icon
التغطية الحية

بلدية بعلبك تطرد لاجئين سوريين من خيمهم

2019.06.07 | 15:30 دمشق

الصورة (إنترنت)
تلفزيون سوريا
+A
حجم الخط
-A

اندلع أمس الخميس حريق في مخيم "كاريتاس" للاجئين السوريين في لبنان، ما اضطر اللاجئين إلى إخلاء المخيم والهرب بسبب تهديدات بحرق الخيم بمن فيها، بحسب صحيفة العربي الجديد.

ويقع المخيم في منطقة حرف شليفا بالقرب من بلدة دير الأحمر بمحافظة بعلبك – الهرمل، ويضم 150 خيمة فرّ معظم سكانها البالغ عددهم قرابة 1500 شخص إلى بلدة إيعات ومدينة بعلبك.

ونقلت الصحيفة عن لاجئين سوريين من أهالي المخيم أن عدداً من أهالي دير الأحمر هددوا بحرق المخيم بحضور قوى الأمن اللبناني، وأضافت "حضر بعض الأشخاص من بلدة دير الأحمر، وهددوا برش المازوت على الخيم وحرق المخيم كلياً، كما جاهروا بالتهديدات تلك بوجود العناصر الأمنية من دون رادع".

وعصر الأربعاء وقع حريق آخر في المخيم نفسه، وأدى إلى إشكال ما بين اللاجئين وعناصر الدفاع المدني، وتضاربت روايات الطرفين حوله.

وقالت الوكالة الوطنية للإعلام (الرسمية اللبنانية) إن "أحد عناصر الدفاع المدني ويدعى ح. ج. أصيب بجروح بليغة في رأسه، وتحطيم آلية إطفاء كان يقودها، وذلك إثر رشق عدد من الشبان السوريين الآلية بالحجارة، عند محاولته إخماد حريق شبّ داخل حرج بجانب أحد المخيمات التابعة للنازحين السوريين عند مدخل بلدة دير الأحمر، بحجة انزعاجهم من انبعاث الدخان، على حد تعبيرهم".

وإثر ذلك "حضرت على الفور قوة من الجيش وداهمت المخيم وأوقفت عدداً من المتورطين بالحادث كذلك، قال السائق المصاب إنّه بدخوله إلى المخيم انزعج اللاجئون من الغبار الذي أحدثته آليته ومن تأخر وصوله فرجموه بالحجارة حتى أصيب في رأسه".

لكن رواية اللاجئين تختلف عما نقلته الوكالة اللبنانية، وقال بعض ساكني المخيم لـ"العربي الجديد" إن"سيارات الدفاع المدني تأخرت في الوصول لنجدة السكان، ما دفعهم وبعض عناصر نقطة الجيش اللبناني القريبة إلى المسارعة في إطفاء الحريق الذي كاد أن يؤدي إلى كارثة إنسانية كبيرة ستودي بحياة نحو 1500 شخص".

وأضاف أحد سكان المخيم أنّهم وخلال إطفائهم الحريق وصلت آليات بعد ساعة من حدوثه، وتابع "في ظل هذا التوتر حصل شجار بين سائق إحداها وأحد السكان حول التأخر، فقال لهم السائق كلاماً مزعجاً ودخل عنوة بين الخيم ناثراً غباراً كثيفاً طاول الموجودين، كما دهس خيمتين بآليته وتسبب بإثارة الهلع والحنق، خصوصاً لوجود أطفال تحت الخيم".

وأشار إلى أن ذلك "أثار غضب مجموعة من الشبان فتطور الأمر إلى إشكال كبير رشق فيه الجميع آلية الدفاع المدني بالحجارة فأدى إلى حدوث أضرار مادية فيها وإصابة السائق". كلّ ذلك حدث في تمام الساعة الثالثة ظهراً، ونقل السائق إلى مستشفى "دار الأمل" في بعلبك للمعالجة. وبعد مرور ساعة من الزمن، يقول المصدر، إنّ خبر الحادث انتشر عبر وسائل الإعلام "بشكل مغلوط ومن دون الأخذ برواية اللاجئين".

وأوضح أنّ "أهالي بلدة دير الأحمر هاجموا المخيم وافتُعل حريق آخر للخيم لعبت فيه القوى الأمنية دور المتفرج"، ثم قامت عناصر من البلدية واستخبارات الجيش اللبناني بتوقيف 33 لاجئاً بتهمة الاعتداء على عناصر وآليات الدفاع المدني التي دهست خيمهم.

وقال صاحب خيمة دهست لـ العربي الجديد، "إنّ طفليه (3 أشهر، و18 شهراً) كادا أن يذهبا ضحية الكراهية المقيتة وأنّهم في المخيم يحاولون عدم إزعاج أحد".

وبحسب مقطع صوتي منسوب لـ رئيس الشرطة في بلدية دير الأحمر سمير ديب، أمهل "ديب" اللاجئين في مخيم "كاريتاس" مهلة حتى الصباح الباكر لفكّ خيمهم والرحيل وإلا سيتم جرفها بمن فيها.

ومنع "ديب" اللاجئين من الخروج من المخيم إلّا للضرورة كمراجعة طبيب أو مستوصف، بعد إبلاغ رئيس الشرطة.

وعقب الأنباء التي أوردها الإعلام اللبناني عن حادثة المخيم عقد رؤساء بلديات دير الأحمر وجوارها ومخاتير المنطقة وفاعلياتها المختلفة اجتماعا أصدروا عقبه بياناً استكروا فيه"أشد الاستنكار، التعدي السافر من قبل مجموعة من النازحين السوريين على عناصر الدفاع المدني، أثناء تأديتهم واجبهم الإنساني، وإطفاء الحريق الذي شبّ في حديقة أرز الاستقلال، على مدخل دير الأحمر، وأضحى يسبب خطراً على مخيمهم وسلامتهم، وقاموا برشق الدفاع المدني بالحجارة، ما أدى إلى جروح خطيرة لعناصر الدفاع المدني وضرر كبير بالآليات".

وصرحوا بأنّه "نتيجة للغضب الشعبي العارم، وحفاظاً على سلامة النازحين، ومنعاً لتكرار مثل هذه الحادثة، التي قد تؤدي إلى ما لا تحمد عقباه، فقد تقرر: عدم عودة أيّ من النازحين السوريين إلى المخيم، الذي سبق وأخلي أمس (ليل الأربعاء - الخميس)، على أثر الحادثة المستنكرة تحت أيّ ذريعة، وتكليف شرطة الاتحاد والبلديات، حراسة مداخل المخيم، والحرص على عدم دخوله والعودة إليه، من أي كان، تحت أي مسوغ، وذلك حرصاً على السلامة، وتفادياً لأيّ صدام، ليصار إلى إقفال المخيم بصورة نهائية، وإبلاغ القوى الأمنية كافة بمضمون هذا البيان".

ووقع البيان رئيس اتحاد بلديات منطقة دير الأحمر، رئيس بلدية بتدعي، جان يوسف فخري، وعدد من رؤساء بلديات المنطقة ومخاتيرها.

وعلق فخري لـ العربي الجديد، حول البيان "القرار يهدف إلى حماية اللاجئين بالدرجة الأولى، فعنصر الدفاع المدني المصاب هو ابن دير الأحمر ولن نستطيع ضبط الشارع ورد الفعل الذي يمكن أن يقع. وبالتالي، فإنّ إقفال المخيم هو الحلّ". يوضح أنّ في دير الأحمر ومحيطها "نحو 6 آلاف لاجئ لم يُطردوا منها بل طلب منهم عدم التجوال فقط، أما هذا المخيم بشكل خاص، فكان لا بدّ من إقفاله وبسرعة".

وأعلن محافظ بعلبك الهرمل بشير خضر "فرض منع تجوّل على النازحين السوريين حتى صباح الجمعة، وذلك بعد الاعتداء السافر الذي تعرّض له عناصر الدفاع المدني من قبل نازحين سوريين في دير الأحمر، وبسبب الغضب العارم الذي يسيطر على شباب البلدة، ومنعاً لمزيد من الاحتقان والاستفزاز، وتجنباً لأيّ إشكال قد يطرأ بين الطرفين وحفاظاً على أمن أهالي البلدة والإخوة السوريين على حد سواء، وبعد التواصل مع رئيس بلدية دير الأحمر لطيف القزح"، مؤكداً "المتابعة الحثيثة مع الأجهزة الأمنية لإلقاء القبض على المعتدين".

ودعا في بيانه، اللاجئين السوريين إلى "التعاون الكامل مع الأجهزة الأمنية وعدم إيواء أيّ من المعتدين تفادياً لأيّ إجراءات جديدة بحقهم".

المصدر : العربي الجديد

كلمات مفتاحية