icon
التغطية الحية

تسجيلات تكشف كيف قُتل "خاشقجي" داخل قنصلية بلاده

2018.10.17 | 19:10 دمشق

فريق التحقيق التركي أمام القنصلية السعودية في إسطنبول (يني شفق)
تلفزيون سوريا - متابعات
+A
حجم الخط
-A

تواصل وسائل الإعلام العربية والعالمية متابعة تطورات قضية الصحفي السعودي (جمال خاشقجي)، والذي مضى على اختفائه نحو أسبوعين، منذ دخوله قنصلية بلاده في مدينة إسطنبول غرب تركيا، وسط تحقيقات تركيّة ما تزال مستمرة حتى اللحظة.

وأكّدت العديد مِن الوسائل الإعلامية نقلاً عن مصادر تركيّة، أن "خاشقجي" قتل داخل قنصلية بلاده في إسطنبول، وذلك بعد نشر تركيا، يوم الأربعاء الفائت، أسماء وصورا لـ 15 سعوديّاً رجّحت بأنهم متورطون في "تعذيب (خاشقجي) وقتله وتقطيع جثّته".

صحيفة "يني شفق" التركية كشفت، اليوم الأربعاء، عن تفاصيل جديدة قالت إنها تثبت تورط القنصل السعودي في إسطنبول (محمد العتيبي) بـ جريمة قتل الصحفي (جمال خاشقجي)، موضحةً أنها تمكنت مِن التوصل إلى تسجيلات صوتية تكشف عن تفاصيل وصفتها بـ"المرعبة" حول مقتل "خاشقجي".

وكشفت التسجيلات التي فرّغتها صحيفة "يني شفق"، أن "الصحفي خاشقجي تم تعذيبه بشكل أليم، قبل أن يتم قتله، حيث قُطّعت أصابعه، ومن ثمّ قُطع رأسه"، مشيرةً إلى أن مِن بين التسجيلات الكثيرة - التي اكتفت بنشر تفاصيلها دون بثّها -، تسجيل صوتي للقنصل "العتيبي".

وأظهر التسجيل الخاص بـ"العتيبي" - حسب "يني شفق" -، تحدّثه إلى مَن سمتهم بـ"فريق القتل" طالباً منهم تنفيذ "عملية تقطيع خاشقجي خارج غرفته" قائلاً "افعلوا هذا في الخارج، ستصبون البلاء فوق رأسي بسبب هذا"، لـ يردّ عليه أحد مِن الفريق "لو تريد أن تصل للسعودية وتريد العيش هناك فاصمت".

وذكرت وسائل إعلام وقنوات تلفزيونية تركية، أن القنصل العام السعودي في إسطنبول (محمد العتيبي) غادر تركيا متوجهاً إلى الرياض، يوم الثلاثاء الفائت، وذلك قبل ساعات مِن تفتيش الشرطة التركية المتوقع لـ مقر إقامته، وهذا ما أكّده وزير الخارجية التركي (مولود جاويش أوغلو)، اليوم الأربعاء، قائلاً "مع الأسف لم يتم تفتيش مقر إقامة القنصل السعودي مساء أمس الثلاثاء. السعوديون قالوا إن أسرة القنصل في الداخل، ونأمل الدخول إلى هناك اليوم".

وأكّدت "يني شفق"، أن فريق التحقيق التركي المشارك في مجموعة العمل المشتركة (تركي - سعودي) بخصوص "اختفاء خاشقجي" دخل، مساء اليوم الأربعاء، مقر إقامة القنصل السعودي في إسطنبول، منوهةً أن الفريق ضم (نائب عام جمهوري، نائب مدعي عام إسطنبول) إضافةً لـ عدد من خبراء مديرية مكافحة الإرهاب في تركيا.

مدير الطب الشرعي في الأمن العام السعودي (صلاح الطبيقي) هو مَن قطّع جثة "خاشقجي"

بدورها قالت مصادر تركية لـ موقع قناة "الجزيرة"، أمس الثلاثاء، إن مدير الطب الشرعي في الأمن العام السعودي (صلاح الطبيقي)، هو مَن قطّع جثة "خاشقجي" بعد قتله في القنصلية أمام القنصل قبل نحو أسبوعين، مضيفةً أن "عملية القتل استغرقت سبع دقائق، طلب خلالها الطبيقي مِن زملائه الاستماع للموسيقى أثناء تقطيع الجثة".

وأضافت المصادر، أنه "لم يجر أي تحقيق مع خاشقجي قبل قتله، بل تعرض لـ الشتم والضرب مباشرة، وأنه قتل في مكتب القنصل الذي طُلب منه المغادرة، لـ يكمل (الطبيقي) تقطيع الجثة"، لافتةً أن "السلطات التركية تملك تسجيلات تشير إلى أن خاشقجي تعرض للضرب والحقن قبل قتله وتقطيع جثته".

و"الطبيقي" هو مِن ضمن السعوديين الـ 15 الذين وصلوا إلى القنصلية السعودية في إسطنبول قبل نصف ساعة مِن دخول "خاشقجي" إليها، وغادروها بعد ساعتين، منوهةً السلطات التركية أنهم قدِموا إلى تركيا عبر طائرتين خاصتين في رحلتين منفصلتين مِن الإمارات ومصر.

وفيما يخص التصريحات الأميركية عن قضية "خاشقجي"، قال الرئيس الأمريكي (دونالد ترامب) عبر تغريدة على حسابه في "تويتر"، أمس، إن ولي العهد السعودي (محمد بن سلمان) يعتزم توسيع نطاق التحقيق في اختفاء "خاشقجي"، و"أن (بن سلمان) أبلغه خلال وجود وزير خارجيته (مايك بومبيو) في السعودية، أنه لم يعرف بما حدث في القنصلية بتركيا".

واختفى الصحفي السعودي (جمال خاشقجي) بعد دخوله القنصلية السعودية في إسطنبول، يوم الثاني مِن شهر تشرين الأول الجاري، حيث صرّحت خطيبته التركية (خديجة جنكيز) للصحفيين، بأنها رافقته إلى أمام مبنى القنصلية، وأنه دخل المبنى ولم يخرج منه"، في حين نفت القنصلية ذلك، وقالت إنّ "خاشقجي زارها، لكنه غادرها بعد ذلك".

الجدير بالذكر، أن (جمال خاشقجي) غادر بلاده (السعودية) متجهاً إلى الولايات المتحدة الأميركية، خوفاً مِن الانتقام بسبب آرائه المناهضة لسياسة المملكة، وخاصة في ظل حملات الاعتقال التي طالت شخصيات ليبرالية وناشطين ورجال دين سعوديين، ولـ"خاشقجي" مساهمات كبيرة في صحيفة "الوطن" التي تعد منصة مهمة للسعوديين الإصلاحيين، وهو أحد أكثر الصحفيين تأثيرا في الشرق الأوسط، وكاتب في صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية الشهيرة.