصب متقدمة في دولهم".

 

 

الخصوصية اللبنانية

وكانت الحكومة اللبنانية قد أصدرت قانونا يمنع السوريين من الاستثمار المباشر في لبنان ويقيدهم بشكل إجباري بالعمل في شركات لبنانية وضمن قطاعات محددة مثل قطاع النظافة والبناء.

تدعي بعض الجماعات العنصرية في الغرب وماتزال؛ بأنَ الخصوصية العرقيّة "للرجل الأبيض" تقِف وراء ظهور الحضارة الغربية الحديثة، وهنا نوجه السؤال إلى باسيل الأب الروحي للعنصرية اللبنانية الحديثة، ماذا أنتجت "الخصوصية اللبنانية" غير الحرب الأهلية اللبنانية؟

والمقصود بالخصوصية اللبنانية طبعا التنوع الطائفي، الذي تتعامل معه البرجوازية اللبنانية الحاكمة كعامل ضعف وتستغله لتأبيد سيطرتها السياسية من خلال الكيانات الطائفية، فـ"الأبد" اللبناني هو الشقيق الأصغر لـ "أبد" النظام في سوريا.

ادعى باسيل في وقت سابق وجود مشروع لتوطين اللاجئين السوريين في لبنان مشيرا إلى أن حكومة بلاده نجحت في إفشال هذا المشروع بتنفيذ لبنان للمقترح الروسي لإعادة اللاجئين دون ضمانات.

وقال باسيل" نجحنا سياسياً في إسقاط مشروع توطين السوريين، وشكلنا اللجنة اللبنانية الروسية لتنفيذ المبادرة الروسية بخصوص عودتهم، ونعمل مع الخارجية السورية على إزالة العراقيل أمام عودتهم".

وبناءً على التوازنات الطائفية السياسية التي يعيشها لبنان، يخشى سياسيون لبنانيون محسوبون على أحزاب وتيارات مختلفة من لجوء السوريين، وسبق الحديث عن"توطين" السوريين رَفضُ لبنان لما سماه توطين اللاجئين الفلسطينيين.

لبنان القائم على التوازنات الطائفية التي تم إقرارها في اتفاق الطائف عام 1989، لإنهاء الحرب الأهلية اللبنانية التي استمرت قرابة 15 عاماً، هو الواجهة العصرية التي يفتخر بها باسيل في المنطقة، وهي النهاية المرعبة التي يخشى السوريون الوصول إليها مستقبلا.