الكرد من منظار آخر

2019.03.15 | 23:03 دمشق

+A
حجم الخط
-A

التعاطي مع الكرد مازال يكتنفه الكثير من الجهل، وكذلك العقد النفسية، والمساس بهذا الملف أشبه بالقرب من المصاب بمرض الإيدز حيث سيفقد بسبب مسه هذا الجانب كل أنواع الحماية وسيكون عرضة للاستهداف بأي خلل نفسي وفكري وربما الموت السريع والقياسي.

يرى الكرد أن دمهم كان الأرخص في الثورة السورية، حيث إن الكرد تعرضوا لهجوم من بعض الفصائل الثورية السورية ذات الطابع الإسلامي وأن الكرد تنكر لهم الكثير من الدول العربية الصديقة للثورة السورية، كما يطالب الكثير من السوريين الكرد أن يتخلوا عن قوميتهم، والارتباط بالجسد السوري إما تحت شعار الإسلام أو السورية، ولا يعلم الكثيرون أن الكرد على حساسية كبيرة وبسبب الاضطهاد، من أي فكرة تمس قوميتهم، وحريتهم في التعبير عنها.

 تعرض الكرد في سوريا إلى عذاب كبير لم يصب به غالب أهل سوريا ...

أذى غير مسبوق ولا يحس بطعمه إلا من ذاقه حيث منح البعض الجنسية السورية قبل الثورة كما تم تجريد الكثير من الكرد من الجنسية وتم تسجيلهم في القيود الرسمية على أنهم أجانب كما يوجد أكراد مجّردون من الجنسية غير مقيدين في سجلات الأحوال المدنية الرسمية، وأطلق عليهم وصف مكتوم القيد وهو مصطلح إداري سوري يشير إلى عدم وجود الشخص المعني في السجلات الرسمية.

كما أن الكرد لا تطربهم فكرة الارتباط الديني بديلاً عن الرابطة القومية، كما أن الكثيرين من السوريين صنفوا الكرد بالإلحاد وجردوهم عن دينهم بسبب ميل شرائح واسعة من الكرد لصالح قوات الحماية

كما أن الكرد لا تطربهم فكرة الارتباط الديني بديلاً عن الرابطة القومية، كما أن الكثيرين من السوريين صنفوا الكرد بالإلحاد وجردوهم عن دينهم بسبب ميل شرائح واسعة من الكرد لصالح قوات الحماية أو pyd الموسومة بالكفر والإلحاد ،كما تم توجيه الكثير من الإهانات المتتالية للكرد وعلى لسان كبار المعارضة ووصفهم بالقرباط والبويجية، وكان آخر فنون خصوم الكرد أيضاً استحقار أي زعامة كردية، وسحب كردية صلاح الدين الأيوبي، والقول بعروبته، والاتهام بأنهم انفصاليون مع أن السيد صالح مسلم قال في أحد حواراته: السبيل الوحيد للحفاظ على وحدة سوريا هو الفيدرالية أو اللامركزية). وأوضح أن (الفيدرالية تُناقَش مع كافة الكيانات في سوريا... ولو كانت مشروعاً انفصالياً، لكنّا سنبحثه فيما بيننا)، مضيفاً أن (معارضي اللامركزية هم معارضو وحدة سوريا. وليست هناك معادلة أخرى، إما لامركزية سوريا وإما فيدراليتها).

هذه المعطيات جعلت من الكرد يقفون في حالة متأزمة وفي وعي متصلب يرفض أي تعاون ويتهم الطرف الآخر بأنه خصمه المؤكد.

 لم تقم أي جهة بمصالحات بين الجانبين بل بالعكس غاب عن كثير من السوريين أن فخ النظام وقع في شركه الكرد والعرب وأن سياسة التركيع والتطويع تعتمد على فرق تسد وأن توحيش أي طرف لا يفيد إلا النظام وأن مدافع المقاومة تسكت مدافع العدو وأقلام المقاومة تسكت أقلام العملاء ولذلك ينبغي أن يكون الصف واحداً ضد خصم واحد.

يعيش السوريون في غالبهم في الداخل (الاستبداد والفساد) وفي الخارج (الاستضعاف والاستتباع).

غاب عن كثير من السوريين أن فخ النظام وقع في شركه الكرد والعرب وأن سياسة التركيع والتطويع تعتمد على فرق تسد وأن توحيش أي طرف لا يفيد إلا النظام

وهذا أثمر الكثير من الاصطفافات التي تحمل طابع التخلف السياسي والتفسير الحدي للدين، وممارسة دور التخوين الذي مارسه النظام على خصومه ودور الاستهداف أيضاَ.

التناسب طردي مع الظلم والطغيان كلما وجد الظلم وجد الطغيان

نحن كسوريين ليس لنا نية محاربة مكوناتنا المجتمعية بل قام الشعب ليصلح قيمه في الحرية ويؤنسن مجتمعه، ويعمل على بناء دولة المواطنة ونعد سوريا لكل السوريين لكن هل بقي هذا الحلم كما هو !!! فقيم الحرية والملكية الفردية والعمل المنتج والمواطنة قيم نؤمن بأنها شرط للسلم الأهلي
لكننا نضيف قيم الخير المجتمعي  أخوة وحرية وكرامة وعدل واعترف بالحقوق المشروعة ولا نعتبر هذه القيم عائقا أمام الحرية بل هي شرطها إذا لم تكن للبعض على الكل ضد كرامة أي إنسان.

لقد  بلغ الظلم عندنا سناما يؤدي إلى الانفجار حتمافقد أوجدوا مافيات من جنس أبناء الثورة ليفسدوا ثورتنا ويبرروا تدخلاتهم التي نرى.