icon
التغطية الحية

تطورات ميدانية متسارعة حول منبج.. ما الخطوة القادمة؟

2018.11.03 | 15:11 دمشق

دورية للجيش التركي في منطقة منبج (إنترنت)
تلفزيون سوريا - خاص
+A
حجم الخط
-A

تتسارع الخطوات المدنية والعسكرية المتعلقة بمنطقة منبج شمال شرق حلب، تنفيذاً لاتفاق "خارطة الطريق حول منبج" التي توصلت إليها تركيا والولايات المتحدة الأمريكية في حزيران الماضي، دون أن يذكر مسؤولو البلدان أية تفاصيل تتعلق بجدول زمني للاتفاق، وذلك تزامناً مع قصف القوات التركية مواقع لقسد قرب حدودها الجنوبية.

وسيّر الجيشان التركي والأمريكي عصر الخميس الماضي الدورية المشتركة الأولى بينهما في منطقة منبج، عقب اختتامهما التدريبات التحضيرية الأسبوع الماضي، وذلك بعد يوم واحد من قصف القوات التركية مواقع لقسد في تل أبيض ومنطقة عين العرب قرب الحدود التركية الجنوبية.

وقال وزير الدفاع التركي خلوصي أكار عقب انتهاء الدورية الأولى إنّ بلاده تواصل العلاقة مع واشنطن "بصبر"، مشدداً في الوقت نفسه على أن تركيا لن تسمح بتشكيل "ممر شمال سوريا والعراق، الواقعتين على حدودها الجنوبية"، لتعكس هذه التصريحات طبيعة العلاقة بين البلدين فيما يتعلق بالملف السوري، والتي تراوحت بين التنسيق العالي والتوتر الملحوظ.

وقال النقيب المهندس عدنان أبو فيصل قائد المجلس العسكري لمنبج وريفها لموقع تلفزيون سوريا إنّ الدورية المشتركة وصلت إلى قرية أم جلود بريف منبج الجنوبي وتمركزت القوات التركية في مزرعة الشيخ مصطفى.

وفي اليوم نفسه نظّمت لجنة إعادة الاستقرار التابعة للحكومة السورية المؤقتة مؤتمراً في مدينة جرابلس شرق حلب، ضم شخصيات وفعاليات ومدنية وعسكرية من أبناء مدينة منبج، وحمل اسم "مؤتمر جرابلس".

وقالت اللجنة بأن المؤتمر يأتي لعرض الخطة المستقبلية لإدارة المرحلة القادمة في المدينة، وتم التأكيد فيه على حق الأهالي المهجرين في العودة إلى منبج، ودعمهم لخارطة الطريق المتفق عليها بين الحكومتين التركية والأمريكية.

وقال منذر سلال رئيس لجنة إعادة الاستقرار وأحد أبناء مدينة منبج لموقع تلفزيون سوريا بأنه سيكون هنالك انسحاب لقوات حزب الاتحاد الديمقراطي PYD، في حين سيبقى من هم أصلاً من أبناء المدينة.

وأوضح سلال بأن خارطة الطريق بين تركيا والولايات المتحدة يتم تطبيقها خطوة بخطوة، بدءاً من تسيير الدوريات المنفصلة ومروراً بالتدريبات التحضيرية، وصولاً إلى تسيير الدوريات المشتركة، لتكون الخطوة القادمة منوطة بانسحاب وحدات حماية الشعب وتسليم المدينة لإدارة مشكلة من أبنائها.

وأضاف أن الإدارة ستتكون من أبناء منبج المقيمين فيها حالياً وأيضاً من المهجرين والمبعدين بسبب حزب الاتحاد الديمقراطي في باقي المناطق السورية وتركيا، بالإضافة إلى أشخاص غير محسوبين على أي تيار أو جهة سياسية.

ولفت سلال إلى عدم وجود جدول زمني دقيق ومحدد للخارطة، وأن الأمريكان يركزون حاليا على هزيمة تنظيم الدولة والمعارك الجارية شرق دير الزور، "ولذلك يتم تطبيق خارطة الطريق بالسعة المطلوبة، لكن الاتفاقية سارية ومن المتوقع أن يتسارع الطرفان التركي والأمريكي بالخطوات القادمة.

وأشار إلى وجود مشاورات يقوم بها الأتراك والأمريكان مع أبناء منبج من الطرفين، المقيمين فيها حالياً والمهجرين منها على حد سواء، إلا أنه في حال الوصول إلى مرحلة تشكيل إدارة لمنبج سيكون هنالك تواصل مباشر مع المعنيين من أبناء منبج لوضع الآليات وليس فقط مجرد استشارات.

وسيطرت قوات سوريا الديمقراطية "قسد" التي تشكل وحدات حماية الشعب عمودها الفقري على مدينة منبج في آب من عام 2016، بعد طرد تنظيم الدولة منها.

ومنذ ذلك الحين توترت العلاقات التركية الأمريكية، بسبب عدم رضا تركيا عن عبور قوات سوريا الديمقراطية لغرب نهر الفرات، مكررة مطالبها للولايات المتحدة بسحب ما تعتبرها تنظيمات إرهابية من منطقة منبج وإيقاف الدعم الأمريكي المتزايد لقسد.