icon
التغطية الحية

تشكيل المجالس العسكرية شرق الفرات.. الأهداف والمآلات

2019.06.27 | 15:06 دمشق

مؤتمر صحفي لقوات سوريا الديمقراطية "قسد" للاعلان عن نهاية تنظيم الدولة (إنترنت)
تلفزيون سوريا - منار عبدالرزاق
+A
حجم الخط
-A

أُعلن في مناطق سيطرة "قوات سوريا الديمقراطية" خلال الأيام القليلة الماضية عن تأسيس عدد من المجالس العسكرية في محافظات دير الزور والرقة والحسكة في مساعٍ –على ما يبدو- لرسم مستقبل المنطقة بعد الإعلان عن القضاء على تنظيم "الدولة" في الثالث والعشرين من آذار/ مارس الماضي، من قبل "قسد" والتحالف الدولي ضد التنظيم؛ الذي تقوده الولايات المتحدة الأميركية.

وبحسب الإعلانات الرسمية لتلك المجالس التي من بينها: "الرقة، تل أبيض، المالكية، دير الزور." فإنّها تهدف إلى "حماية أمن المنطقة من أي محاولات أو تهديدات تستهدف أمنها واستقرارها"، وبغض النظر عن البعد التنظيمي والمكاني لوجود تلك المجالس، فإن نوري محمود، وهو قيادي في "قسد" ينفي لـ "تلفزيون سوريا" تبعية تلك المجالس لقواته.

 

ما هي مهمة المجالس العسكرية؟

ويقول محمود: إنّ "مهمة المجالس العسكرية المشكلة هي حماية أمن المناطق التي توجد فيها"، مؤكدًا في الوقت ذاته أنها تختلف في "بنيتها التنظيمية والعسكرية عن قوات سوريا الديمقراطية"، وهو ما لم يتفق معه الكاتب الصحفي "نور الدين عمر"، المقيم في مدينة القامشلي، والمقرّب من الإدارة الذاتية.

حيث يقول لـ "تلفزيون سوريا" إنّ "الإعلان عن تشكيل المجالس العسكرية يأتي في إطار التمهيد لمرحلة ما بعد القضاء على التنظيم"، مشيرًا إلى أنّ "هذه الخطوة تأتي كَلَبنة أولى في إطار إعادة هيكلة تلك القوات لضمان مشاركتها في المنطقة الآمنة التي من المتوقع إقامتها في شرق الفرات بعد الوصول إلى اتفاق نهائي في هذا الخصوص بين أنقرة وواشنطن".

ويشير "عمر" إلى أنّ "إعادة الهيكلة ستطال جميع مفاصل تلك القوات.. حتّى اسمها"، لافتًا إلى "وجود مشاورات حثيثة ومباحثات بين أنقرة وواشنطن حول إمكانية اتفاقهما على القبول بتلك المجالس كذراع عسكري في المنطقة الآمنة"، منوهًا إلى أنّ "إعادة الهيكلة تنسجم ما تم تسريبه حول وجود رغبة حقيقية لدى الرياض في ضم (قسد) لهيئة التفاوض العليا؛ وذلك عبر دعوتها خلال الأسابيع القليلة القادمة إلى مؤتمر الرياض 3".

في المقابل يرى محمد حجازي، وهو عضو سابق في مجلس محافظة الرقة التابع للائتلاف السوري المعارض أنّ "الإعلان عن تشكيل المجالس العسكرية في مناطق سيطرة (قسد)؛ يهدف إلى خلق أسماء كيانات جديدة؛ بغية التهرّب من المسؤولية القانونية والملاحقة الدولية لقيادات الأخيرة؛ بفعل جرائم الحرب التي ارتكبتها في حق المدنيين في معارك الرقة ودير الزور".

 

المجالس العسكرية.. ما هي مكوناتها العشائرية؟

ويُشدد "حجازي" على أن "تلك المجالس لا تملك من أمرها شيئًا سوى الاسم"، مشيرا إلى أنّ "القيادة الحقيقية لها بيد (البي دي، وجبل قنديل "المعقل الرئيس لحزب العمال الكردستاني")، موضحًا أنّ "(قسد) اعتمدت على قبائل عربية كبيرة في تشكيل تلك المجالس، من بينها: (الشعيطات؛ وهي مكون من العكيدات) بدير الزور، و(العفادلة) في الرقة، و(الجيس) و(المشهور) في تل أبيض".

ويؤكد "حجازي" أنّ "الدفع في تلك المجالس إلى الواجهة؛ يهدف إلى تطويق الصناديد، ومحاولة افتعال أزمة حقيقة بين مكوناتها وعشيرة (شمر) التي تعتبر (الصناديد) جناحها العسكري الوحيد شرق الفرات".

 

"شمر" خارج عسكر "قسد"!

كلام "حجازي" يتفق مع تصريحات مصدر مقرب من الصناديد لـ "تلفزيون سوريا" الذي نفى مشاركة فصيله في تلك المجالس، محذرًا من "مغبة اندلاع حرب (عشائرية) في حال استمرار الاستقطاب من قبل الدول الإقليمية الفاعلة في الملف السوري، وبالأخص (السعودية) و(تركيا).

 

"السبهان"..ماذا فعل شرق الفرات؟!

وتتزامن تلك الخطوات العسكرية على الأرض مع زيارة وزير الدولة السعودية "ثامر السبهان" إلى المنطقة، ولقائه بقيادات من "قسد" ووجهاء عشائر عربية في محافظتي الرقة ودير الزور.

في هذا السياق، يقول "حجازي" إنّ "المسؤول السعودي تعهد خلال زيارته بدعم (قسد) والقوات الأمريكية من أجل ضمان عدم انسحاب الأخيرة؛ مقابل إشراك المكون العربي بشكل أكبر ضمن صفوف (قسد)"، موضحًا أنّ "الوزير السعودي تكفّل بمصاريف العشائر العربية المنضوية ضمن تلك القوات، إضافة إلى تعهده بدعم القطاعات الخدمية في المنطقة، مشترطًا عدم التحاق العشائر بالمحورين التركي أو الإيراني".

يشار إلى أنّ منطقة شرق سوريا تشهد إضافة إلى تغيراتها الميدانية والعسكرية على الأرض، زيارات مكثّفة من قبل مسؤولين غربيين من بينهم مسؤولين في وزاتي الخارجية السويدية والأسترالية، إضافة إلى لقاءات مسؤولين في مجلس "مسد" بمسؤولين إماراتيين وأميركيين في النرويج وواشنطن؛ وذلك في إطار الجهود الرامية إلى إيجاد توافق على شكل مقبول للمنطقة بعد القضاء على تنظيم "الدولة".