icon
التغطية الحية

القوات الروسية تهدّد النازحين في مخيم الركبان

2019.02.24 | 13:02 دمشق

أطفال في مخيم الركبان للنازحين السوريين (أرشيف - الأناضول)
تلفزيون سوريا - متابعات
+A
حجم الخط
-A

هدّدت القوات الروسية، أمس السبت، النازحين في مخيم الركبان (القريب مِن الحدود الأردنية) شرق حمص، بتشديد الحصار المفروض عليهم، إن لم يسووا أوضاعهم مع "نظام الأسد" ويخرجوا مِن المخيم.

وقالت شبكة "البادية 24" على صفحتها في "فيس بوك" إن وفداً مِن القوات الروسية التقى بوفد مِن قاطني مخيم الركبان في قرية "جليلة" بمحيط منطقة الـ"55 كم"، وطلب منهم رفع قوائم أسماء مَن يرغب بالعودة إلى مناطق سيطرة "نظام الأسد".

والهدف مِن قوائهم الأسماء التي طلبها الوفد الروسي، مِن أجل إجراء دراسة أمنية لها مِن قبل "مخابرات نظام الأسد"، وتبليغ الوفد بالأسماء المقبولة بالعودة، وتشمل فقط مَن "ليس لديه أي تجاوزات أمنية".

وأضافت الشبكة، أن الوفد الروسي هدّد بمنع إدخال جميع المواد الغذائية والقوافل الإنسانية إلى مخيم الركبان، سواء القادمة مِن الهلال الأحمر أو مِن الأمم المتحدة أو مِن المنظمات الأخرى.

وحذّر الوفد الروسي - حسب الشبكة -، نازحي مخيم الركبان مِن تخلي قوات التحالف الدولي والولايات المتحدة الأميركية عنهم، ومِن تبعات تلك المرحلة، مقدماً في الوقت ذاته وعوداً وتطمينات لِمَن يريد الخروج.

وأصدرت روسيا و"نظام الأسد" بيانا مشتركا في وقتٍ سابق، ينص على فتح ممرين "آمنين" في قريتي "جليب، وجبل الغراب" بالبادية السورية، لـ قاطني مخيم الركبان، على أن يبدأ العمل باستقبال النازحين الراغبين بالعودة اعتبارا مِن يوم الثلاثاء الفائت (19 شباط 2019)، وأن يتم ذلك بشكل منظّم وأمني، إلّأ أن "الهيئة السياسية" للمخيم، اعتبرت ذلك "محض كذب".

ولفتت الشبكة، إلى أن جميع طرق التهريب المسؤولة عن إدخال المواد الغذائية إلى مخيم الركبان أُغلقت تماماً منذ نحو أسبوعين، بالتزامن مع التهديدات الروسية بتشديد الحصار وعدم تقديم "التحالف الدولي" (الذي يسيطر على منطقة الـ 55) أي مساعدات إنسانية للمخيم، مشيرين إلى أن معظم قاطني المخيم يرفضون التوجّه إلى مناطق سيطرة "نظام الأسد"، ويؤكّدون على رغبتهم بالانتقال إلى الشمال السوري.

من جانبها أكّدت "هيئة العلاقات العامة والسياسية في مخيم الركبان"، على ثبات موقفها وموقف معظم أهالي المخيم في رفضِ أي نوع مِن أنواع التسوية والمصالحات مع "نظام الأسد"، مشيرةً إلى أن قاطني المخيم لن يثقوا بأي ضمانات يقدمها "أعداء الشعب السوري" (في إشارة إلى روسيا).

وطالبت "الهيئة" في بيان لها، قيادة "جيش مغاوير الثورة" بفتح طرقات بديلة لتأمين حاجيات ومتطلبات أهالي مخيم الركبان، والتخلص من ضغوط "نظام الأسد" وداعميه، كما وجّهت رسالة إلى كل مِن الأمين العام للأمم المتحدة والأمين العام للجامعة العربية والأمين العام للمؤتمر الإسلامي، باتخاذ خطوات لـ مساندتهم وإحالة اﻷمر إلى مجلس الأمن الدولي والجمعية العامة للأمم المتحدة.

وسبق أن اجتمع وجهاء مخيم الركبان، نهاية شهر أيلول 2018، بمسؤولين تابعين لـ"نظام الأسد" مِن أجل مناقشة عملية "التسوية"، في ظل ما يشهده المخيم مِن "مجاعة" وغياب المساعدات الإنسانية نتيجة الحصار الذي يفرضه "النظام" على المنطقة، دون التوصّل إلى اتفاق بين الطرفين.

يشار إلى أن أكثر مِن 15 ألف عائلة نازحة تقطن في مخيم الركبان الواقع ضمن منطقة صحراوية جافة وقاحلة قرب الحدود مع الأردن، يعاني فيها النازحون انعدام مقومات الحياة وتردي الوضع الصحي والتعليمي وفقدان المساعدات، رغم مناشدات عدة للجهات الدولية مِن أجل الاستجابة الطارئة للوضع الإنساني المتردي هناك.

وتسيطر فصائل عسكرية مقاتلة تدعمها الولايات المتحدة الأمريكية على منطقة دائرية نصف قطرها 55 كيلومتراً، وتعتبر إحدى مناطق "تخفيف التصعيد" المتفق عليها بين أمريكا وروسيا، وتخضع لـ حماية جوية من "التحالف الدولي" نظراً لـ وجود قوات دولية داخل "قاعدة التنف" إلى جانب "جيش مغاوير الثورة".