icon
التغطية الحية

الهجوم على السعودية.. هل اقترب الخليج من الحرب؟

2019.09.19 | 17:17 دمشق

حاملة طائرات أميركية في مياه الخليج العربي (رويترز)
 تلفزيون سوريا ـ وكالات
+A
حجم الخط
-A

تدخل منطقة الخليج مرحلة جديدة من التوتر عقب الهجمات الأخيرة على منشآت النفط السعودية، وتصاعد حدة التهديدات العسكرية الأميركية ضد طهران، في مشهد يراه مراقبون خطوة جديدة باتجاه حرب في المنطقة، ربما تبحث عنها إيران التي خنقتها العقوبات الأميركية.

شبكة "سي بي إس نيوز" الأميركية قالت إن المرشد الإيراني الأعلى علي خامئني، وافق على الهجوم الذي استهدف منشأتي النفط في السعودية السبت الماضي.

ونقلت الشبكة عن مسؤول أميركي عن مسؤولين أميركيين لم تذكر أسماءهم، أنّ خامئني وافق على الهجوم شرط أن يتم تنفيذه بشكل يبعد الشبهات عن إيران.

وأشار المسؤولون الأميركيون إلى أن الأدلة الدامغة ضد إيران هي صور التقطت بقمر صناعي ولم يتم نشرها بعد.

وتظهر الصور قوات الحرس الثوري الإيراني وهي تقوم بترتيبات للهجوم في قاعدة الأهواز الجوية. ونقلت الشبكة عن مسؤول أميركي قوله "أخذنا على حين غرّة".

وأعلن الحوثيون المدعومون من إيران في اليمن مسؤوليتهم عن هجمات السبت، لكن واشنطن والرياض اتهمتا طهران بشن الهجوم.

ويبحث وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو مع حلفائه الخليجيين في أبو ظبي اليوم الخميس ردا محتملا على الهجوم الذي استهدف أرامكو واعتبرته واشنطن "عملا حربيا" من قبل إيران.

وكانت الرياض قد عرضت في مؤتمر صحفي أمس الأربعاء، قطعا من الصواريخ والطائرات المسيرة، قالت السعودية إنّها استخدمت لاستهداف منشأتي النفط.

هل تريد إيران الحرب؟

يرى مراقبون أن إيران تفترض أن تكرار الهجمات على المنشآت الحيوية السعودية مباشرة أو عبر حلفاء لها؛ مثل جماعة الحوثي في اليمن، لن يحمل السعودية على الرد مباشرة، وأنها لن تستخدم قوة الردع العسكرية لإدراك الرياض خطورة تعرض البنية التحتية للطاقة لخطر هجمات مماثلة، أو عمليات تخريبية من الداخل.

ورغم أن إيران نأت بنفسها عن الهجمات، إلا أن مسؤولين ومحللين قالوا إن المتشددين في طهران ربما يعتبرون الهجمات انتصارا على السياسة الأكثر تشددا التي تنتهجها واشنطن ضد طهران.

وقال مسؤول إيراني بارز لوكالة رويترز إن تصاعد التوتر بشأن الهجمات قد يخل بتوازن القوى في إيران لصالح المتشددين الذين يتطلعون إلى الحد من قدرة الرئيس حسن روحاني على الانفتاح على الغرب.

وأضاف المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن هويته بسبب حساسية الموضوع "هناك صقور في إيران وفي أميركا وفي المنطقة يريدون مواجهات عسكرية".

وأضاف "مثل هذه الهجمات ستجعل المواجهة العسكرية أمرا حتميا وهذا ما يريده المتشددون في إيران ومناطق أخرى. ومثل هذه المواجهة لن تضر إيران فقط بل ستضر جميع الدول المطلة على الخليج الفارسي".

ما هي الأهداف الأميركية؟

الرئيس الأميركي دونالد ترمب أكد أن لديه "خيارات عديدة" للرد على ايران، معلنا عن عقوبات جديدة "خلال 48 ساعة".

وأوضح أن الحرب ستكون الخيار النهائي في التعامل مع إيران، في سياق الرد على الهجوم الذي استهدف السعودية مطلع الأسبوع.

وتابع ترمب في تصريحات صحفية من مدينة لوس أنجلوس "الحرب هي الخيار النهائي، لكن هناك خيارات أخرى".

وبحسب صحيفة نيويورك تايمز، فإن خطط الرد العسكري الأميركية تشمل لائحة من الأهداف في إيران، بينها منشأة عبدان، إحدى أكبر محطات تكرير النفط، وجزيرة خرج التي تضم أكبر منشأة نفطية في البلاد.

كما أن اللائحة تشمل المواقع التي قد تكون انطلقت منها الصواريخ نحو السعودية، وقواعد أخرى للحرس الثوري في جنوب غرب إيران حيث شهدت المنطقة تحركات يشتبه في أنها مرتبطة بضربة أرامكو.

وقالت الصحيفة "أي ضربة ضد إيران ستتم على الأرجح عبر رشقات من صواريخ كروز تنطلق من سفن البحرية. وفي حال ردت إيران على الضربة الأولى ستقوم الطائرات بضربة ثانية".

ورأت شينزيا بيانكو الخبيرة في شؤون الشرق الأوسط في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية أن الوضع قد يتدهور نحو "أحداث خارجة عن السيطرة".

وأضافت "هناك عدم يقين في السعودية حيال الطريقة المثلى للتحرك. لكن التفكير ينصب على أن تقوم الولايات المتحدة بضرب منشآت مهمة في إيران لتقليص أو استبعاد أي خسائر مدنية".