icon
التغطية الحية

تعرف على "الوسادة الهوائية" التي أنقذت مئات العالقين تحت الأنقاض

2018.06.18 | 12:06 دمشق

المهندس أسامة شمى صاحب اختراع الوسادة الهوائية
تلفزيون سوريا - أحمد عقلة (ريف إدلب)
+A
حجم الخط
-A

في سبيل دعم فرق الدفاع المدني ومساندتها اخترع المهندس السوري أسامة شمى الذي يقيم في ريف إدلب وسادة هوائية تعمل على مساعدة الدفاع المدني في إنقاذ المدنيين العالقين تحت الأنقاض.

وتعمل الوسادة الهوائية على رفع الأنقاض باستخدام الهواء المضغوط، الذي يزود من أسطوانات محمولة عن طريق خراطيم، ما يسبب تمدد الوسادة ورفع الكتل التي فوقها.

وتتميز الوسادة الهوائية التي حصلت على جائزة " MIT " لأفضل 35 ابتكاراً على مستوى العالم بإمكانية دخولها في فراغات ضيقة حتى 2 سنتمتر، ويمكن استخدامها بشكل مزدوج عن طريق وضع وسادتين فوق بعضهما بعضاً لتأمين ارتفاع مناسب يسمح بتنفيذ عمليات الإنقاذ.

وأتت فكرة الوسادة من حاجة الدفاع المدني إلى معدات تساعد في إنقاذ أرواح العشرات تحت الأنقاض في حين يعمل المهندس الآن على أفكار قيد الدراسة كالزراعة المائية.

المهندس أسامة شمى صاحب ابتكار الوسادة الهوائية قال في تصريح خاص لموقع "تلفزيون سوريا" "الوسادة الهوائية عبارة عن كيس مليء بالهواء المضغوط يكون قادراً على رفع أوزان ثقيلة كون الوسادة قليلة السماكة بأقل من 2 سم مما يؤدي إلى إدخالها تحت الأنقاض، إذ يعتبر الأمر سهلاً للغاية حينما يتم إدخالها تحت الأنقاض، ومن ثم ضغطها بالهواء تكون قادرة على رفع البناء المهدوم وإنقاذ الضحايا من تحته".

 

 

وأضاف شمى "الوسادة قادرة على رفع ما بين 5 إلى 6 طن من الأنقاض حتى ارتفاع 13 سم حيث إن كثيرا من المدنيين الذين يتعرضون للقصف الجوي وتتهدم منازلهم فوقهم يكونون عالقين تحت الأسقف البيتونية، لذا فإن المنطقة التي يتم نشلهم منها تعتبر ضيقة لذا تحتاج إلى استعمال الوسادة الهوائية من أجل رفع الأنقاض عنهم من أجل إنقاذهم".

كما أشار شمى إلى أن الجائزة في الحقيقة ليست في الحصول على براءة اختراع من قبل MIT بل هي إنقاذ حياة إنسان عالق تحت الأنقاض سواء كان طفلاً أو امرأة أو عجوزاً، وهذا يعد أقل ما يمكن تقديمهم للمدنيين الذين يعيشون تحت القصف في المناطق المحررة.

 

 

وتتراوح تكلفة الوسادة الواحدة ما بين 500 إلى ألف دولار بينما تكلف الوسادة الواحدة التي تقوم فرق الدفاع المدني بشرائها من ألمانيا ما يقارب 5000 آلاف دولار، حيث تم تجهيز ما يقارب 25 مجموعة من الوسائد التي صممها شمى وتم توزيعها على فرق الدفاع المدني في مختلف المناطق من أجل مساعدة المدنيين الذين يتعرضون للقصف.

بدوره قال رائد الصالح مدير الدفاع المدني في سوريا لموقع تلفزيون سوريا بأن "الوسادة الهوائية تعتبر إحدى معدات الإنقاذ التي تستخدمها فرق الدفاع المدني منذ عام 2015 تقريباً، حيث قام المهندس أسامة شمى بصنع هذه الوسادة داخل سوريا، في حين كانت فرق الدفاع المدني كانت تستوردها من ألمانيا وهو ما سهل عليها الأمر كثيراً".

وأضاف الصالح "إن صنعها داخل سوريا وفر على الدفاع المدني كلفة كبيرة جداً حيث إن تكلفتها داخل سوريا 20 بالمائة من التكلفة التي يتم شراؤها من ألمانيا في حين تم استخدام الوسادة الهوائية من قبل الدفاع المدني بشكل موسع في عدة مناطق، وتم إنقاذ حياة عدد كبير من المدنيين بفضل هذه الوسادة، ولها فائدة كبيرة في استخراج المصابين من تحت الأنقاض لأنها تلعب دوراً في رفع الصبات البيتونية من خلال وضعها بين المسافات الضيقة بعد ضغطها بالهواء".

 

 

كما أشار الصالح إلى أن أداء الوسادة الهوائية يعتبر جيداً جداً حيث استفاد منها الدفاع المدني بعدة عمليات واستعملها عشرات المرات في إخراج الضحايا وقد أثبتت فعاليتها في كل مرة، في حين يسعى الدفاع المدني لتطوير الابتكار من خلال العمل عليه مع المهندس صاحب الابتكار قدر المستطاع من أجل أن يستطيع رفع أوزان أثقل من الأوزان العادية أو المخصصة أن ترفعها هذه الوسادة وهو أمر مهم للغاية.

 

 

من جهته قال الناشط الصحفي خالد العمر بأن عشرات الأفكار والابتكارات تظهر بشكل مستمر في المناطق المحررة أو لدى السوريين الذين هاجروا إلى أوروبا حيث حصلت هذه الابتكارات على عدد الجوائز العالمية، ولكن ينقصها الدعم المالي من أجل إكمالها وتعميمها بشكل موسع من أجل استفادة السكان منها وخصوصاً في المناطق المحررة.

وأضاف بأن تجربة الوسادة الهوائية واستخراج الغاز من روث الحيوانات وإيصاله للمنازل تعتبر ابتكارات محلية بوسائل بسيطة وكلفة قليلة للغاية، وهناك عدد من الأفكار يتم العمل عليها من قبل وإذا حصلت على الدعم الكافي فسيتم تطويرها والاستفادة منها بشكل كبير.